مُتحسساً تردي المستوى التعليمي والعلمي للتلامذة والطلبة في مراحل التعليم كافة من الابتدائي الى العالي، اتخذ مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة قراراً بالغاء عطلة يوم السبت والعودة الى نظام عطلة اليوم الواحد(الجمعة) للمدارس والمعاهد والجامعات. الدافع سليم، وكذا الهدف، لكنه ليس القرار الصحيح الذي يُقدّم الحل الناجع لمشكلة كبيرة تتفاقم العام بعد الآخر. قال مجلس الوزراء في قراره " نظرا لتأثر المستوى العلمي لطلبة المدارس والكليات والمعاهد بسبب كثرة العطل قرر مجلس الوزراء الغاء عطلة يوم السبت واعتباره دواما رسميا لطلبة المدارس والكليات والمعاهد وكافة المؤسسات التربوية والتعليمية في وزارتي التربية والتعليم العالي" . تردي المستوى التعليمي، أو "تأثره" بحسب التعبير المخفف جداً لمجلس الوزراء، لا يعود الى عطلة يوم السبت،فمعظم دول العالم تتعطل فيها المدارس والجامعات والمؤسسات التربوية والتعليمية يومين في الاسبوع، ولم يحصل أن حدث تردٍ أو حتى تأثر في المستوى العلمي لطلبتها. نظام التعليم برمته لدينا هو المسؤول الأول عن تردي، بل انهيار، المستوى التعليمي والعلمي للتلامذة والطلبة من الأول الابتدائي الى الدراسات العليا في الجامعات، وتسييس العملية التعليمية هو المسؤول الثاني عن تردي، بل انهيار، المستوى التعليمي والعلمي في مدارسنا وجامعاتنا. عطلة يوم السبت بريئة تماماً من المسؤولية عن أي تردِ أو تأثر في التعليم ومستواه، فالعطلات غير الرسمية هي ثالثة الأثافي لتردي، بل انهيار العملية التعليمية .. هذه العطلات يبلغ عدد أيامها أضعافأيام العطل الرسمية..انني أعني تحديداً عطلات الأمر الواقع التي تحصل في مواسم الزيارات، وهي مواسم تكاثرت في السنوات الأخيرة على نحو غير مسبوق. المدارس والجامعات صارت الآن تعطّل ليس فقط في يومي عاشوراء والاربعين، بل في كل يوم يصادف ذكرى ولادة أو وفاة الأئمة الاثني عشر، وفي معظم هذه المناسبات لا يُكتفى بالتعطيل يوماً واحداً، بل تمتد العطلة الى أكثر من اسبوع في ذكرى عاشوراء وذكرى الاربعين وذكرى وفاة بعض الأئمة. التعطيل في هذه المناسبات غير شرعي لأنه غير منصوص عليه في قانون أو قرار حكومي. والمشكلة ان ادارات المدارس وعمادات الكليات ورئاسات الجامعات ومديريات المؤسسات التعليمية أخذت تتبارى في ما بينها للزجّ بالتلامذة والطلبة والمدرسين والأساتذة في مناسبات الزيارات، ويُرغم البعض على تشكيل مواكب تمشي على الاقدام. والاسباب والدوافع في كل الاحوال ليست إيمانية، بل هي انتهازية، فكما جرى تملّق حزب صدام في الماضي في عيد ميلاد الدكتاتور ومناسباته الأخرى يجري الآن تملّق زعماء الاحزابالاسلامية ومسؤوليها في وزارتي التربية والتعليم العالي في مناسبات الزيارات، وتُنظّم هذه العملية بكتب وتوجيهات رسمية. تريدونلمستوى الطلبة العلمي الّا يتردى أو ينهار، أو الّا يتأثر في الأقل؟ .. أصلحوا نظام التعليم، واوقفواتسييس التعليم .. وامنعوا تعطيل المدارس والكليات في غير أيام العطل الرسمية لأي سبب كان.
|