المد الوهابي السلفي ينهش بالاستقرار الروسي. |
العراق تايمز - يبدو ان النعرة المسعورة للوهابية بروسيا في تصاعد مستمر رغم المجهودات الحثيثة التي يقوم بها رئيس البلاد فلاديمير بوتين في التصدي للمواجهة الشرسة التي تخوضها الحركات الاسلامية التي تدعو للانقسام والفوضى في البلاد، والتي تندرج ضمن الاسلام الراديكالي والحركات الاسلامية المعتدلة المؤيدة والمناصرة للنظام، علما ان السلام الراديكالي في روسيا كان وراء العديد من الاغتيالات ومحاولات الاغتيال التي استهدفت رجال الدين من الاسلاميين المعتدلين. فبعد اغتيال رجل الدين المعتدل ومدير معهد علوم الدين في جمهورية داغستان الروسية في صيف سنة 2011 ، الشيخ سعيد افندي وسبعة من مريديه صيف السنة الماضية، والذي يعد من بين ابرز اعلام الصوفية في داغستان على يد فتاة روسية اعتنقت الاسلام و دخلت التيار الوهابي ،قامت بتفجير نفسها في بيته بواسطة حزام ناسف. جدير بالذكر ان سعيد افندي المغتال، كان من بين ابرز الرافضين و المتصدين للفكر الوهابي في روسيا،وان الفتاة التي قتلته كانت زوجة لأحد أبرز رموز الوهابية كانت قد قتلته أجهزة الأمن الروسية منذ عدة سنوات. وترى يانا أميلينا، رئيسة قسم القوقاز في جامعة البحوث الإستراتيجية الروسية، أن أسباب تلك الاغتيالات تكمن في الصراع المستمر منذ عدة سنوات، الذي تخوضه العناصر الراديكالية من الوهابيين والسلفيين وأمثالهم ضد رموز الإسلام المعتدل في روسيا، حيث تهدف هذه العناصر الراديكالية المتطرفة ـ من وجهة نظرها ـ إلى تدمير الدولة العلمانية واستبدالها بالخلافة الإسلامية. وتعتقد الباحثة الروسية أن الأمر يتعلق بتشكيل جبهة إسلامية راديكالية توحد الجهاديين تنظيمياً في شمال القوقاز وحوض نهر الفولغا في مناطق روسيا الوسطى، وذلك تناغماً مع ما يجرى حالياً في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ان جمهورية داغستان الروسية تشهد انقسامات عقائدية حادة بين المعتدلين و الوهابية السلفية المتشددة ،والتي تتمحور بالاساس حول تفسير الشريعة الإسلامية وكيفية تطبيقها، وبشأن العلاقة مع الدولة الروسية نفسها، علما ان غالبية السكان تتبنى اديولوجية الاسلام المعتدل التابع للمذهب الحنفي ،رغم صعود نجم السلفيين في السنوات الاخيرة و نجاحهم في انتخابات بعض البلديات. ان الصعود الملحوظ لتيارات الإسلام الراديكالي في الساحة الإسلامية الروسية سيغذي، من دون شك، حالة «الانتعاش» الجارية في صفوف الحركات الروسية القومية الراديكالية (جماعات النازيين الجدد)، وسوف يُزيد أيضاً من استفزاز الغالبية المسيحية الأرثوذكسية في روسيا. في الوقت الذي يرى فيه العديد من المحللين الروس، أن تلك الاغتيالات تعكس الصراع الدائر منذ سنوات بين «الإسلام الرسمي المعتدل» والحركات الإسلامية الراديكالية. ويدلل هؤلاء على ذلك بأن احد اسباب اغتيال الشيخ سعيد أفندي هو إفشال المصالحة التي بدأت في داغستان في مايو/ آيار الماضي بين ممثلي مختلف المذاهب والتيارات الدينية، حيث كان الشيخ أحد أبرز المبادرين لهذه المصالحة. ولكن ثمة من لا يستبعد أن تكون أجهزة الأمن، هي التي تقف وراء جريمة اغتيال الشيخ سعيد بهدف توتير الوضع من جديد في القوقاز الروسي لأسباب تتعلق بإثبات صحة وجهة نظر الكرملين بأن «الربيع العربي» يرمي إلى وصول الإسلاميين الراديكاليين إلى السلطة، ومن خلال التحالف بين هؤلاء الراديكاليين والولايات المتحدة يجري حصار روسيا وضرب أمنها القومي في مناطقها الإسلامية. |