..........النمو العقلي للطفل: أثبتت الدراسات التربوية ان نسبة 50% من النمو العقلي للطفل، تكتمل في السنة الرابعة من عمر الطفل، وان نسبة 30% من النمو تحصل عند الثامنة. ويكون مجموع هذا النمو هو 80% من النمو الكلي لعقل الطفل، أي أكثر من ثلاثة أرباع النمو العقلي، تكتمل منذ الولادة حتى السنة الثامنة من عمر الطفل، بسبب سرعة النمو العقلي عند الأطفال، ابتداءا. ويمكن أن يعرف العقل على انه القوة الفكرية، وهي قوة مجردة، تدير منظومة من عمليات الاستقراء والاستنتاج، في مستويات متفاوتة، وتنتج معلومات جديدة، أو قواعد عامة، تستخدم لاحقا، من قبل الإنسان. والعقل يوصف باتجاهين: العقل العلمي: يختص بالمعلومات ويجسد قدرة الإنسان في كيفية العلم، او كيف يعلم؟ اما العقل العملي: وهو يختص بالعمل ويجسد قدرة الانسان في كيفية العمل، او كيف يعمل؟ .......... ما قبل المدرسة: وتنمية العقل، عند الطفل، تحتاج منهجية علمية وعملية، تديرها مؤسسات رصينة، لأهميتها وخطورتها.. والعقل هو أعلى قيمة في الانسان، وهو الذي يكتشف الخالق، ويحدد حق الطاعة وكيفيتها، مما يتوافر لديه من معلومات وبيانات. فضلا عن دور العقل في ضبط أداء الإنسان في المجتمع. وللمجتمع عقل يصطلح عليه بالعقل الجمعي، وهو الذي يحدد أداء المجتمع، واختياراته وقراراته المصيرية. ويتبلور العقل الجمعي، من عقول أفراد المجتمع، أي إن حصول النمو العقلي للطفل ، هو الذي يحدد المستوى النوعي الغالبي للعقل الجمعي...!! ودول العالم، غالبا، تحذر من خطر التهاون في مسالة النمو العقلي للطفل، وتهتم اشد الاهتمام بمراحل الحضانة والرياض والتمهيدية والابتدائية، لانها قضايا استتراتيجية واساسية، تحدد مصير الدولة ومستقبل الشعب.. وقد تبدو هذه المعلومات، حول النمو العقلي للطفل، مفاجئة، وخاصة لوزارة التربية، ويذكر في هذا المقام، قول الشاعر(1): فإن كنت لا تدرى فتلك مصيبة ..... وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم واذا لم تكن هذه المعلومات عن معدل النمو العقلي السريع للطفل مفاجئة للوزارة، يكون من المنصف ان تجيب الوزارة على أسئلة كثيرة عن الإهمال في مجال رياض الأطفال، والرياض التمهيدية..!! واذا صح ما نقلته وسائل الإعلام، عن تعديل صلاحية البسكويت بجرة قلم من الوزير، لإنهاء مشكلة (الاكسباير).. فهل ستحل مشكلة النمو العقلي للأطفال، بجرة قلم أخرى؟؟ وقد يتم بهذا التعديل الوزاري، تصحيح نسبة النمو التي اكتشفتها الدراسات العالمية من 80% الى نسبة 10%.. وتكون الوزارة حينها، قد حققت انجازا علميا، تقيم له مؤتمر يوزع فيه درع (الابداع والتمييز).. وعليها ان تحافظ على هذه الاكتشافات وما (تنطيها)..!! ويكون الوزير، بعد هذا الإبداع، غير محتاج لبناء (رياض للأطفال) او تهيئة المدارس للأطفال بما يضمن النمو العقلي الطبيعي.. بل يؤجل نمو أطفالنا الى إشعار آخر....!! .......... إهمال الحكومة والوزارة: الا إن أي مواطن عراقي، بسيط، لم تصادفه العملية السياسية، ليكون وزيرا أو رئيسا لمجلس الوزراء، بالصدفة، يمكنه أن يفهم إن مدة الصلاحية لا تغيرها جرة قلم.. !! كذلك يمكن لأي من العراقيين الطيبين، إن يفهم إن إهمال هذا المعدل العالي للنمو العقلي عند الطفل، خطير، ويحدد مصير الدولة والمجتمع، فضلا عن كونه هدرا للثروة البشرية، ولحق الطفل والأسرة... ان المعلومات المتوفرة، لا تشير الى ادني اهتمام بالطفل قبل المدرسة، أي عدم اهتمام وزارة التربية بإيجاد الحضانات ورياض الأطفال والصفوف التمهيدية، فضلا عن عدم وضع هذا الاهتمام ضمن مهام الوزارة، وبالتالي إهمال فترة خطيرة في تشكيل نمو الطفل العراقي، والعقل العراقي، وهو إذا لم يكن تقصيرا وإهمالا، يكون نوع من الاستهداف لكيان الدولة والشعب..
|