من صلح الحديبية...إلى صلح الفلوجة...!!

إن عامل تحقيق الأمن يقترن بعامل أساسي وجوهري هو إشاعة روح التسامح والمحبة والتصالح والتكاتف واستئصال الأدران من جسد المجتمع العراقي,وان التسويف والمماطلة في الاستجابة لبعض المطالب المشروعة للمتظاهرين والمعتصمين السلمية التي تكفل بها الدستور وتضييع الوقت لأكثر من سنة مما تسبب  في إيجاد حواضن جديدة للقاعدة وداعش  نتيجة تفاقم الانهيار الأمني وتردي الخدمات وحالات الفساد الكبرى التي طالت منشات وبنى الدولة في الأعمار والتطور جعلت هذا الخراب والدمار,وتتحمل الحكومة الجزء الأكبر في عدم تعاطيها لتلك المطالب وسحب البساط من تحت أقدام "داعش والقاعدة " ومؤيديها.
لابد من إيجاد الحلول الناجعة في استرجاع الأوضاع إلى طبيعتها والعيش بأمان وسلام...!
عندما خرج الرسول الكريم (ص) بمن معه من المهاجرين والأنصار وبمن من لحق به من العرب حيث بذل ما في وسعه لإفهام قريش انه لا يريد حربا معهم فتم على هذا الأساس صلح الحديبية الذي تمثل فيه..فقه ,وحكم ,ودروس وعبر,حيث إذن الرسول (ص) للصحابة أن يصلوا في منازلهم عندما نزل المطر,وشرع التحلل للمعتمر وانه لا يلزمه القضاء في سبب مانع لأداء العمرة,وتنفيذ تطبيقات عملية لبدء الشورى في الإسلام (وأمرهم شورى بينهم ),وإعلان الهدنة مع الكفار لمدة عشر سنين,وجواز المصالحة مع الكفار,واستحباب التفاؤل,والسنة لمن قام عن صلاته أو نسيها أن يصليها وان خرج وقتها,وفي هذا الصلح هو اعتراف قريش بكيان المسلمين لأول مرة,وذهاب هيبة قريش بدليل مبادرة خزاعة بالانضمام إلى ملف المسلمين دون خشية قريش..حيث أتاح الصلح للمسلمين التفرغ ليهود خيبر خاصة ويهود تيماء وفدك بصفة عامة حيث أتيح للمسلمين مضاعفة جهودهم لنشر الإسلام.
ومن هذه الدروس والعبر يمكن الاستفادة من هذا الصلح التاريخي بصلح على غراره في الفلوجة خاصة وعموم العراق عامة ويجب أن تتوطد معاني حرمة الدم الإنساني لتتعمد لغة السلم والطمأنينة والثقة والمودة والوقوف بوجه لغة العنف والاحتراب والتطرف ويجب على الجميع أن ينظموا إلى ركب المؤمنين بخطاب الدين الحنيف والإنسانية جمعاء واتخاذ مبادئ صلح الحديبية في صلح شامل لكل العراقيين وبدايته (صلح الفلوجة ) وفي المحبة للجمال والنقاء ونبذ الفتنة وركب الفقراء والمعدمين وممن لا ناقة ولا جمل لهم في حروب عتيدة لا طائل لها وانجراف بعض النفوس الضعيفة والانخراط بتنظيم كافر ظلامي وسحب البساط من هؤلاء القتلة بالصفح والعفو للم تتلطخ أياديهم بدماء العراقيين وإصدار عفوا عاما وإخراج الأبرياء من السجون وبالمقابل محاسبة ومحاكمة من تثبت عليه دلائل القتل والتدمير والتفخيخ والخطف....الخ.
ولنضمن بحكمة العقل من إن تكون حوادث وإجرام "داعش " طريقا للمصالحة والمسامحة ووحدة الإرادة في زمن شرع الإطاحة بكل ما هو حي عاقل(ورب ضارة نافعة ) ويجب أن تتوقف الخطابات الطائفية المتشنجة من كلا الطرفين وتتجدد خطابات اللقاء والوداد والتسامح وتلك مكارم وشهامة وغيرة العراقيين كما عرفهم العالم ولنتصافح ونتسامح ونتفاهم على البر والخير والسلم والبناء وأعمار النفس بالمودة والوئام وشد العزم وطي صفحة الماضي والأخذ بمبادئ وحكم وعقلانية رسولنا الكريم محمد (ص) في صلحه التاريخي ومبدأه العظيم (عفا الله عما سلف ) عندما أوقد شمعة لطريق الكفار للاهتداء بدعوته (اذهبوا انتم الطلقاء ) فليكن شعارنا وفعلنا على الأرض وليس على الورق هو الاقتداء بهذا الصلح العظيم وتنفيذ (صلح الفلوجة) ليكون الصلح الشامل لكل العراقيين بدون استثناء احد ويكون هذا الصلح مبنيا على مجمل نقاط يمكن تطبيقها بسهولة ومنها :
1-نزع السلاح من الجميع وتسليمه أو شراءه من قبل الدولة بأسعار مغرية ولا مليشيات من كلا الطوائف وفرض القانون على الجميع وبدون استثناءات.
2- العفو عن الشباب المغرر بهم ورجوعهم إلى منطق العقل والحكمة والأهل والعشيرة .
3-تنفيذ تطبيقات عملية في المصالحة والمسامحة بين عشائر المنطقة الغربية والرمادي خاصة وعشائر العراق عامة.
4- مثلما أجاز الرسول الكريم (ص)- مصالحة الكفار – فيجوز المصالحة مع كافة الخارجين عن القانون والمسلحين باستثناء (القاعدة وداعش ) وفتح صفحة جديدة.
5- استحباب التفاعل بالتفاوض الأولي في وفود وطنيه مستقلة من الشخصيات ورموز الدين والكتاب والمثقفين تحمل في طياتها التفاوض السلمي الحقيقي بعيدا عن الدعايات الانتخابية والاستهلاك المحلي والإعلامي.
6- سحب البساط من كل القوى الظلامية التكفيرية من خلال هذا الصلح وتوجه الجيش والشعب لمحاربة الإرهاب والدفاع عن الوطن في مسك حدوده الخارجية والدفاع عن أرضه وعرضه وماله وشرفه.
7- انخراط الشباب العاطل عن العمل في التطوع للجيش والشرطة  وإنشاء استخبارات مدنية لكشف المجرمين  وإيصال المعلومة  او (إعادة التجنيد الإجباري) برواتب مغرية ومدة محدودة كما هو معمول بها في اغلب الدول ضمن مناطقهم والدفاع عن الأرض وسحب كافة  قطعات الجيش المقاتلة  ونشرها على امتداد الحدود العراقية.
8- التعويضات الإنسانية للخسائر عن المعدات والأرواح وتضرر المزارع والبيوت والمحلات التجارية ضمن لجان فنية متخصصة غير منحازة.
9- وأخيرا وليس آخرا وقد فاتتنا بعض النقاط وقد تطول القائمة ,الصمت الإعلامي في مسائل التشهير والخطابات الطائفية في كافة وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة والتوجه للخطاب الإعلامي المهني العقلاني.
ومتى ما قام كل مسئول بقسطه من المسؤولية وأنجزها وفق مصلحة العراق والعراقيين وتهيئة فرص الحياة للعمل الشباب وتفتحت أمامهم أبواب الرزق والمعاش وبذلك ينصرفون إلى أعمالهم راضين مرضيين فينجون وينتجون ويستفيدون وينجزون رسالتهم في هذه الحياة ......!!!