إنهم ينتمون إلى زمن غير زماننا... بهم يعيش عراقنا

لاتحزن يامن تجهد نفسك باحثاً عن أيام الخير والطيب إنها هاهنا تنبض بالحياة مع أنفاس جيلنا الأول الذين نراهم هنا وهناك في بلاد المهجر وبهم نجد العراق.

تأخذنا النظرة في عيونهم الى أيامٍ خلت وأبت أن ترجع ولو لبرهةٍ من الوقت لكي يجد فيها الجيل الجديد المعنى الحقيقي لعراقيتهم والتي لم يسنح لهم الوقت أن يعيشوا مراحلها.

جبالٌ تفيض بالخير الذي فقدناه نراهم يتجاذبون اطراف الحديث او يستشيطون غضباً وهم منغمسين في ورق اللعب في مقاهي الغربة فيما لو خدع احدهم الآخر في اصول اللعبة... نرى فيهم عراقاً مصغراً يعيش مع كل شعرة في رأسهم والتي غلبها بياض الشيب في خريف العمر.

نعم لاتحزن إن عراقنا الذي فقدناه وأستباحته يد الخونة ينبض في قلب كل عراقيٍ يعيش خريف عمره بعيداً عنه... بأنفاسه وبأبتسامته يستديم ذلك العراق المفقود والذي رحل معهم عندما دنّس ارضه الخونة الذي جاءوا مع الجنود.

ماذا لو فقدنا واحداً منهم وإن رحل عن هذ الزمن؟ هل نفقد عراقنا الذي بيع بأرخص ثمن؟ كيف لجيلٍ جديدٍ في المهجر عرف عراقيته بالهوية أن يعيش تقاليد بلده التي يتظاهر بمعرفة تفاصيلها وكأنه عاشها ونهل من منابعها؟

نقولها إنهم ينتمون إلى زمن غير زماننا... ولانستطيع أن نعيش معهم تلك الأيام ولكن نستفيض إطمئناناً لأننا على يقين أن عراق الماضي في رعايتهم محميٌ من يد الخونة والأعادي.

رِفقاً بكبارنا لأننا بهم نجد أصولنا وإن فقدناهم ضاع علينا عراقنا... العراق الذي نراه اليوم هو ضريحٌ كبير يحتضن أحبائنا الذين يُقتلون يومياً مِنْ الأعداء ومِنْ إخواننا.