كثيرون تعرضوا وكتبوا عن العراق ووحدته التي باتت هشة بل أكثر من ذلك، لقد تصدع الدرع العراقي بمتغيرات كان أولى ان ترتق الشروخ التي تُركت من ذلك العهد المظلم في اجساد اللحمة العراقية الواحدة، لكن ما حدث العكس.. جاءت نفوس ووجوه حملت الورع والوطنية سما نفثوه فور رسمهم لمصالح لا يمكن ان تفي بحق المواطن العراقي وأسموه الدستور... صاحب العاهة والخازوق الذي أقعد عليه العراق عنوة بعد ان وجد ذاك الحاكم السامي الحديث برايمر نفسه ملكا على عرش عظيم... ووجد ان الحاشية التي جاءت من الخارج معه وهي ترتدي الوجوه المكفهرة والعوز للانتقام من العراق بطعنه في بناه التحتية بسلب ما كان يغطي عورته بعد سقوط الطاغية فسلبوه وقاره، فتعرى وبات كل من شحذ اصابعة يلوط بالجسد العراقي حتى بات لا يفرق بين كثرة الاصابع اليد العراقية الاجنبية الواحدة من الغريبة... ناهيك عن الحقد الذي تكنه دول الجوار والتي نشرت جرذانها بطاعون الفتنة والخراب فهتكت الصف العراقي، الى جانب اللحمة الكردية العراقية التي أخذت ترسم لنفسها دولة بداخل وطن واحد، إضافة الى الايدي الخفية والتي هي ليست خفية بل جلية للكثير من أصحاب العمالة الذين يعملون لإيران فجعلوا براثن الحقد تتسلل بشكل نقطة الضعف العراقية بإتاحة الشعائر الحسينية التي حُرِم منها المواطن العراقي سنينه العجاف تلك، وردا لأفضال أحضان عاش فيها من عاش بكنف تربية الازدواجية في المصالح وهلك الجسد العراقي بتقطيعه الى اوصال فعملت الدول المحيطة بأجمعها على تفتيت وحدة الصف العراقي الذي سارع بدوره الى تفعيل تلك الأحقاد لا من أجل العراق أو طرد المحتل أو العميل او أصحاب الجنسية المزدوجة او العراق .. لا بل للمصالح التي باتت هباء منثورا... لا أجد على الساحة العراقية من هو فعلا يكافح ويناضل من أجل العراق وشعبه بقدر ما يناضل ويقاتل من أجل مصلحته ومصلحة حزبه أو كتلته... إننا في وقت بأمس الحاجة لأن ندع كل الخلافات جانبا وهذا بات حلما مستحيلا وقد استشرى بداخلنا النزعة الطائفية وتكوين مسميات لدويلات مرتزقة هدفها تحطيم وتقسيم العراق للمصحلة الخارجية.. ولا أقول أسرائيل بقدر الدول العربية التي تتمثل بعروبة صدئة مرتقة بوجوه ملكية مثل السعودية والاردن والكويت وقطر وايران وتركيا وسوريا والبحرين وغيرها... إن الذي يسمى بالخريف العربي جاء ليسقط عروش وكشف عورات أنظمة تدينصرت على رقاب الكثير من الضعفاء والخانعين ممن لم يحركوا ساكنا خوفا من الموت الكلي... فالابادة الجماعية التي مارسها أغلب اصحاب المناصب هي شرعية لهم كونها تهديد صريح لجبروت شرعي... إننا في العراق الآن نعاني من مثل هكذا عاهات لم تحلم في يوم من الايام ان تكون حاجب لكرسي السلطان .. وإذا بها وبخداع اسلامي تربعت على العرش وجاء من يحمل الغواني عاريات الصدور والافخاذ ليغري بها ولاة عراة الضمير فحاكوا مواد دستورية تكشف وتسمح لهم بفعل المحرمات والزنا في الجسد العراقي وحرام على تلك الشعوب التي هرعت مغفلة وبغفلة صوتت الى من ألبس نفسه شعار السلام بالاعلام وطنية معوقة... كلنا نريد ان نكون ولكن من يريد للعراق أن يكون؟؟؟ سؤال كثيرا ما يدور في ذهن من وقف على التل مثل ذلك البعير الذي غُرست أقدامه من كثرة انتظار... إننا فعلا شعب مسكين ونمرود.. مسكين كوننا مبتلون بولاة وحكام الظلم ديدنهم، ومبتلون بدعوة أزلية من أمير المؤمنين عليه السلام بعد أن ملئنا قلبه قيحا كوننا أصحاب وجوه متعددة ودفوف.. فكلنا نتحمل الوزر الذي نحن فيه وهنا لا أفرق وانزوي الى طائفة دون أخرى بل الجميع دون أستثناء.. لأن الوطن ليس ملكا لأحد ولا الى فئة أو دين... العراق وطن الجميع من أراد العيش على أرضه يجب ان يحترم التراب الذي سيحتضنه لاشك حين يموت ومن لا يريد ذلك فليرحل الى اي ملاذ آخر يغذيه بالحقد على أخيه العراقي... فنحن في وطن التراب فيه واحد والهواء فيه واحد والنفس واحد والتهديد الخارجي واحد والانتماء الحقيقي واحد والوجع واحد والروح واحدة والعلم احد.. لذا وجب ان نكون يد واحدة نرفض من يغذي النفوس الى الفرقة والخراب... فتراه كالغراب ينعق لجلب غربان سكنت الخراب في بلدانها او بلدان غير بلدانها لأنها تعيش على البوار... لقد اصبحنا وأمسينا نكره الاسلام بما نراه من الذين تشدقوا الدين رايات تقتل بأسمه وتذبح وتفجر وتستبيح المحصنات بثغور فتاوى مبشري النار وشياطينها أصحاب اللحى المخبيء بداخل انفاسها العفن الاسلامي بتدين أسود... ولعلي إذا قلت وهو ليس بجديد ، هل رأى أو سمع ايا منا أمام أو مصلح أو من يطلق الفتاوى مارسها على أهله ونفسه... بالتأكيد لا أن القنوات التي تنال من الدين الاسلامي باتت واضحة والقتال من أجل ما يسمونه الارهاب استوطن في العراق والدول العربية التي جاءت به وحارت بكيفية أخراجه.. ( ولابد سينقلب السحر على الساحر) فمن يطبخ لابد له من التذوق أو لسعة من النار، أن العراق في حالة تقطيع جسد وبأيدي عراقية امتلكت الاسم فقط كونهم اصحاب قرار بجنسية ووطنية غير عراقية... كل منهم تتلمذ على يد سادته فحظي بدعمهم وحظوا هم بولائه فباع وطن بكل مافيه وهو لا يملكه بخنوع من يعتاشون على جراح ووجع عراقي وهم عراقيون ايضا دون جنسية، بل يحملون الفقر واللؤم والحقد على العراق بأنفاس شيطانية... فسعدوا في دنياهم على حساب تقطيع الارض والجسد للمواطن العراقيان أصلا وجذورا... بيد أنا بتنا لا نهتم إلا بالنظر الى من يرحمنا من هذا الابتلاء.. مع العلم نحن من جئنا بهم بأصوات واقتراع عبر صناديق شفافة بأقفال مزيفة... إننا مقبلون على تغيير كبير إن أردنا ذلك فلنعمل جميعا على تغيير وضعنا مع كل الطوائف التي تعي أو لا تعي أننا في طريق الهاوية بل منتصف الهاوية.. فالسنين التي انقرضت قرضت معها الروح بالوحدة الوطنية والانتماء وبات الخلاص بطاقة دعوة الى من يريد الرحيل... جزع ما بعده جزع يعيشه المواطن العراقي، إن قلة الوعي هي العاهة الاساس في تدني الوضع العراقي وحالة الفساد إضافة الى المواقف السلبية التي اخذت على عاتقها تلك المنظمات منظمات المجتمع المدني التي تعمل دون ربحية بربحية مؤكدة أنها لا تعطي الاهتمام الكافي ضمن مساحات الزمن الفائض فيلجأ أغلبها الى الدعاية لنفسها من خلال برامج لا تسمن ولا تعطي سد الرمق... وأظن لو سخرت كل جهودها أي المنظمات ومن خلال برامج توعوية الى أهمية المواطن وصوته في التغيير لحدث شيء وانكسر حاجز الجهل الذي نعرفه بكلنا بواقع مجتمعنا فنحن شعب لا يحب سوى المصلحة الفردية ومن ينكر هذا فهو ايضا من أصحاب المصلحة الفردية الفكرية... يجب ان تصب كل جهود منظمات المجتمع المدني على العمل في توعية ابن الريف والاهوار والمدينة البداوة وتثقيف العشيرة وأهمية القانون الذي يصنع التحضر واهمية الدستور البشري الذي هو قانون أنساني بدل مشاريع همها البهرجة والصور الدعائية والربح الجانبي مع العلم أني لست ضد ان تربح من عملك لكن الوسيلة التي يمكن ان تستفيد منها بعد ان تفيد اكبر قاعدة جماهيرية تترك فيها أثرا نفسيا مع تغيير في افكار ميتة فردية استحواذية... يجب تفعيل كل القنوات التوعوية ماعدا تلك التي تبطبل على الوتر الاسلامي والتي اعتبره نقطة الضعف الازلية في الواقع العراقي لما يحسه الانسان العراقي بجزع ووجع على تقصير في نفس تلوم ليلها مع نهارها على كارثة تأريخية... ولو أشغل الانسان العراقي عقله بقيم تلك المأساة ومبادءها وقيمة التضحية لأرتقى بالمفهوم الانساني في الحياة الدنيوية والتي يمكن ان يتساوى بها كل البشر فالدين لله والوطن للجميع... هكذا قرأنا وعلما من تجارب الاخرين من المفكرين او الشعوب التي مرت بالويلات..فلا نجعل انفسنا مشاريع لتسويات دينية او عقائدية لا يستفيد منها إلا من جهز نفسه بواقيات ودروع بشرية وجعل الاكباش تتقاتل من أجل مصالح عملاء لدول كلنا نعلم أنها واجهات لمصالح فلا أحد همه الدين أو الاسلام إننا في عصر القتال على الثروات ثروات البلدان المتخلفة والنائمة في سبات تقتتل فيما بينها بينما تسرق هي بشبابها وشاباتها ومستقبلها واقتصادها بيئيا واجتماعيا ونفسيا ودينيا وهم لا يبالون فلازال المواطن لعراقي يفكر في البطة والمسمار وكثير ما أذكر هذا المثل كوننا نحب السرد القصصي والحكايا لكن لم نتخذ منها سوى اللذة والمتعة لا الحكمة والموعظة، إن الدول الكبيرة ذات الدين غير الدين تتعارك بجيوش غير جيوشها وعلى أرض غير أرضها من أجل مصالحها.. ونحن وما يسمون أنفسهم قادة أو حكام اكباش فداء ننعى انفسنا بالوطنية وهي منا براء... لا أدري متى يصحو الانسان العراقي الشريف بداخلنا حامل الضمير الحي راية بيضاء غير ملوثة بشعارات الحرية والدينية عذاب دنيوي... فلتعمل كل القنوات بكل اطيافة التي تعي الخيوط التي تغزل لوأد الحرية وقطع النفس العراقي الوطني وهنا يأتي دور من يسمي نفسه مثقف ان يكتب ويقول عبر ما لديه من قنوات اعلامية ورقية كانت ام مرئية ام مسموعة ويبتعد عن التقاط النشاطات التي لا هم لها سوى البهرجة فالتعريف بالنفس يأتي من المواقف التي يتخذها الواعي والمثقف بقلمه وشرف ما يحمله من كلمة، ولنتذكر بل نضع امام اعيننا أن العراق يحتضر ونحن جميعا نساهم وبأنتظار تحنيطه وتشييعه كوننا خذلناه في النهوض والارتقاء من الحضيض الذي وضعناه فيه بسبب أصوات في صناديق اقتراع دعت الحاجة والمصالح لأن نبيعه بأبخس ثمن كوننا لا نعي أن الوطن كالعرض ما أن نرى من يدوس حرمته ولا ننتفض فلا حمية عندنا تقوم حين يستباح إغتصابه لأننا بعناه في سوق حرة لمن يدفع أكثر، فلنحذر من تقسيم العراق الى دويلات صغيرة بمسميات حزبية همها السيطرة على الارادة العراقية هذا إن بقيت إرادة لشعب مسلوب الروج والبدن مقطع الاشلاء فكريا واجتماعيا ودينيا لأن الأمر بات جليا أننا مُقًطَعون الاوصال تماما كسيدنا الحسين عليه السلام وبأيدي دعته لتنصيب الحق والوقوف معه فمالت عليه وشاركت بتقطيعه هكذا هو عالم العراق اليوم وإن اختلفت التسمية والمسمى.
|