في الماضي كان الراوي هو المسعودي علي بن الحسين، وكنيته أبو الحسن، ولقبه قطب الدين، من ذرية عبد الله بن مسعود. وقد أورد ذلك بنفسه في كتابه الشهير الذي يقول عنه: لقد وسمت كتابي هذا بـ "مروج الذهب" لنفاسة ما حواه. كان المسعودي مؤرخا وعالم فلك وجغرافيا، وكان كثير الأسفار، وتحدث مليا عن البلدان. لكنه ما علاها على بغداد، كونها مسقط رأسه. وكان شيعياً معتزلياً، حتى أولى الأحداث المتعلقة بالامام علي بن أبي طالب في مروجه اهتماماً كبيراً. وعن معركة صفين ذكر أن معاوية بن أبي سفيان حرك قواته نحو أعالي الفرات في وادي صفين، فاحتلها ومنع تقدّم جيش الإمام علي، وـ نكاية ـ حبس الماء عنهم. فطلب منه الإمام أن يسمح لجيشه بالاستقاء، فأبى معاوية. وأضرّ الظمأ كثيراً بأهل العراق، وزدات الحاجة لكسر الحصار، فأذن الامام لهم بالهجوم على شاطئ الفرات، وتمّت إزاحة قوّات معاوية عن ضفّة النهر. ولكنّ الإمام لم يقابل معاوية وأهل الشام بالمثل، اذ فسح لهم المجال لأخذ الماء ما احتاجوا اليه. وفي الماضي القريب يكون الراوي مصطفى العقاد، وهو مخرج ومنتج سينمائي سوري المولد (1930) أمريكي الجنسية، درس السينما بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وبعد تخرجه عمل مساعدا للمخرج العالمي "الفريد هيتشكوك" حيث تدرب على يديه ونال خبرة كبيرة من خلال عمله معه. اشتهر في هوليوود ومن أشهر أفلامه "الرسالة" الذي يتحدث عن نشأة الاسلام، و"أسد الصحراء" عن عمر المختار الذي قاوم الاستعمار الإيطالي لبلده ليبيا أوئل القرن العشرين. وكانت البطولة في الفيلمين كليهما للممثل أنطوني كوين. واستشهد العقاد عام 2005 في انفجار ارهابي ضرب فندق غراند الحياة بعمّان. في فيلم "أسد الصحراء" الذي انتج عام 1981، يدور حوار بين عمر المختار وأحد الثائرين من رجاله، كان قد منعه من الإقدام على قتل ضابط إيطالي لحظة أسره. يحتج الثائر ويصرخ مستنكراً: "ولكنهم يقتلون أسرانا". فيجيبه عمر: " لكنهم ليسوا قدوة لنا". واليوم يصبح الراوي شاعرا هو كاظم غيلان، الذي ظهر اسمه اخيرا في قوائم السجناء السياسيين. وفي زيارة لأثيرته "العمارة" عرج على دار شقيقته (أم كامل)، وهي سيدة كريمة مسنة تعاني من ضعف في سمعها. فأفرحها بخبر ظهور إسمه، وأسرّها أنه سيتسلم المتراكم من مستحقاته وهي عشرات الملايين من الدنانير. فأجابته وفي قولها خصلة من سماحة الامام علي وسماح الحكيم عمر المختار: ـ خويه أبو جويدة، لا تنسه اللي كتب عليك وكسر ركبتك، صحيح هو مات وآنه أدعي من الله كود لا يرضه عنه، بس خطية عاف وراه عيال وعائلة محتاجة، ومن الزينات لو تناوشهم جم فلس لمن تستلم، واجعلها زكاة..
|