المسؤول في العراق لا يرى وانما يسمع فقط

بمجرد أن يصبح العراقي مسئولا في الأنظمة الغابرة وبصورة أوضح في (العراق الجديد) تتشكل حوله حاشية من أنماط بشرية متوفرة بكثرة في العراق وكلما كبرت مسؤولية الرجل اتسعت تلك الحاشية كما ونوعا بحيث لا تستطيع أية ذبابة مهما كانت ماهرة في الطيران والمناورة الوصول إلى عيني الرجل من اجل أن يراها أو أن ترى تلك العينين عن قرب لتتأكد من خلالهما بأنه ينحدر من أصول عراقية كما بفعل الأمريكان عندما يتفحصون العراقيين ,,وعندما يخرج (القائد الضرورة)إلى الشارع يتشكل حوله فورا درع بشري من أجسادهم وكأنما العراقيات عاجزات عن إنجاب مثله في حال تلطفت السماء وأرسلت رصاصة طائشة لتستقر فيما بين عينيه من اجل أن يريح ويستريح.. وكلما مر الزمن أصبح( صاحب السعادة )عاجزا عن رؤية ما يدور حوله بسبب سمك الحاشية المتزايد باطراد كما أسلفنا فيعتمد على أذنيه المفتوحتين بقوة على ألإفراد المقربين منه والقائمين على خدمته وتلبية كافة رغباته وننزواته.... إن أهم ما يميز الحواشي المحيطة بالمسئولين السيئين طبعا هو التنافس الشديد فيما بينهم على الانبطاح والتذلل لولي نعمتهم من اجل كسب وده ورضاه ,, ومن وسائلهم في ذلك الحيلة والمراوغة والكذب ..ولو قدر للسيد المسئول أن يسال احد مرافقيه عن مصير الحمار الوحيد الذي يمتلكه أبوه قبل أن يصبح هو مسئولا والذي تركه مريضا لأجابه بدون تردد انه بصحة جيدة وقد أنجب العشرات من الحمير مع انه كان قد مات منذ زمن بعيد وقد شبع موتا ... وأخيرا أقول لكافة أفراد الحواشي الذين اضطرتهم لقمة العيش أينما وجدوا بان البطون لا تستحق كل هذه التضحية وان كسرة الخبز الباردة أفضل من أكلات مطابخ ( الجماعة ) ومطابخ مطاعم الدرجة الأولى التي تستهلك نسبة عالية من أموال اليتامى والمحرومين فعودوا إلى أطفالكم وغوائلكم لعل الله يقصي أمرا.. وأما المسئول فاني أقول له ما قاله إعرابي وقف يوما أمام مسجد الكوفة فقال (إني عجبت لهذا المسجد فقد رأيت رأس عبيد الله بن زياد معلقا فيه ورأيت رأس المختار معلقا فيه ورأيت رأس ابن الزبير معلقا فيه في فترة وجيزة فهل ستتعضون ام ان الكراسي في العراق مصممة بحيث تلتصق بمؤخرات الحاكمين ؟؟