بدءا من اجل ان لاندع للمغرضين فرصة للشك بالمواقف الصادقة والطعن باصحابها اقول بكل وضوح وصراحة اننا مع الحكومة في محاربة الارهاب والتنظيمات المسلحة التي تعبث بامن البلد وتستغل المواطنين المسالمين وتفرض عليهم عقائدها ومنهجها وسلوكها واننا ضد تدخل دول الجوار بالشان العراقي وضد اكذوبة الجهاد في العراق فمن اراد الجهاد فان اسرائيل أولى ان تكون ساحة لهم وكذلك نحن مع تسليح الجيش باسلحة حديثة متطورة تمكنه من اداء مهامه الوطنية باقتدار ومسؤولية ولكننا لسنا مع استغلال الجيش سياسيا ودعائيا لاغراض تسقيطية او انتخابية ولسنا مع استغلال تسليحه من اجل منافع وفساد مالي . ولكن ... عندما أعلنت الحكومة انها بدات حملة كبيرة لمطاردة الارهابيين من (داعش) في الصحراء الغربية للعراق ضمن الحدود الادارية لمحافظة الانبار استبشر كل العراقيين خيرا واملا بالخلاص من الدواعش وارتفعت الاصوات الشعبية من مختلف المناطق وبوسائل الاعلام المتنوعة تشد على ايدي الحكومة وتعلن مساندتها للجيش من اجل السيطرة على الوضع ونشر الامن . كل ذلك على الرغم من وجود عدة علامات استفهام على العملية من جهات عديدة ومما زاد من ذلك الاستفهام الانتقال السريع والمفاجيء لحركة الجيش من صحراء الانبار الى مدنها الرئيسية وبطريقة لاتوحي بالمهنية العسكرية . ويمكن ان نعرض موارد السؤال والاستغراب عن عملية حرب داعش بما يلي: 1- صرحت الحكومة بان الداعشيين كانوا قد تجمعوا في صحراء الانبار وتمركزوا فيها منذ اشهر عديدة متسللين من دول الجوار الغربية وانهم يتدربون فيها على الاعمال الارهابية المختلفة ويقول العسكريون المختصون بان من مباديء الحرب وثقافتها الاولية في مثل هذه الحالات هو ان تقوم الدولة بضرب اوكار المسلحين في بداية تجمعهم حيث يكون الضعف العددي والنوعي ملازما دائما لبدايات انشاء مثل هذه التجمعات فلماذا انتظرت الحكومة طويلا لاكثر من سنة حسب تصريحاتها لكي تهجم على الارهابيين مما كبد الجيش خسائر واضحة من ابرزها استشهاد ضابط كبيرة برتبة لواء ركن وهو قائد الفرقة المهاجمة فهل الصحيح ان تضربهم في مهدهم ام تنتظر الى ان يصلوا الى درجة من القوة والتدريب والكثرة العددية بحيث يكون قتالهم على درجة كبيرة من الصعوبة . 2- الواضح كما في تصريحات الكثير من السياسيين والكتاب ان الضربة العسكرية ضد داعش مؤقتة للاشهر الاخيرة من عمر الحكومة بالاقتراب من الانتخابات البرلمانية المرتقبة مما يعني رغبة الحكومة باستخدامها لاهدافها الانتخابية على امل تحقيق انتصار سريع وقوي يؤهلها لكسب اصوات الغالبية من الناخبين من اجل تجديد الولاية الثالثة لرئيس الوزراء وبقوة ولكن الذي هو على العكس من ذلك فقد طالت الازمة واحتدمت المعارك بين الجيش والعشائر المؤيدين له من جهة والعشائر الاخرى والمسلحين من داعش . 3- الانتقالة السريعة والمفاجئة من ضرب داعش في الصحراء الى فض ساحة الاعتصام في الرمادي بالقوة بادعاء وجود (30) من قادتها بين المعتصمين والقيام بعملية سمتها الحكومة (ثأر القائد محمد) ردا على استشهاد اللواء الركن محمد الكروي قائد الفرقة التي هاجمت داعش في الصحراء وكاننا بهذا القرن نعيش حالات الثار وان الدول تبنى على اساس الفعل ورد الفعل فضيعت الحكومة نفسها وموقفها بين محاربة حقيقية لداعش والانتقام ثارا للقائد محمد وبين موقف المدافع عن الشعب والمسيطر على الوضع الامني وبين من يحرك جيشه لاقتحام المدن استجابة لنداء شيوخ العشائر في الانبار كما صرحت الحكومة بذلك. 4- دخول الجيش الى مدينة الرمادي ثم خروجه منها وسيطرة داعش عليها بشكل مفاجيء ومحاولة الجيش الدخول اليها مرة اخرى منذ اسابيع ولحد الان وخوضه معارك طاحنة راحت ضحيتها خسائر كبيرة من الجيش والعشائر بالارواح اضافة الى خسائر مادية كبيرة ولم تنته المواجهات لحد الان . 5- محاصرة مدينة الفلوجة منذ اسابيع والتهديد باقتحامها اذا لم تقم العشائر بطرد مسلحي داعش عنها ومازالت الامور في الرمادي والفلوجة غامضة امنيا فهل ان من يقوم بقتال الجيش هم مسلحي داعش المعدودين ام هم مسلحي العشائر وماهي حقيقة الوضع الامني على الارض. وتبقي أمال الشعب بالوحدة الوطنية والقضاء على الارهاب ونزع السلاح من كل التنظيمات المسلحة وحصره بيد الشعب مطالب واحلام نحلم بتحقيقها . ويبقى الغموض والتضارب والصراع والخسائر سياسيا وميدانيا من اهم لقطات المشهد العراقي. ويبقى الدم المراق وقوة النفاق والسعي لتمزيق العراق رايات ترفرف عاليا. فالى متى ؟
|