الطائفية على نوعين: إحداهما تدعى مقيتة والأخرى استطيع تسميتها حميدة. أما الحميدة فهي اعتزاز الفرد بالطائفة التي ينتمي لها، وأما المقيتة فهي أن ينحاز الفرد إلى طائفته بتطرف تام يصل إلى إلغاء الآخر وتهميشه بل إلى قمعه وهتكه. في الآونة الأخيرة ازداد ترديد هذا المصطلح لكن دون تمييز بين النوعين. فالتظاهرات التي خرجت في المنطقة الغربية ضد الحكومة تدّعي أنها مهمّشة ومهتوكة العرض من قبل طائفة الحكومة! والحكومة تتهم التظاهرات بأنها طائفية. وفي حقيقة الأمر إن كل منطقة من العراق لها الحق بالمطالبة بحقوقها المشروعة والمقرّة دستورياً بما في ذلك مطالبتها بحقوق طائفتها ورفعها شعارات طائفتها شرط أن تكون التظاهرات نابعة من الشعب ولا تعبر عن رأي فرد أو شخص أو حزب. بعد أكثر من أسبوعين على خروج تظاهرات المنطقة الغربية، وعدم الاستماع لها من قبل الحكومة مما أدى إلى تفاقم الأزمة ورفع شعارات أكثر تشدد من قبل بعض المتطرفين بسبب اتهام الحكومة بأنها لا تعير أهمية لرأي أبناء شعبها، قررت بعض الأحزاب والحركات في المنطقة الجنوبية الخروج بتظاهرات ( رد فعل ) لتأييد الحكومة ورئيسها نوري المالكي، الأمر الذي يُتوقع انه سيساعد في إذكاء الفتنة الطائفية من خلال انتقال وتحول الشعارات والهتافات من تصريحات القادة السياسيين وأعضاء البرلمان إلى هتافات شعبية متقابلة بين الطائفتين. هذا يرفع شعار ( نحن شيعة عمر )، ويرفع صور اردوغان ورافع العيساوي وصدام، والآخر يرفع شعار ( نحن شيعة علي) ويرفع صور احمدي نجاد والمالكي! واعتقد أن هذا هو ما تخطط له الجهات المعادية للعراق والأيادي الخفية التي تدفع باتجاهين متعاكسين لإيصال البلد إلى الهاوية التي بدايتها تقسيم العراق إلى ثلاثة أقسام معروفة!! لذلك فعلى جميع المتظاهرين من الطائفتين أن يتذكروا قول الباري عزوجل ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تتفرقوا ..) فانتم مسلمون ولديكم حبل متين لن يتم قطعه ما دمتم متماسكين. كما أحذركم أن تنخدعوا بما يروج له البعض من أن المذهب والطائفة ممثلة بنوري المالكي أو برافع العيساوي أو غيرهما. لان المذهب والطائفة يمثلها كل مسلم ومسلمة ولن يتمكن فرد أو جهة أو حزب من إلغاء الطائفة الأخرى ما دامت بالإسلام الحقيقي متمسكة وبنصوص القرآن متعبدة.
|