حينما قدم وفد من النساء الجليلات اللائي ينتمين الى خير القرون لمبايعة رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه وأزواجه وذرياته ) أخبرهن أن يبايعنه على أن لا يقتلن أبنائهن ... أن لا يسرقن .... أن لا يزنين .... وهنا وفي هذا الموقف إنبرت أحد النساء لتقول للرسول الأكرم : أوَ تزني الحرةُ يا رسول الله ؟؟؟!!! وكما قال أحد رجالات قريش تجوع ُ الحُرةُ ولا تأكل بثدييها .... هالني اليوم وان أستمع الى صوت سيدة عراقية من محافظة ميسان ( العمارة ) بصوت يخفي بين طياته الكثير الكثير من الألم تتحدث بغصةٍ أليمة ...ونكبة سقيمة ....وبحشرجات تقطـّع نياط القلب ...وتجعل الدمع لا نقول يترقرق في المآقي بل يسيل على الوجنات بحرارة تضاهي سنا القيض اللاهب قائلة ً: أن زوجها ومعيلها نخر السرطان منه العظم قبل اللحم لتواري جثمانه بعد طول معاناة تواريه الثرى في أرض تَدّرُ على العراق بأغنى الركاز من البترول واليورانيوم والزئبق و..... وتلف قبره بالبردي الذي ننسج على أوراقنا المستخلصة منه كلماتنا وآهاتنا ....كان للأمر تداعيات لا نقول عنها أقل من كارثية ....لتبقى الأم الطاعنة في السن والمثقلة بالهموم والمآسي والديون التي تقصم الظهر ....دون مأوى سوى أرض الله تُقّلهم وسماء المولى الجليل تُظلهم ...ومعها بضع بنات هُن شرف لكل عراقي دون معيل ولا يخفى عليكم سادتي أن الغيرة كانت تقتضي فيما سلف أيام الجاهلية وقبيل بعثة النبي الكريم أن يَئد الرجل بناته وهن أحياء في التراب لئلا يقعن في السبي بعد طول سنين ويُلوث شرف العائلة وتمتهن كرامتها ...والعجيب في الأمر مع السيدة الميسانية أن كل بناتها لا يملكن هوية الأحوال المدنية ولا تمتلك العائلة البطاقة التموينية....؟؟؟ وإنطلاقاً من الحكمة القائلة : (مسلوب الجزء ليس مسلوب ) وهو مثل طرق أسماعي وأنا في السماوة ونَصْ المثل : ( منهوب الرُبُع مو منهوب ) أي إذا تمكن من الحفاظ على البقية بالتضحية بالجزء ففي الأمر وجهة نظر ولعل هذا يندرج تحت القاعدة الشرعية القائلة : دفع الضرر الأكبر بالضرر الأصغر ...قررت السيدة بيع إثنتين من بناتها وبسعر 800 ألف دينار أي بما يعادل 600 دولار فقط لتتمكن من بناء غرفة فقط يستظل بها مَن تبقى من باقي البنات اللائي يعشن في بلدٍ يكاد أن يتجاوز صادراته 60000000برميل من النفط في بلدٍ ميزانيته تتجاوز 125 مليار دولار ...وليت الأمر انتهى هنا بل أن مواكبة الحياة تطلبت منها عرض البنت الثالثة للبيع خاصة وأنها أي السيدة الكريمة لم يتم شمولها بمنظومة الحماية الإجتماعية ( راتب الرعايا) ولا بطاقة تموينية كون أفراد العائلة لا هويات أحوال مدنية لهم كما سبق وأسلفت...وهنا إنتقل المحاور الى البنت المعروضة للبيع وقد بادرها مذيع إذاعة العراق الحُر : هل أنت راضية بأن يتم بيعك بسوق النخاسة ؟؟؟!!! لتُجيب وهل من خيار لتحيى أمي وباقي أخواتي ؟؟؟ ثم تستدرك باكية ما أقسى فراق الأهل وما اّمّرّهُ ...ولكن لا مناص ... جديرٌ بالذكر أن هاتف الإذاعة هو 07704425770 عسى أن ينتخي أهل الغيرة والمرؤة بغية لمل شعث هذه العائلة العراقية المنكوبة والله لا يضيع أجر المُحسنين أكتفي بهذا القدر وفي جعبتنا المزيد ....ولكن لم يعد في القوس منزع ... نُذّكر ولاة الأمور في السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية والإعلامية و.....بقوله تعالى ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) ....مذكرين بدعاء العجوز حين هُدّم دارها فرفعت أكف الضراعة الى بارئها مناجية ً : هدموا داري وأنا أحتطب إذ لم أكن موجودةٌ فيه ...فأين كنت أنت يــــــا الله ....ليقلب الله عاليها سافلها ... الله الله في الولدان اليتامى .... الله الله في النساء الأيامى ....... الله الله في الأمهات الثكالى ...
|