الأقطار المؤمنة بالله واليوم الآخر.. بقلم/ كاظم فنجان الحمامي |
العراق تايمز: كتب كاظم فنجان الحمامي.. من يستمع لتوجهات الأقطار المجاورة للعراق, ويتابع ما تبثه وسائلها الإعلامية من برامج إيمانية داعية للتعايش السلمي, وداعية للتمسك بتعاليم الكتب السماوية المقدسة, يشعر بأنه يحلق في أجواء النقاء والصفاء والتقوى. لكن الحقيقة خلاف ذلك تماماً, فكلها اشتركت وشاركت, وأسهمت وساهمت في قتلنا وإزهاق أرواحنا, وكلها اجتمعت علينا من دون استثناء, وكلها أسرجت بغال الأحقاد القديمة, وسارت بها في هذا الليل السياسي البهيم, لتنتهك حرمة مدننا المسالمة, وكلها أسهمت, بطريقة أو بأخرى, في احتضان كلاب الخلايا الإرهابية المسعورة, ثم أطلقتها علينا في كل الاتجاهات, وسمحت لها بالتسلل من ثغرات حدودنا المفتوحة. من فيكم يستطيع أن يزكي دولة واحدة من هذه الدول ؟, ومن فيكم يبرأ ساحة واحدة منها ؟. ومن فيكم يجزم ببراءة أنقرة وطهران وعمان والرياض والكويت والدوحة من الدماء العراقية الزكية, التي نزفت ومازالت تنزف حتى يومنا هذا من دون أن نرتكب ذنباً أو نقترف إثماً. ربما يقول قائل منكم: أن الدولة الفلانية لم تكن طرفاً في المجازر التي وقعت هنا للفترة من كذا إلى كذا. وربما تقولون: أن الدولة الفلانية لم تشترك رسمياً في المجازر الوحشية, التي ارتكبت ضدنا, وان أبنائها الذين تسللوا إلى مدننا لم يتحركوا بعلمها, ولم يحصلوا على ترخيصها الرسمي, ورب قائل يقول: كلا ليست كلها, أو يقول: أن الدولة الفلانية لم ترغب في التدخل في شؤوننا إلا بعدما تدخلت الدولة الفلتانية في شؤوننا, وما إلى ذلك من التبريرات والمسوغات الخنفشارية. ترى هل كنا نتعرض لمثل هذه الحملات الإرهابية لو كنا نعيش بجوار النمسا, أو بجوار الأورغواي, أو بجوار السويد ؟. وهل سمعتم بدولة تعرضت مثلما تعرضنا له من ويلات ومصائب ونكبات وانفجارات ؟. أي إيمان هذا الذي تؤمن به دول الجوار المتفننة بصناعة الموت, والمتخصصة بشحن آلاف الأطنان من المواد المتفجرة, والمنشغلة بتصدير الأحزمة التدميرية الناسفة, والغارقة في تدريب السرايا الانتحارية ؟. وأي دولة من هذه الدولة أرسلت جنديا واحداً من جنودها المترهلين لمحاربة حكومة تل أبيب ؟. أو أطلقت رصاصة واحدة باتجاه إسرائيل ؟, أو فجرت عبوة واحدة في شوارع الجولان أو في المدرس العبرية ؟. أما أولئك الذين تقاطروا سراً على إسرائيل لحضور مجلس العزاء المقام على روح صاحب الجسد المتعفن (شارون) الملعون في الدنيا والآخرة, فسوف نتحدث عنهم بالتفصيل في مقالة أخرى في القريب العاجل إن شاء الله. |