يجب أن نسمي المجرمين بأسمائهم ..

 

دأب مسئولونا وباستمرار على كشف نصف الحقيقة وإخفاء نصفها الآخر وخاصة مع الدول التي أساءت للعراق وشعبه وأجرمت بحقه أيما إجرام ، والحكومة الوطنية تمتلك الأدلة الدامغة لتورط هذه الدول في قتل وتدمير وتهجير العراقيين ولكن يبقى الوصف لايخرج عن دولة جارة تقع على حوض الخليج يحكمها نظام ملكي وتسخر الفتاوى التكفيرية التي يصدرها فقهاء الحزب الوهابي وكذلك توظف البترودولار لإنتاج جماعات العنف والإرهاب، هي التي تدعم الإرهاب في العراق وتبعث بالمغرر بهم لتفجير أنفسهم فيقتلوا ويدمروا. لماذا يتحاشى االمسئولون تسمية الدولة الأساس الداعمة للإرهاب في العراق؟ فعلى مدى قرابة العشر سنوات ، لم يسموا منبع الإرهاب ولا مرة واحدة،. السؤال هو: لماذا يتحاشى المسئولون تسمية نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية عندما يوجهون اتهاماتهم لمصادر الإرهاب؟ على الرغم من ان القاصي والداني يعرف انه مصدر ومنبع الإرهاب ليس في العراق فحسب وإنما في المنطقة والعالم؟. طبعا، هناك عدة احتمالات: الأول؛ هو انه لا يريدون تجاوز العرف الدولي، وهذا احتمال مردود، فكل دول العالم تؤشر بإصبع الاتهام لمصدر الخطر إذا ما داهمها بلا تحفظ او تردد، فهذه الولايات المتحدة الأميركية وهذه دول الخليج عندما تكتشف خلايا تجسسية على بعضها، وتلك مصر وهذه سوريا وغيرها من دول العالم، إلا العراق الذي تتحاشى فيه الحكومة تسمية مصدر الموت للعراقيين ، إن تسمية المتهم ليست ضد القانون الدولي أبدا، بل ان السكوت عند التسمية هو الذي ضد القانون الدولي، وإلا لسكت الجميع ولم يسمّ أحدٌ أحدا. والثاني: هو انه غير متأكد من كلامه، فهو لم يقف على الأدلة والإثباتات والشواهد التي تكفي لذكر المتهم بالاسم، وهذا الاحتمال يدينهم قبل ان يدين المتهم، فأين الأجهزة الاستخباراتية وأين الأدلة الجنائية التي يتركها المجرمون في مسرح الجريمة بعد كل عملية إرهابية؟ وأين المخبر السري وأين قوى الأمن والشرطة والجيش؟ وأين مستشاريه الأمن الوطني؟. الثالث: هو انه لا زال يأمل خيرا بنظام ال سعود، ولذلك فهو لا يسمهم حتى يمنحهم فرصة التوبة والعودة إلى صوابهم، وهذا احتمال خاطئ جملة وتفصيلا، لان (من شب على شيء شاب عليه) فمن بدا سلطته وبناها على جماجم الأبرياء وانهار الدماء، واعتمد التكفير كمنهج في الحكم، خاصة ضد شيعة أمير المؤمنين (ع) لا يمكن ان تنتظر منه توبة أبدا، وان سياسة 80 عاما من الغزو والقتل والتدمير ونشر الحقد والكراهية والتكفير وإلغاء الآخر، تثبت هذه الحقيقة ، ولا ادري متى كانت تسمية اللص تعتبر تدخلا في شؤونه؟ وهل ان تحريضه على القتل والتدمير في العراق لا يعتبر تدخلا في شؤوننا؟ فأين إذن قاعدة التعامل بالمثل؟. لقد أسقطت الولايات المتحدة الأميركية نظامين، واحد في كابول والثاني في بغداد، انتقاما لضحاياها في نيويورك، الذي شهدته في 11 أيلول 2001، ، فلماذا لا تتعلم الحكومة العراقية ذلك؟ لماذا لا يكون الدم العراقي فوق كل اعتبار؟ أم إننا استرخصنا ثمنه ،