لا تستغربوا فهذا هو موقف السستاني

في ظل الازمات السياسية المتلاحقة والتجاذبات المستمرة التي يعيشها البلد وبينما يعيش العراقيين نتائج تلك التجاذبات والتي تنعكس يومياً على حياتهم ، يأتي دور رجال الدين ( المراجع ) ليكون الفيصل في حسم المواقف والقرارت التي يتخذها الناس بإعتبار ان الشعب العراقي يخضع بشكل او بآخر لرأي وكلام رجال الدين وخاصةً المراجع .
والمتتبع للشأن العراقي والذي يعيش كل تلك الصور والمشاهد منذ سنوات يلاحظ ان الاعلام  الموجه ( المرئي والمسموع ) دائما ما يسلط الضوء على بعض ما يرد على لسان السيد السستاني ، طبعا ليس بصورة مباشرة ( لانه لا يتحدث امام الكاميرا ولم يُسمع له صوت ) ، وبغض النظر عن الاسلوب الا ان المحصلة هي ان السستاني صرح وهذا التصريح محسوب عليه كموقف تجاه الحدث .
وهنا نأتي الى تلك المواقف والتصريحات ، فبعد سقوط النظام البائد كان جميع الساسة وحتى الاحتلال كانوا يروجون لمواقف السستاني لأنها كانت تصب بشكل صريح وعلني لصالحهم ابتداءً من موقفه تجاه الاحتلال واعتباره قوات (صديقة) او كما يسميه (ائتلاف) ومروراً بتأييده وإمضائه للدستور الدخيل الذي اسسه الحاكم الامريكي (بول برايمر) وانتهاءً بالانتخابات التي ولدّت ذلك المسخ المشؤوم المسمى ( حكومة المحاصصة الطائفية) والتي  اسست لكل هذه المفاسد والمظالم التي يعانيها العراقيون طيلة الاعوام الماضية .
تلك المواقف او التصريحات التي يطلقها السستاني بين الحين والاخر لا تعدوا كونها للاستهلاك الاعلامي لا تسمن ولا تغني من جوع  ، لأنها في النهاية تصب في مصلحة الحكومة الطائفية ولا تخدم الشعب العراقي بأي حال من الاحوال ،
فعندما انطلقت ثورة ربيع العراق قبل عامين  في ساحة التحرير جوبهت قببيل انطلاقها بفتوى من السستاني يعتبر فيها المتظاهرين ( بعثيين ، صداميين ، تكفيريين )  ولا يجوز المشاركة فيها مما اعطى لسلطة المالكي الغطاء لقمعها وإجهاضها  .
وها هو اليوم يعيد نفس اللعبة وبنفس الاسلوب ، فبعد ان يأس الناس من حكومة المالكي وتسلطها وفسادها الذي ملأ الخافقين والظلم الفاحش والسرقات والنهب المنظم لثروات العراق ، وخروج الناس في تظاهرات سلمية ومشروعة للمطالبة بالحقوق المسلوبة والغاء القوانين الجائرة التي اساءت الحكومة استخدامها بعد ان جيرتها لصالحها من خلال استهداف جهة محددة وتطبيقها عليهم ،
كقانون المسآلة والعدالة والذي يطبق على جهة واحدة ، وخروج التظاهرات التي  دخلت اسبوعها الرابع وكالعادة يأتي تصريح السستاني بالضد تماماً من تطلعات وارادة الجماهير ، فبدلاً من ان يقف معهم في محنتهم ويثبت موقف وطني وشرعي تجاه قضايا وهموم العراقيين سجل موقفاً في منتهى الخذلان والتآمر ، حيث خرج بتصريح سقيم يقول فيه انه ((يدعوا الى تلبية مطالب المتظاهرين اذا لم تتعارض مع الدستور والقوانين النافذة ؟؟؟؟)) !!!
وهو يعلم (اي السستاني) ان تلك القوانين لن تغيرها حكومة المالكي ولن تتلاعب بالدستور الذي جاء وفقا لمصالح واجندات الاحزاب الحاكمة والدول التي تقف ورائها وليس لمصلحة الشعب العراقي وبالتالي ستقول الحكومة ان تلك المطالب التي خرجت بها الجماهير لا يمكن تحقيقها لانها مخالفة للدستور والقوانين !
وبذلك تتطابق مواقف حكومة المالكي مع تصريح السستاني والتي هي بالضد تماما من مطالب الشعب العراقي لينكشف للجميع حجم التآمر والخذلان الذي يتمتع بها السستاني وحكومته الكاذبة .