في التاريخ الأنساني هناك شخصيات كثيره قد غيرت مجرى التاريخ وكانت السبب في خلاص شعوبها من المستعمر والمحتل , دون أن يطالبوا بأبسط الحقوق أو ما يسمى اليوم بالحقوق الجهادية . بل على العكس دفع الكثير منهم حياته , أو قضى سنوات من عمره في السجن في سبيل تلك المبادئ. ومن تلك الشخصيات التي غيرت مصير شعوبها المهاتما غاندي . فقد اعتقل غاندي عدة مرات وتعرض هو وجماعته لهروات الشرطة التي عملت على تفتيت أرادة المقهورين من خلال تكسير العضام , واستمر غاندي في نضاله ضد المستعمر المحتل . فقد دخل السجن وتعرض للجوع والجلد والمهانة والرصاص ومارس البيرطانيون بحقه ألوان من القمع والعنف وضل معتقلا ولم يفرج عنه الى أن حصلت الهند على استقلالها وقد تعرض غاندي في حياته لست محاولات اغتيال وقد لقي مصرعه في المحاولة السادسه . ولم يطالب أهله أو ذويه بالخدمة الجهادية . ومن السياسيين المناهضين لنظام الفصل العنصري في أفريقيا نيلسون مانديلا ,الذي قضا في السجن 27 سنة , بعدها انتشرت حملة دولية عملت على أصلاق سراحة , وتحقق هذا الأمر في عام 1990م وسط حرب أهلية متصاعدة اصبحا بعدها رئيس لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي , وأقام أنتخابات متعددة الأعراق في عام 1994م , أنتخب رئيسا وشكل حكومة وحدة وطنية في محاولة لنزع فتيل التوتر العرقي , الى أن توفي في عام2013م . قال فيه الشعب الأفريقي , لقد وحدنا نيلسون مانديلا وسوف نودعه موحدين , ألا أن مانديلا لم تحتسب له 27 سنة من السجن والجهاد , خدمة جهادية , لكن دخل التاريخ الأنساني من أوسع أبوابه . اليوم وبعد أن تحررت الكثير من الشعوب العربية من كابوس الدكتاتورية , ومن تلك الشعوب العربية الشعب العراقي , ولكن هنا المعاير تختلف , فقد تم تحرر العراقيين من الدكتاتورية على يد المحتل , فلم يكن على يد الأحزاب الجهادية الأسلامية أو العلمانية , التي كانت تتبنى أيديولجية النضال الجهادي ضد المستعمر أو المحتل أو الحاكم الجائر , هنا بدأت المحسوبيات والأمتيازات الجهادية . وهنا بدأ كل حزب يتغنى ببطولاته الجهادية وينسب كل ما قام به من أجل العراق والعراقيين وفي سبيل الحرية والعدالة والمساواة , وتحت شعارات ومسميات الجهاد والخدمة الجهادية , أقر قانون التقاعد العام ومنح الأشخاص المتنفدين بالحكومة من الرءاسات الثلاث الى أعضاء البرلمان والمقربين من الحكومة , نوط الشجاعة للخدمة الجهادية. نقول للحكومة التي أقرت هذا القانون . لماذا لم يطالب علي ابن أبي طالب وال بيته بالخدمة الجهادية , وهم كانوا أولى منكم بالخدمة الجهادية , فقد جاهدوا وخدموا الأسلام والمسلمين وتعرضوا للظلم والقتل والسجن . وهل سوف يشمل قانون الخدمة الجهادية , جميع عوائل علاماء الدين الذين ضحوا وقارعوا النظام الصدامي وقضا أكثرهم حياته بالسجن وتحت الأقامة الجبرية ومنهم من قتل. وهل سيشمل هذا القانون , الشعب العراقي والظلم الذي تعرض له أثناء حكم صدام حسين , وعانى ما عانى هذا الشعب من حصار وتعذيب وزج في السجون . بينما كانت الأحزاب الجهادية بالخارج في مدن الضباب وأوروبا وأيران وسوريا تنعم بالعيش الرغيد , بينما كان الشعب العراقي يأكل الخبز الأسمر الذي يطحن من بقايا التمر (الفصم). لقد ذهبت كل سنوات الجهاد والنضال التي كانت تدعي بها الأحزاب الأسلامية والعلمانية الى الجحيم , يوم ان وافقت وصوتت على أقرار مثل هذا القانون وتحت أي مسميات .
|