أطلعت بالأمس على تقرير يوضح العلاقة بين دولتين جارتين من دول أوربا وهما هولندا وبلجيكا؛ إذ لا يفصل بين الدولتين الجارتين سوى ربع متر وقد تم توضيحه بخطوط على الأرض فقط. فلا يوجد شرطي ولا مفارز ولا سيطرات للتفتيش ولا فيزا ولا أي شيء كما هو معمول به. وبيّن التقرير ان الخط بامتداده يقسم أحد البيوت إلى جزأين، واحد في هولندا والآخر في بلجيكا، وتدفع العائلة التي تسكن البيت أجور الهاتف والكهرباء والماء وغيرها لكلا الدولتين عن كل جزء .
هذا الأمر تم بعد أن اتفقت 24دولة على رفع الحواجز والجوازات والسيطرات فيما بينها وصارت دولة واحدة تقريباً ، علماً ان تلك الدول قد دخلت حروب طويلة فيما بينها ووصلت ذروتها إلى الحرب العالمية . لكن ما خلّفته تلك الحرب وما أنتجه الفكر المتطرف الهدّام أحدث الفارق والاختلاف الكبير في العلاقات بينها، وشيئاً فشيئاً تقاربت تلك الدول حتى وصلت إلى الاندماج التام فيما بينها.
بعد ساعات من قراءتي لهذا الموضوع علمت ان مديرية بلديات الناصرية وبسبب المحاصصة الحزبية صار عندها مدير معين من قبل الوزير ومدير معين من قبل المحافظ ! وعاشت المديرية يوماً غريباً بوجود مديرين في دائرة واحدة لا يفصل بينهما إلا حائط كما هو حاصل بين بلجيكا وهولندا! ولا يعرف الموظف في المديرية كيف يتصرف بوجودهما وكما نقل لي أحدهم انه يخاف أن يتعامل مع المدير(س) ويترك المدير(ص) ويكون (ص) هو المدير المثبت مستقبلاً فيخشى الموظف على نفسه من العقوبة التي ستطاله حتماً والعكس صحيح.
أتصور ان وضع العراق يسير من سيء إلى أسوأ بسبب تسلط الأحزاب وتلاعبها بمقدرات الدولة بلا منطق ولا تفكير بمصلحة المواطن ويجب أن يتغير الحال وإلا تحولت الدولة إلى مجموعة دكاكين تديرها الأحزاب!
|