يقول القائد الصيني المحنك سونغ تزو في كتابه الشهير "فن الحرب" ان هناك خمسة عوامل تتحكم بمصير المعركة وهي :" القانون الأخلاقي – السماء (المناخ) - الأرض(التضاريس) - القائد - النظام العام". وهي ذات العوامل التي ما زالت القوات العسكرية في جميع انحاء العالم تراعيها قبل كل معركة وما زال فن الحرب يدرس في الجامعات العسكرية. وبالعودة الى العوامل المذكورة فلا يوجد قانون مما ذكر اعلاه قد تمت مراعاته في معركة الانبار فالقائد الغير محنك قد زج بجيش جرار في اتون جغرافية غير محسوبة ومناخ غير مدروس تحت مسميات غير اخلاقية وتعبئة جعلت المحايد يعاديه تحت ظل نظام غير مستقر اصلاً .
دولة رئيس الوزراء في حملته البطولية الحالقة الماحقة أدخل افراد قواتنا في حقل تجارب ولا اخفيكم سراً ان القادة العسكريين بدأوا الحملة العسكرية على انها تجربة واول تمرين ميداني مباشر للجيش العراقي في معركة حقيقية من دون مساعدة قوة خارجية .! وان كان هذا هو المنطق الذي يقود به قادتنا العسكريون المعركة ضد اعتى تنظيم ارهابي على وجه الارض فلا تعجب لسلسلة الاخفاقات والنكسات التي تعرض لها جنودنا البواسل، فلولا عزم وتضجية الجنود لما صمد الجيش اكثر من الان في المعركة . ابتدا القائد "الضرورة" المعركة باصدار امر باستهداف كل ما هو متحرك في صحراء الانبار وقتل اثناء المعركة الكثير من البدو الرحل وراح يروج استهداف شاحنات نقل المياه الخاصة بهم على انها عجلات داعش فاختلط الحق بالباطل على أهل العراق جميعاً، واخذته العزة بان ادخل الجنود الى المدن من دون غطاء جوي محكم ولا خرائط دقيقة ولا خطوط تموين مؤمنة ! فالكل يعلم ان دولة رئيس الوزراء هاجم الانبار بعد ان حصل على عدد من طائرات مي35 التي لا يتعدى عددها اصابع اليد ولا نعلم لو انه استلم أف 16 ماذا كان فاعلاً .؟! . دولة الرئيس هاجم مدينة ولم يهاجم تنظيم ، ادخل الجنود في ازقة ملغمة وقتلهم بسبب غباء قادته الميدانيين ، وزعهم في نقاط مرابطة متباعدة وغير مؤمنة ليسهل اختطافهم وقتلهم ، زج بهم في معركة مع المؤونة اضافة الى الارهاب بسبب قلة الارزاق الواصلة بعد ان قطع التنظيم الارهابي خط الامداد الوحيد وهو الطريق السريع على المقاتلين ، دولة الرئيس فعل كل شي يجعله قائداً غبياً .
وبعد ما حصل وسيحصل ماذا بعد الحملة هل سيقتل السيد رئيس الحكومة كل شباب الانبار بعد ان دفعهم الى ان يتبنوا فكر القاعدة وداعش حين جعلهم يعتقدون ان الطائفة السنية بخطر ! هل سيقتل النساء التي راحت مشاهدهن وهن يزغردن بقدوم الارهابيين تملئ المواقع بعد ان صوروا الجيش العراقي بانهم وحوش سيفعلون كل ماهو شائن بهن ان وصلوا الى البيوت ،؟ الى اين تمضي حملتك ايها الرئيس انت تقاتل هناك لاجل من وضد من فانت تقتل العراقيين بغبائك من الطرفين وتقوي القاعدة الشعبية الحاضنة لداعش بتصريحاتك الرعناء. كفى يا دولة الرئيس فالانبار صارت معركة خاسرة ولانريد ان نخسر المزيد من الجنود، كفى دولة الرئيس ولا يغرنك الطائرات العمودية التي سيرسلها لك البيت
|