لعنة البابليين…العراق بلد الارواح المعذبة وهاروت وماروت ربما يتحكمان بتأريخه

هل تلاحقنا لعنة اسمها لعنة البابليين بسبب اقلاق ارواح الموتى؟
اين هما هاروت وماروت من تاريخنا اذا كنا نؤمن بقصتهما؟
لماذا لايستقر بلدنا على كثرة المتغيرات وتعدد التجارب؟
لماذا العنف والدم يسيل من حاضرنا ويتدفق من ماضينا؟
هل يمكن لتفسيرات جديدة للتاريخ العراقي ان تؤسس لحياة عراقية مستقرة؟
لماذا لانتوقف عن الخوض بالسياسة ونرصد ماهو اكثر عمقا في التاثير بحياتنا؟
لماذا حضاراتنا القديمة في متاحف العالم ونحن اضحوكة للشعوب؟
لماذا حياتنا رهينة الاحمرين الدم وسجادة السلطة فيما ارضنا ارض الاخضرين النخيل وقباب الاولياء؟
اذا كنا نؤمن بان الارض العراقية تمنح المدفونين تحتها طاقة تؤثر بالحياة فلماذا نقوم بتدنيس قبور الماضين؟
لماذا لاتدرس وزارة العلوم والتكنولوجية بالتعاون مع المؤسسات الدينية حقيقة ان ارض العراق فيها اسرار تؤثر بحياة البشر؟
…‫…………………………………………………………………….‬
الروح محور حياتنا في العراق فهي اكثر الكلمات المتداولة في يومياتنا، اننا نرسل الدعوات الصالحة او تلك الشريرة للارواح في العالم الاخر كما ان الروح تعتبر من الاقسام المغلظة في تعاملاتنا الدينية والدنيوية ومقابل كلمة حبيبي وحياتي وعزيزي وعمري وصديقي فاننا نستخدم كلمة روحي بافراط وثقافتنا تقيم وزنا كبيرا لليلة القدر والاعتقاد الشعبي بان الارواح تاتي لرؤية ثوابها الذي يقدمه الاهل لذا نتبادل الاطعمة في هذه الليلة على ارواح الموتى ، وتسكين الارواح بعد الموت من خلال مجلس العزاء والصلاة وقراءة القران وبذل الطعام هو الركن الاساسي في حضارتنا ومع هذا الموقع العظيم للروح فاننا لم نمد هذا الفكر ليكون ضمن نظام عام يمكنه ان يسكن حياتنا الدنيا مثلما يحصل في الحضارة اليابانية.
يقسم العالم الى قسمين دول تعيش فوق ارض جديدة وهي مستقرة ودول تعيش فوق ارض حضارات قديمة والتي رعت منها حرمة الاموات واتخذت منهجا لتسكين الارواح استقرت نوعا ما اما المجتمعات التي تعيش فوق حضارات بائدة ولم تراعي حرمة الموتى فاصيبت بما يشبه اللعنة مثل مصر التي تعرضت حياتها للاهتزاز بعد تدنيس مدافن الفراعنة.
الذي افترضه ان ارواح الموتى اثرت بالحياة العراقية سلبا نتيجة تدنيس القبور والعبث برفات الماضين فنحن لانعلم اي قبر لنبي من انبياء الله نبعثر العظام التي يضمها ولانعرف حياة الالة القديمة التي نستخرجها وبماذا كانت تستخدم؟
في عملية بحثنا الدائب عن حلول عراقية قد نكون بحاجة الى فهم مسيرة تاريخنا من منظور تسكين الارواح وقصة هاروت وماروت.
تنشط عصابات في طول البلاد وعرضها لنبش اثار الماضين واعلم شخصيا ان منطقة الكطيعة التي تضم سلسلة من التلال الاثارية تتعرض الى نبش مخجل حيث يتم تدنيس القبور بحثا عن الذهب والفضة والاثار ويبدو ان عامل التقادم قد اغرى النباشين فجعلهم يتناسون حرمة الاموات.
كتبت لوزارة عراقية ووزير عراقي وكان يصنع لنفسه دعاية سياسية واسعة بانه يجيب على كل اسئلة المواطنين بان العراق انهارت شبكة متاحفه وانه اعجز من ان يتمكن من حماية المكتشفات الاثارية واقترحت ان يتم منع عمليات التنقيب ريثما يستعيد البلد عافيته فتكون الارض خير خازن للاثار والمقصد ليس حفظ الاثار ذاتها بل ابعد من ذلك.
لاجواب…
يرد اسم بابل في اشهر كتابين عرفتهما البشرية وامنت بتعاليمهما وهما الكتاب المقدس والقران الكريم فقد ورد اسمها ٣٠٠ مرة تقريبا في التوراة ومرة واحدة في القران وذكرها مرتبط عموما بحوادث سماوية يهمنا منها قصة هاروت وماروت التي وردت في الاية ١٠٢ من السورة التي فيها اسم البقرة وقد حار التوراتيون كما القرانيون في هذا المقطع الذي يحبس الانفاس من القران الكريم فالكلمتين جديدتين على لغة البشر وليس لهما اي اصل في لغات العالم القديم بما في ذلك الفارسية وهذه حيرة اصحاب النظرية القائلة بتاثر القران بقصص الكتاب المقدس اذ لم يذكر الكتاب المقدس هذين الاسمين اما على الجانب المسلم فهناك اضطراب في قراءة الملكين هل هما من الملائكة ام من الملوك وهل هما اخيار ام اشرار وذهب ابن عباس عليه السلام الى انهما علجين ملكين بالفتح اي من البشر والمخيلة الاسلامية لم تبخل على التاريخ بحكاية وجود هروت وماروت مقيدين في مغارة وان احد الصحابة جاء لرؤيتهما والعراق في المخيلة الاسلامية هو بلد السحر وتسعة اعشار الشر مايعني اللقاء مع الاعتقادات التوراتية وليس في هذا شئ من الحقيقة فالعراق بلد ليس شرير انما ضحية للشر واهله يحاولون التخلص من الشر لكن لايجدون من يساعدهم على ذلك واكثر جملة شيوعا على السنتهم هي ( نتكفى الشر) لكن تاريخهم  سلسلة من الماسي والويلات على طيبتهم.
تطرح الفيزياء نظرية الكون الموازي اما علم الاحاثة فيطرح مسلمة ان العراق بلد يعيش فوق مجموعة من الحضارات وهذه الحضارات كان بعضهما له ارتباط بالسماء ومن هنا جاءت المعابد والتشريعات والقصص الدينية وكنا في طفولتنا نتداول كلمة ( ملكوش) اي الشخص الممسوس بارواح الحضارات القديمة ومنها لكش حيث ولدت شخصيا على سفوح تلال الاكديين في مربع عواصم العالم القديم لكش جيرزو اور اريدو وهي على مسافة من بعضها بمربع طول ضلعه ٥٠ كم وتقع ارضنا على حدود لكش تماما فكانت اللقى من الفخار المزجج والطابوق المسجور والمشغولات الصغيرة تشكل طفولتنا ومعها بالطبع الخوف من الهباه وال يشن وهي سلسة تلال لتلك الحضارات عبثت بها يد الانسان ولازالت وهذا هو الموضوع بالضبط.
لست ملكوشا لكنني بلحظة صفاء روحي داخل مكتبة المانية وانا اتصفح موسوعة علمية عن تطور علم الفلك في الحضارات القديمة اعتقدت انني امسكت بسبب غائب يمكن ان يفسر تاريخنا فقد كانت صور الموسوعة تظهر برج بابل وحوله المدافن المصممة للاتصال بالسماء وعندها ادركت كم اننا عبثنا بعوالم خطيرة.
اقترح ان يجتمع علماء الروحانيات لدراسة تاثير الارواح على العراق وان يتم مد ثقافة تسكين الارواح وفقا لتعاليمنا الدينية وتجارب الحضارات الاخرى وان يتم تدخل الاحياء بكل طاقتهم لوقف عمليات اقلاق ارواح الموتى بما في ذلك الشتائم فنحن تقريبا من اكثر الشعوب التي تشتم الموتى وكلمة ( انعل) تسري في لغتنا وهي بمعنى اللعنة هذا فضلا عن كلمة ( احترق) و ( انسلق) و ( انشوى) ومشتقاتها.
اننا للاسف لانفهم الوجود بما فيه الكفاية وبقدر كوننا شعب ديني فان حياتنا الروحية متصحرة ونركز على الجسمانيات في تديننا.
من الممكنات ايضا تخصيص مناسبة لتسكين الارواح.
لو ان امة عندها كتاب فيه قول
ياايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي 
لخطته بماء الذهب ولدرسته ليل نهار لتكتشف اسراره 
فهل سالنا انفسنا عن معنى دخول النفس في هذه الاية في عباد الله؟
‫…………………………………………………….‬