ضياع الاستقرار الامني بين امراء الاضطرابات وحكومة الازمات |
يشكل الاستقرار الأمني الاهمية القصوى لأي دولة ، فهو يرتبط ارتباطا وثيقا ومباشرا بأعلى سلطة في الحكومة، وتحرص الدول ببذل كافة الجهود بما يكفل تحقيق الأمن والاستقرار ، والأمن قيمة عظيمة ، فلا يمكن مطلقا أن تقوم حياة إنسانية ، إلا إذا اقترنت تلك الحياة بأمن ، ويستطيع الإنسان الحياة في ظله وتوظيف ملكاته وإطلاق قدراته ، واستخدام معطيات الحياة من حوله لعمارة الحياة ، والإحساس بالأمن يسمح للإنسان أن يؤدي وظيفة الخلافة في الأرض، ويطمئنه على نفسه ومعاشه وأرزاقه ،من هنا يمكن أن نفهم الوظيفة النبيلة للأمن- أي حماية الحياة البريئة من أي رعب يهدّدها ـ ، ولعل الارقام المخيفة التي أظهرتها أرقام رسمية عراقية الجمعة 31 يناير/كانون الثاني أن أكثر من 1000 شخص قتلوا، وجرح 2000 آخرون في العراق خلال الشهر الحالي نتيجة التفجيرات والعنف ، وهذا بسبب اتخاذ السياسيين الطارئين خطاب رسمي لا يحث على السلام ، وتصريحات نارية تهدد وتتوعد ، فكلما خفتت أصوات العنف ومشتقاته ، وهدأت معها النفوس فترة عادت الغيوم لتعكر الأجواء من جديد ، غابت الإرادة الحقيقية للسلام عند كل الأطراف ، وحلت مكانها لغة المصالح والصفقات السرية والعلنية ، في ظل غياب مشاركة كافة الأطراف الوطنية في البلاد ، فالحكومة تقصدت في إبعاد أهم القوى السياسية الفاعلة عن المشاركة الفاعلة في ملف الامن ، والصراعات التي تبقي البلد في حالة من الفوضى والخوف والقلق وتعرضها لكل الاحتمالات والتدخلات الأجنبية ، مما يشجع على ظهور فئات جديدة تستفيد من الاضطرابات (مليشيات جديدة ، ومقاولي بيع الاسلحة ، وطبقة العسكريين المستفيدين ، وسياسيين مستفيدين فاشلين ، دول اقليمية تمول) ، ومن حقنا ان نتسائل ؟ إلى متى سيظل تجار الاضطرابات يبيعون ويشترون بأرواحنا ومستقبلنا الذي ينسجون لنا اكفان ويحفروا لنا قبورا؟ ، ألا يعلمون بفاتورة الإضطرابات والإحتراب التي سيدفعها الأبرياء؟ |