الفيدرالية كما رسخت في الدساتير وارشيف منظمة الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان قائمة على مركز واطراف اي ان للدولة حكومة مركزية وحكومات اقليمية ترتبط بها ويربط بين المركز والاطراف دستور ومواثيق معتمدة ! والرابط بين الحكومة المركزية والاقاليم كما الرأس والجسد ! فلا راس دون جسد ولا جسد دون راس إلا في حالات الموت ! اما السلطة فهي سلطتان السلطة الفيدرالية المركز وسلطة الأقليم ! ولايجوز للحكومة الفيدرالية الضغط باي شكل من الاشكال على الاقاليم الا وفق الدستور والقوانين المبرمة ! فالسلطات شركة والمشكلات تحل بدم بارد ما دام الدستور الساخن فيصلا بين الاطراف ! وللاقليم كينونة دستورية وحقوق في سن القوانين التي تنظم الحياة في الاقليم ! وللاقليم ان يحدد سلطاته التشريعية والتنفيذية والقضائية ! المثال العربي للفيدرالية هو الإمارات العربية المتحدة أما المثال العالمي فهو الولايات المتحدة الأمريكية ! والفيدرالية ترمي الى التعايش الاختياري بين القوميات والاقليات ضمن شعب واحد وبلد واحد ! لكن تعريق الفيدرالية جعلها اشبه بالكونفدرالية اي التعايش والتوافق بين دولتين بينهما مصالح مشتركة ! والعلاقة بين حكومة المركز الكونفدرالي وحكومات الاقاليم مثل العلاقة بين دولة لها كرسي في الامم المتحدة واخرى لها كرسي ايضا ! اذن الفيدرالية ( كما في دول الغرب ) تصلح لحل نزاعات العراق الداخلية ووضع خارطة طريق بالغة الوضوح ! اما الفيدرالية المزعومة المطبقة في العراق اليوم فهي جسر للتشرذم والتقاتل وسرقة الحقوق التاريخية والقانونية للشعوب العراقية . والعراق بحدوده الحالية التاريخية ليس بلدا نقي القومية pure ونقاء الدم او القومية وهم ابتدعته النازية !والفاشية ! العراق ليس بالدولة الصافية قوميا ولا دينيا ولا مذهبيا ولا مناطقيا ولا لغويا ! فهذا الوطن ملك لأهليه منذ أن تكون العراق في فجر التاريخ !! وأهلوه من قوميات مختلفة كوردية وعربية وكلدانية وتركمانية وآشورية .! أديان مختلفة إسلام وصابئة ومسيح ويهود ! ومذاهب مختلفة إسلامية وغير إسلامية !! . وعقائد متعددة وتقاليد متشعبة وحضارات متباينة !! ولن يفكر عراقي عاقل وذو مروءة وطنية بذبح جماعة عراقية مهما قل عددها لصالح جماعة أخرى !! وهْمَاً منه أن البلد سيكونه خاليا إلا اسناخه !! وامير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام قال لذوي الميول التصفوية ( إن بقية السيف أنمى عددا ) اي ان الفئة التي تعمل السيوف في رقابها لن تنقرض بل تزداد عددا ونفوذا ! ولو كان الذبح مجدياً لما بقي شيعي على وجه العراق ولاعربي ولا كوردي ولا كلداني ولا آشوري ولا تركماني !! فكل قومية عراقية تو دين او مذهب تعرض للتصفية في عهد ما في تاريخ العراق المتقلب ! من سنة 40 هجرية وحتى الآن والشيعة والسنة كفئتين سياسيتين دينيتين تذبحان بسكاكين بعضهما البعض وبمسوغات إسلامية!! وها هما أي الشيعة والسنة يتكاثران مثل قنبلتين ديموغرافيتين !! إذن لا مجال للنبض الدموي او الحل التصفوي حين نغني للسلام بكل اللغات العراقية ! ولا رحمة مع سياسات التعريب او التكريد أو التكليد ... أي فرض لغة قوم على قوم لهم لغتهم الخاصة التي يغنون بها ويعشقون ويحلمون .!! .
وقد فهم بعض المتنفذين العراقيين بطريقة الغلط القاتل أن الفيدرالية تعني رسم حدود حمراء جديدة بين تراب عراقي وآخر ! بين محافظة واخرى وقلب عراقي وآخر !! وأن تصنع بوابات حدودية محصنة بالسلاح وربما الاسلاك الشائكة !! ولن يمر العراقي من ارض عراقية الى اخرى عراقية الا بعد الحصول على أذونات مسبقة تشبه التأشيرة او الفيزا او الا بعد ان يأمن وعائلته على كيانهم ودمائهم !! وان تقتطع كل محافظة او اثنية ما قدرت عليه من المساحات ! كما حدث بين الانبار وكربلاء في عهد صدام حسين البائد ! وان تضع دائرة حمراء حول عيون النفط داخل كل محافظة او كيان ويكتب عليها قطعت اليد التي تمتد اليها فهي حق شرعي وقانوني لابناء المحافظة ! وان يكون الجار المعادي مثل تركيا او السعودية او ايران فيصلا بين الحكومة المركزية الفيدرالية والمحافظات العراقية أوالاقاليم حول تصدير النفط وقانونية التعامل مع ملف النفط ! هذه ليست فدرالية بل هي فدرا ( ليَ ) دون سواي ! اي ان يقسم العراق إلى : عربستان وتركمانستان وكرد استان وبصرستان وميسانستان وكربلاء ستان وكلدانستان وآشورستان وكل قومية عراقية تضع وراء اسمها ( ستان ) ثم تفرض نفسها على القوميات التي تساكنها !! هذه ليست حقوقا قومية وإنما هي عقوق وطني ومروق قومي وهذيان غوغائي بل سلوك نازي فاشي !! وجني لثمار السياسة البريمرية البعثية الشوفينية الطائفية العبثية العدمية !! كما فهم بعض المتصدرين المتشددين من الشيعة بطريق الغلط القاتل ان سقوط صدام ( الذي كان ظاهرا يناصب الشيعة العداء وظاهرا يتعاطف مع السنة ! وهو عدو للمذهبين ) يعني بعد انحسار موجة البعث الصدامي ان يعلن اي رجل دين شيعي متشدد مهما كان مستواه ومن موقعه ان الله خوله شخصياً بإقامة الحدود !! فمن حقه وزمرته ان يقطعوا يد من شاءوا ورجل من أرادوا ! وان يفرضوا الحجاب بقوة الكلاشنكوف على المسلمات وغير المسلمات ! وان يغلقوا السوق الحرة ودور السنما واللهو والنوادي التي تقدم الخمرة ! بل ويطلق اسم ابيه او رئيس طريقته على الشوارع والقاعات والحدائق والمدن !! ويجعل من الجامعات العراقية العريقة جدرانا لشعاراته المتطرفة وميدانا لمؤسسته القبورية الدموية !! وما يقال عن المتشددين الشيعة ينطبق دون نقصان على المتشددين السنة !! ألم تر ما فعلت داعش والقاعدة والبعث بدماء العراقيين ! وكيف يجد هؤلاء الارهابيين من يؤيدهم في السر او العلن ؟ ويهينون الجيش العراقي بألسنة ذربة لصالح الارهابيين !! فيا لله وياللشورى كما نفثها علي بن أبي طالب كرم الله وجهه .كما فهم البعض ايضا وايضا أن الديمقراطية هي حرية نباح على الآخر والعض المتبادل والرفس بين ذوي الراي والرأي الآخر فضلا عن البصاق والشتائم والكلمات البذيئة !! فنزل الى الحلبة مخلوقات ليس لهم من العراق الا الأدعاء ! مخلوقات هم المنبوذون والمجذومون والحاسدون و محرومو الجاه وقادوا الجماهير غير المحصنة كما يقاد القطيع الأبهم !!!! الفيدرالية ليست حالة ذئبية !! اذا جرح ذئب هاجمته الذئآب التي معه بغية ازدراده والحصول على اكبر كمية من لحمه او في الاقل اضعافه من خلال تعميق الجروح ! فلا وطنية ولا تاريخ مشترك ولا ولا بل اضرب صاحبك وانت ماشِ واغنم ما تقدر عليه وانت ماش !! إن الديمقراطية والفيدرالية ثمرة من ثمارها ليست ما نطالعه كل يوم على مواقع الأنترنيت وما نشهده على الفضائيات المسعورة ! الديموقراطية لا تعني عدم الإحساس بالمسؤولية ولاتعني شبق فرض الأمر الواقع الذي يشبه فرح العنين بأعضائه التـناسلية !! وكما كانت صور صدام حسين تطالعنا في كل مكان هاهم الورثة يثقلون علينا بالكتابة في كل شيء وصورهم واسماؤهم اينما نتجه ! ففي كل محافظة او اقليم تجد صور المتنفذين تخرب ذائقة الجدران والجداريات والساحات العامة ! كان العراقيون يتظاهرون ويعتصمون ويتغربون ويقتلون ويكتبون القصايد والمقالات عن الوطن ويحضرون المؤتمرات ويؤيدون ويدحظون ويجوعون ويعرون ويعتدى عليهم !! وكان البعض من العراقيين قد استثمروا انشغالات المواطنين بالوطن ففتحوا ممرات سرية مع جهات سخية وملأ وا جيوبهم وجيوب حبايبهم بالجنيهات الإسترلينية والدولارات الامريكية والتومانات الايرانية والريالات السعودية !! وقل العراقيون المضادون للبعث هنيئا لهؤلاء الشطار ولن ينافسهم مواطن مخلص للوطن!! وحين أيقن ذلك البعض ان لن ينافسه عراقي متعفف في جباية النقود ! فتح ممرات جديدة مع جهات اجنبية بيدها الحل والعقد وفاز باللذات من كان جسورا !! فكان يتكلم باسم العراقيين ويقبض نيابة عنهم دون ان يرف له جفن او يردعه حليب الرضاعة !! بل عقد السماسرة صفقات كبرى وزعموا للحلفاء انهم زعماء يمتلكون جاذبية وجماهيرية وضغطا وخبرة وعقولا تزن بلدا !! وصدقهم وا اسفاه ذوو الحل والعقد في الداخل والخارج وكان الذي كان الذي كان وسيكون الذي سيكون لا سمح ربي !! ما السبيل الى عراق فيدرالي متماسك ترتبط اقاليمه او محافظاته برباط الثقة المتبادلة والمحبة والرغبة في العيش المشترك بسلام ! ولنا ان نتساءل هل العراق في عهده الحالي ! حال ميئوس منه ؟ ام ان العراق مصنع الرجال وسينهض من كبوته الطائفية والعنصرية والمحاصصية ذات فجر قادم ! واين سيجد العراق مكانه أفي ظل نظام عربي رسمي مفروض ؟ أم في ظل نظام فيدرالي دستوري مستقر يسهم ويعجل في استقرار العراقين الذين تعبوا من السياسة والسياسيين ! والجوع والسارقين ويحقق الكفاية لأبنائه إعتمادا على طاقاتهم البشرية والثروات الطبيعية وخبرات الأبناء ؟؟ في عراق المحافظات المتحدة المتكاملة الذي يتوفر على المؤهلات الكافية لحياة كريمة ناعمة ! نعم الحرب الظالمة التي شنها نظام صدام ضد الجارة ايران وجدت لها عربا يرقصون طربا للغلط ! وبعض الحكومات العربية شجعت جيش صدام المعتدي في حربه ضد ايران !! الشقيقة السعودية مدت الى العراق انبوبا ماليا لدعم صدام واستضافت في اراضيها طائرات الأوكس التجسسية ! والشقيقة العزيزة دولة الكويت ساندت صدام بكل ثقلها أملا في اضعاف التيار الشيعي !!! ناسية الحكمة القائلة سمن كلبك يأكلك !! وهذا ما فعله الكلب السمين فعض الأيادي التي اطعمته وهمَّ بازدرادها !! .فهاجم صدام السعودية واحتل الكويت ! ولم يردعه رادع ! وفرض الحصار الظالم الطويل على الشعب العراقي فتغرب العراقيون ايدي سبأ ! العراقيون جاعوا واهينوا وطردوا ولوحقوا ... الخ !! ولو كان للعرب قليل من الحياء لما جاع عراقي وقتها ولما هلك مريض ولا ذل عاطل عن العمل ولا باع محتاج كليته لعربي مثله ! أكثر من عشر سنوات والعراقي منبوذ عربيا او منسي أو مراقب بعيون بعض العرب التي احصت عليهم حتى انفاسهم !! نعم استوعبوا رجالات صدام حسين فقط ! واذا اردنا العراقي وقت الحصار العمل في اي دولة عربية فلابد ان يزكيهم سفير صدامي او قنصل او وكيل .. الخ !! وتسأل الأقطار العربية طالبي العمل او الاقامة بكل صفاقة : هل انتم شيعة أم سنة ؟؟ هل انتم عرب ام غير عرب ؟؟!! وكانت الإتفاقيات الأمنية بين وزراء الداخلية العرب ( ومقر منتداها في تونس العاصمة ) عهد زين العابدين بن علي الرئيس التونسي المطرود ! كانت مرجعية نادي وزراء الداخلية مرجعية سوداء لتسليم عدد من الناشطين الى السفارات العراقية والسفارات بدورها تحقن الناشط مخدرا وتشحنه الى العراق بصندوق دبلوماسي ! ولنعد الى المحافظات العراقية المتحدة فهي لن تتحقق بسوى الإيمان المطلق بحرية الشعوب العراقية ووحدة التراب العراقي والتبرؤ التام من اورام التطرف القائم على وهم امتلاك الحقيقة والأحقية وحرمان الآخر منهما معا !! لن تتألف جمهورية العراق الفاضلة بسوى إعادة تأهيل الوطن والمواطن ودراسة ميدانية موضوعية لمشكلات الأمة العراقية وإعادة جدولة الديون الفلكية والفصل بين السلطات الأربع ( التشريعية والتنفيذية والقضائية والإعلامية ) وصناعة دستور جديد يصوت العراقيون فيه على اسماء لجنة صياغة الدستور فدستورنا الحالي كارثة سببها بعض المندسين او الجهلاء في لجنة صياغة الدستور ربما قبض البعض منهم رشوة فشوه ومضى دون حساب وعقاب ! ولن تتأسس المحافظات المتحدة العراقية تحت خيمة ظروف مزايدات المحاصصة والكراهية الطائفية وميراث بريمر !!. ليعرف كل منا حدوده فلا يتعداها !! وينسحب الفاشلون بالتجربة العملية والقياسات العلمية ليُخْلوا امكنتهم لرفاقهم او معارضيهم الذين يتمتعون بالخبرات اللازمة والشخصيات الكارزمية ! وكل شيء حدث في زمن صدام يعد لا غياً من نحو السيطرة على العقارات والأموال والأراضي والمناصب ....إلخ وكل شيء حدث بعد ابريل 2003 بايدي المستغلين من الاستيلاء على العقارات والبيوت والعرصات والاموال والكنوز البعثية والارشيفات الوطنية والمال العام يعد لاغياً ويتعرض المتجاوز بعد استرداد التجاوزات منه يتعرض للقضاء ولا رحمة اطلاقا بسارق او قاتل او نهاز ! فلا فيدرالية واللصوص والقتلة يتسكعون في شوارع العراق او الدنيا !
نعم لا يوجد اي مانع جغرافي او بشري او حضاري أو قانوني من ان تكون المحافظة الواحدة ولاية عراقية !! وتتكون الفيدرالية من محافظات بدلا من الديانات او المذهبيات او القوميات فبعض من دول العالم اصغر من اصغر محافظة عراقية !! والمحافظات لها قوة الدولة الجزء لأن كل الولايات تتمحور حول قطب واحد هو الحكومة المركزية الفيدرالية !! والمحافظات لا تنهض كما المحنا على اساس طائفي أو قومي او اي هاجس إثني ! وإنما تنهض على اساس انتخاب شعب المحافظة الإقليم للرئيس والمجلس البلدي والمجلس البرلماني والمحلفين وكل العناصر القيادية !! وقوة جذب المرشح للناخبين لا تقوم وفق اساس قومي او ديني ,إنما وفق مؤهلات المرشح الوطنية ومؤهلاته للمنصب !!.ولاية يوتا الأمريكية مثلا مثلا تقع في الوسط الغربي !! بين خمس ولايات : ويومنك وكولورادو و اريزونا ونيفادا وايداهو وتمس من الزاوية الجنوبية الشرقية ولاية نيو مكسيكو مسا خفيفا !! هذه الولاية التي عشت فيها حقبة من الزمن ! هذه بلد الهنود الحمر Native Americans!! او Red Indians والأكثرية الضاغطة لطائفة المورمن المسيحية Mormon التي تجيز تعدد الزوجات وتحرم كل المشروبات الكحولية !! بل تحرم مشتقات الكولا والشاي والقهوة والدخان !! ولن تجد امراة أو شابة مرمونية بقميص قصير الأكمام إذ لابد ان تغطي المرمونية يديها سوى كفيها ورجليها سوى قدميها !! ولهذه الطائفة المسيحية نبي !! (.. بعد ان اكمل مورمن كتابته سلم السجل لأبنه موروني الذي اضاف بعض الكلمات وخبأ الصفائح في تل كومورة وفي يوم 21 سبتمبر 1823 ظهر مورموني نفسه كشخص ممجد قائم من الأموات الى النبي جوزف سمث وأخبره بالسجل القديم ..... قال النبي جوزف سمث : لقد قلت للأخوة إن كتاب مورمن أصح كتاب على الأرض كما قلت إن الإنسان سيقترب من الله اكثر بمتابعة تعاليم هذا الكتاب من اي طريق آخر ) قارن المقدمة من / كتاب مورمن شهادة ثانية ليسوع المسيح .لو عشت في يوتا عمرك كله فلن يثقل عليك هندي احمر بأي تصرف ولو كان عفويا !! قد يدعوك لحفل تنصيب الفرسان من الذكور والإناث ولك ان تقبل او ترفض الدعوة !! سيارات حاكم ولاية يوتا العملاقة تحمل الأغذية والأكسية والأدوية والنقود لكل محتاج ولا يفضل مسيحي على مسلم ولا امريكي على لاجيء !! وكل من يجد في نفسه الكفاية لمنصب العمدة فليتفضل ويرشح ! ولن يغضب المورمنيون إذا فاز مرشح ليس منهم !! لم يتجادل اثنان في الحقوق القومية او الدينية او الطائفية ! وتعد يوتا من اثرى الولايات الامريكية واجملها واكثرها امانا !!.اذن لن يكون اقتراح المحافظات المتحدة العراقية بديلا عن الأقليم العراقية المتحدة ولن تكون محاكاة حرفية لنظام الحكم في امريكا ! لن يحيل قولنا على استنساخ تجربة الامارات العربية المتحدة!! غايتنا ان تتخلص الأمة العراقية من الإبتلاء العنصري المدمر والتطرف الديني المرعب والتشدد الطائفي البغيض ! غايتنا ان نحذف من القاموس العراقي الجديد مصطلحات مفخخة قابلة للإنفجار في كل لحظة مثل : الأكثرية والأقلية والنسبة المئوية وتوزيع الأرض والثروة على مقياس قومي او ديني او طائفي ولا ننسى مصطلح الأراضي المتنازع عليها فهو مصطلح ممكن وجائز بين دول متجاورة وليس بين فلذات الكبد العراقي !! ولنا ان نحذر من ان تتحول المحافظات الى نزعات متخلفة كأن يرفض النجفي غير النجفي رئيسا لولاية النجف او الموصلي ان يرفض ابن الانبار كي يكون رئيسا للمحافظة الاقليم ! صندوق الإقتراع وحب الناس ومؤهلات رئيس المحافظة هي الفيصل وليس مسقط راسه ! واتذكر في ذات مرة عهد حكم صدام حسين اتذكر( إن لم تخني الذاكرة وبتما شخص آخر فللدكتور رسول ان يصوب لي ) الزعيم الكوردي الدكتور عز الدين رسول في واحدة من مؤتمرات المثقفين العراقيين الموسعة انه اقترح ورفاقه على طارق عزيز الذي كان يرعى المؤتمر ان ترفع الحكومة معلومة مسقط الراس من الجنسية العراقية اي ان الجنسية العراقية والجواز نظيفان من عبارة مسقط الراس ! فصفق له المثقفون العراقيون بكل قومياتهم طويلا !! والذي نراه ان اقتراح الدكتور عز الدين رسول مازال صالحا للتفعيل اليوم ! فالبحث عن الدم الأصيل سلوك صدامي نازي بامتياز !! نحن امة عراقية موحدة شمالها كجنوبها وشرقها مثل غربها !! ونحذر من تسلط العقلية العشائرية على مقدرات الولاية الاقليم !! العشائرية وباء مميت وهي اشد خطرا من التطرفات : القومية والدينية والطائفية !! صدام حسين انفق مبالغ فلكية ليعيد القانون العشائري الى الحياة بعد ان محقة الشعب العراقي غب انقلاب 14 جولاي تموز 1958 ! الشعب العراقي غب تموز ألغى سانية العشيرة وخرج الى الشوارع مغنيا وراقصا وهو سعيد بشطب سلطة زعيم القبيلة ونغمة ( أنا وعشيرتي ) . ونحذر ايضا من ان تتحول الأحزاب الى قبائل وقوميات وطوائف ورايات !! وان تتقاتل بوسائل ديمقراطية !! ان الحزب الذي لا يمارس نقد مسيرته الذاتية والوطنية لن يكون سوى نسخة جديدة للبعث !! إن الحزب الذي يزرع العصبية بين منتسبيه ويستغل فترة مراهقة بعض منتسبيه لكي يدفعهم الى تدمير انفسهم والآخر !! ان الحزب الذي لم يُحدِّث مسيرته ولم يحدِّث نظرياته وقناعاته ليس بأفضل من الحزب الطائفي المتطرف والعشيرة المتخلفة !! الحزبية حضارة سلام وحوار سلام ووحدة سلام وطنية سلام اذن ليتعايش العراقيون على اختلاف المشارب والانتماءات المسلم مع المسيحي واليهودي والصابئي والإيزيدي ! ولنعشق الوطن والمواطن !! الفقير والغني ! القروي والمديني !! من اجل عراق ديموقراطي فيدرالي تقوم لامركزيته على المحافظات الأقاليم .
|