نشرنا البارحة مقالة تحت عنوان إستحداث جائزة صانع الأزمات الأعظم و الأقدر !!" تطرقنا من خلالها إلى " الموهبة الخاصة " و المهارة و الشطارة الأستثنائيتين التي يتميز بهاالسيد نوري المالكي في صنع و إنتاج و افتعال المشاكل و الأزمات السياسية و توتيرها و تصعيدها نحو حدها الأقصى ، ومن ثم تركها كما هي ، والانهماك والانشغال بافتعال أزمة سياسية جديدة تلو أخرى !!.. و هكذا إلى ما لا نهاية .. و كأنما إمعانا أو تأكيدا على ما كتبناه و نشرناه يوم أمس ، أقدمت قوات الأمن العراقية ــ الأمس ــ على اعتقال الشيخ محمود عبد العزيز العاني رئيس مجلس علماء العراق والشيخ عبد الستار عبد الجبار عضو المجمع الفقهي ، في خطوة تُعد من أخطر الخطوات التصعيدية إطلاقا وتأليبا و استفزازا للمشاعر الطائفية و تأجيجا لها ، وهو الأمر الذي يعني مزيدا من التصادم الطائفي و العمليات الانتحارية و التفجيرات المفخخة و سقوط أعداد جديدة و جديدة من الضحايا المسالمين و العُزل .. و الطامة الكبرى تكمن في عجز القوات الأمنية المطلق في حماية الأهالي و المدنيين العُزل ، و الذين غالبا من يكونوا هدفا مباشرا و صيدا سهلا لهذه العمليات الإرهابية ، و ذلك كنوع من ثأر و انتقام مذهبيين ، بينما تصبح أفراد عائلة المالكي و أقراباؤه أقطاب حزبه ، و كذلك أفراد عائلات السياسيين المتنفذين بمأمن و أمان ، لكونهم المقيمين أما في دول أوروبية و غيرها ، أو محميين داخل المنطقة الخضراء المحصنة جدا !!.. هذا أولا ....... أما ثانيا فإذا كان السيد المالكي يريد أن يخوض حروبه السلطوية و معاركه الانتخابية ، فينبغي عليه أن يخوضها بقليل من " الفروسية " وهو الأمر الذي يعني عدم جعل من المدنيين العُزل دروعا أمامية أو أضحية بشرية رخيصة جدا جدا أمام ذئاب الإرهاب المسعورة أوضراوة الإجراءات التعسفية و الكيفية ، كل ذلك من أجل تزايد الاصطفاف الطائفي في الشارع العراقي ، تمهيدا للحصول على كثير من أصوات انتخابية على أساس هذا الاصطفاف الطائفي المقيت و المدمر لما بقي من نسيج وطني ، الذي هو أصلا واه و هزيل متقطع ، بدون هذه المشاكل و الأزمات الجديدة أو المفتعلة ! .. و إلا ما الجدوى أو الفائدة من أمر اعتقال الشيخ محمود عبد العزيز العاني رئيس مجلس علماء العراق والشيخ عبد الستار عبد الجبار عضو المجمع الفقهي ، في الوقت الذي تركتَ الطريق " سالكة " للهروب و الاختفاء أمام أعتى و أخطر إرهابي تكفيري حقيقي مثل عبد الله ناصر الجنابي الذي هو الآن " والي دولة الخلافة الإسلامية البطيخية " في الفلوجة !!.. هذا ناهيك عن غيره من أعتى و أخطر الإرهابيين الذين تواطئت على هروبهم و توسطت عند البرزاني لكي يهربوا و يخرجوا سالمين مسلمين ومكرمين من البلاد !!.. لقد اتعبتنا يا رجل و مرمرت حياتنا تماما و حيرتنا بما فية الكفاية : فلا أنت بزعيم طائفي حقيقي تدافع عن أبناء طائفتك و تحميهم من عمليات القتل و التطهيرالطائفية المبرمجة و ترفههم بما لديهم من ثروات هائلة و طائلة ، ولا أنت بزعيم وطني تجمع خلفك عموم الشعب العراقي من أجل تأسيس دولة القانون المدنية و العصرية المرفهمة و المتطورة .. فمن أنتم إذن ؟!.
|