انتخابات ام تعديل وزاري؟!

بنتظر العراقيين الانتخابات البرلمانيه القادمه التي ستكون ساحة حرباً بين الكيانات السياسيه المتناحره و التي لا ترى (الكيانات السياسيه) سوى منصبا واحدا و هو رئاسة مجلس الوزراء و التي على استعداد ان تضحي بالغالي و النفيس من اجل الوصول اليه و لا اهميه بالنسبة لها للوسيله التي يمكن ان تجعلها تبلغ هذه الغايه و ان كانت على حساب الشعب نفسه كما حدث في الانتخابات السابقه التي لم تاتي بشئ للعراقيين و اللذين بدورهم ينقسمون بين متفائل و اخر متشائم فيما يمكن ان تغيره هذه الانتخابات خصوصا و انهم لا ينظرون الى من سيصل الى هذه المنصب الرفيع بل الى ما يمكن ان يقدمه لهم بعد اكثر من عشرة اعوام عجاف لم تزداد فيها سوى اعداد القتلي و الايتام و الارامل علما انه (الشعب) يتحمل وزر ما اصابه خصوصا و ان اختيار المرشح الكفوء و المخلص الذي يمكن ان يحقق احلامه يقع على عاتقه و نتمنى ان يكون قد تعلم الدرس و ان لا يقع في الخطأ نفسه كي لا تمر اربع اعوام جديده دون تغيير حقيقي ينتشله من حياته المأساويه الى حياة تتناسب مع طموحاته و ثروات العراق.


ان الانتخابات بصوره عامه تعني تغيير التركيبه السياسيه السابقه لتأتي بأخرى تحمل في جعبتها برامج تنمويه و اقتصاديه و سياسيه بل حتى اجتماعيه و تعمل جاهده على تصحيح الاخطاء التي ارتكبتها سابقتها و ان تعتمد سياسة الاصلاح و التعاون مع الجميع من اجل تحقيق هدف واحد هو ان يكون العراق قويا قادرا على حماية شعبه و ثرواته و ان يكون له صوتا في جميع المحافل دولية كانت او اقليمية و التي تتناسب مع ما يملكه العراق من مقومات تجعله في صدارة الدول الاقليمية على اقل تقدير و لكن و في الوقت نفسه لا يعني ذلك ان تكون هناك حكومة شراكة وطنية و هو ايضا ما لا نتمنى ان يتكرر بل يجب ان تكون حكومة اغلبيه سياسيه تتحمل ما تقوم به و لا ترمي اخطائها على غيرها من الكتل السياسيه و يجب ان تكون هناك معارضة سياسية تعمل من اجل تقويم مسار الحكومه الجديدة و تقف لها اذا ما اخطأت او تمادت في ارتكاب الاخطاء هذا و يجب ايضا ان لا تكون الوجوه نفسها التي لم تحقق شيئا في فترة تحملها المسؤوليه في الحكومة الحالية هي نفسها التي تتصدر العمل السياسي في الحكومه الجديده ذلك لان العراق لم يعد يتحمل التجارب السياسيه و مسألة (انطيه فرصه جديده) و ايضا العراق ليس عقيما الى الدرجه التي لم نعد نجد فيها مرشحين اصحاب كفائه و نزاهه كي تناط بهم المسوؤلية و الا فقدت الانتخابات هدفها الاساسي و هو التغيير فلا يمكن للتغير ان يتم بصوره حقيقيه مع بقاء من كانوا سبب المطالبه به.


ان عشرة اعوام كافيه لاي برنامج سياسي يحمله شخص او حزب او اي جماعه سياسيه و يسعى الى تحقيقه و اذا مضت و لم نجد اثرا لها البرنامج فهذا يضعنا ام نتيجتين فقط فأما ان يكون هذا البرنامج وهم لا وجود له من الاساس او ان من يحمله لم يعره اهميه و اتخذه وسيله للوصول على حساب مستقبل الشعب و البلد الى المنصب و هذه المده كافيه ايضا كي يتعلم الشعب من هو الوطني الحريص على المصلحه العامه و من هو اللاوطني و الحريص على المصالح الحزبيه او الشخصيه او حتى المذهبيه و الطائفيه.