الوطن المخطوف |
بعد أن خطف الارهابيون الوطن وصاروا يقلبون ثناياه بالمفخخات والعبوات ويزرعون الرعب في ساحات النفوس المصفرة الاوراق لهول الفاجعة وشدة البلاء وعظم المصائب , ساروا به الى غياهب المجهول محفوفاً بصرخات الثكلى وعويل الارامل وتنهدات الايتام وجوع الفقراء و دعاء المظلومين ووعود المنافقين بالنجاة بعد طول المعاناة والخلاص من الآهات والفوز بالجنات . هناك في اعالي الجبال دفنت اسرار الخرائط واثار الجريمة بعد ان حملت الملائكة على اجنحتها الغنيمة , وكانت حينها ندية لحفظها في مستودعات تصريف المياه واستغرب الجميع كيف نجت الملائكة في سماء ما كان لطير فيها من مجال للتحليق ولا النقل بهذه الطريقة يليق , لكن قدرها ان تكون هناك في أعلى الجبل . كان الوطن يساوم الخاطفين بما لديه من ثروات ويوعدهم بان يخرج لهم من كل الاصناف ان هم قرروا تركه يعيش بأمان ويعتقوا النصف السفلي فيه من العبودية , لكنهم كانوا يضحكون كثيراً لذاك الحديث , فان كل شيء صار ملك لهم وتحت تصرفهم . الوطنيون من الغيارى لم يرق لهم الغدر والخطف فرفعوا شعاراتهم الوطنية بشحذ الهمم من اجل العمل على انقاذ الوطن من آلاسرين الغادرين والسارقين , وعدو العدة من اجل تلك المهمة الصعبة بتحدياتها والخطيرة في اجتياح الحصون المحكمة بالمخططات الارهابية , وتحقق لهم ذلك بالوصول الى الارض المنشودة والوقوف على الحقيقة الغائبة في مشهد الاختطاف . وقف المنقذون وقفة شرف في مواجهة الخاطفون من الارهابين , وأشتد الضراب والنزال في معركة تحبس الانفاس استخدم فيها الجميع مختلف صنوف الخداع والغدر من اجل الفوز بالوطن صاحب الثروات المحبوسة عن الابناء طيلة تلك السنين , وفجأة وفي احتدام المعركة صرخ الوطن صرخة زحزحت العروش الواهنة .. توقفوا قليلا ايها المتحاربون . والتفت الوطن الى المنقذين وسألهم : اراكم مستميتين في القتال ان عدت معكم هل لديكم قلوب اسكن فيها ؟ , قال المنقذون : لا لدينا مساحات شاسعة من بقاياك , فقال الوطن : ان عدت هل تعدوني ان ارتاح في حضرتكم؟ , فقال المنقذون : لا نوعد فنحن من طين شتى , صرخ الوطن: اذا لما اتيتم الى هنا ؟ , فقالوا : لننقذك من الخاطفين ونعيش فيك بسلام امنين . قال الوطن : اذا انتم لا تقدمون بل تطمعون في امان مني وانا الذي اخشى من اسر نفوسكم , فتحول الوطن الى حفرة مظلمة ابتلعت كل المنقذون , في محاولة لإنقاذ الخاطفين من القتل ليعلم الابناء درس لن ينسوه في الحب العذري دونما مطامع . |