سُرّ ما خَطرْ!!(22,21).. بقلم/ د. صادق السامرائي

 

 

 

 

 

 

 

- 21 -

تتجاوب الغيوم مع الأمواج

وتتمازج أطيافها مع الأنوار

وترتدي حلتها الخلابة الألوان

وتتشكل بهيئاتٍ تعجز عن تصويرها

ريشة أبرع الرسامين وأعظم أعلام الإنطباعية

فكأنها تبني أفقا شاسع الإمتداد في أعماق النهر

تنبثق أوتاده من ضفافه المتصافقة الأمواج

ضفاف لا تشبه ضفاف نهرينا

إنها ذات لمسات جمالية

وتفاعلات إنسانية ثرية بالقدرة على صناعة البهاء

فالضفاف مسلة لملحمة فنية خيالية

ذات رونق جذاب

تبعث َولهَ الناظرين

وتلهب خيال الشعراء والفنانين

وكل مبدع يسعى للتواصل مع المكان الذي يذوب فيه

لإمتلاكه قدرات السحر الدفاق

 

الأمواج تؤدي رقصة الدوران

حول وهج الحياة القادمة من بحر الإرادات الفياضة

وتغرد بألحان ينبوع متساوق

مع نبضات المكان ونسائم اللحظات

المتوافدة من عيون الزمن السرمد

 

قالت الموجة أكون

وقال التيار: الإصرار عقيدة الوجود

فزغردت أطيار المحبة فوق موجة

ترقص عارية أمام الأشهاد

 

حضر الخيال منسابا

بين حشدٍ من الأفكار

المتوامضة كأطياف شلال الضوء

المتهامس الكلمات

بأسماع قلب الوجود الدوار

فأدرك الناظر الولهان

حياة موجة بعمر الإنسان

فقال النهر: تعال معي في رحلة الأسرار

فاحتجت موجة ذات عِقال

 

- 22

الأشجار تتباهى على الضفاف السينية

وتؤدي مراسيم الولاء والمحبة والوئام

كل ضفة ذات أمل جديد

وضفائر ملونة بالأحلام

فالمياه تتدفق من فم الصيرورات

وتنصب نحو آفاق ذات أماني

أمواج لا تعرف الهدوء

وتنتمي لأمها الأرض بصدق وإيمان ومحبة

لتؤدي طقوس الدوران

والتعبّد في محراب الكون السرمد

أضواء أمنيات وأسرار تفاعلات تنحدر على جبين النهر

وتتألق في مهرجان الكينونات

وسط حشد من الأفكار الإنسانية الطافحة الصاعدة

إلى أوج رؤى الإقتدار والعطاء الأصيل

أمواج وأفكار وكلمات وخطوات وإبتكارات

وفرشاة ترسم ملامح ما تراه من وجه الطبيعة الرقراق

وخيال يغطس في أعماق الموجودات

ولا يصل للقاع

ويدرك أن عليه أن يغوص ويغوص

ليجني جواهر الأحلام ودرر التطلعات

في عالم يدور ولا يمكن الإمساك ببداياته

والوصول لنهاياته

فالنهر نشيد وأوبراليات فؤاد ساطع

في ميادين التواصل الإنساني

والتلاقي الحي ما بين الأفكار التي تنادي

أريد أن أكون وأتمتع بنور الشمس الساطع

 

وعلى أهبة الرحيل الشداد

تتجمع أمواج عواصف المنازلات

التواقة لميادين التحديات

وتنطلق مهرجانات إنجاب الذات الخلاقة

من رحم إرادة كون التجليات

فتتجدد الإنعكاسات الضوئية

على خدود الأبدية

فالموج يحفظ مزامير السرمدية