عجل السامري

يعرف الجميع قصة عجل السامري, التي أرتبطت بتمرد اليهود بعد غياب النبي موسى (عليه السلام) عنهم لفترة 45 يوماً, وذهب لمناجاة ربه على الطور ويسأله عن أشياء متعلقة بتعاليم ودين اليهود فيجيبه الباري عما يسأل, ليعلم قومه فيما بعد خلف موسى عليه السلام في قومه أخاه هارون, فوجد إن بني إسرائيل قد اتخذوا عجلاً صنعوه من الحلي, وكان ليس أكثر من مجرد جسد له خوار إذ أخذ السامري قبضة من أثر فرس جبرائيل (عليه السلام), وألقاها على جسد العجل فأصبح له خوار أي صوت, تذكرني قصة عجل السامري, ببعض الساسة ممن نراهم خاملين على مدار سنوات ولا نرى حركتهم الدؤوبة, أو نشاطهم إلا قبيل موعد الانتخابات فعلى مدى أعوام مضت لم يكن أكثر من مجرد جسد له خوار. كما إن طريقة صناعة عجل السامري, تشبه إلى حد كبير طريقة صناعة بعض أرباب السلطة, والفكر الدكتاتوري, فالشعب هو من يصنع بنفسه أسطورة الدكتاتور إذ لم يكن في حسبانهم إن من أوصلوه بأنفسهم إلى سدة الحكم, سيضرب بمصالحهم عرض الحائط وسيحرص طوال سنوات حكمه على أن يجمع ثروة من حقوقهم تغص بها بنوك أوروبا. أما آن الاوان أن ينتبه الناس من غفلتهم؟ ليدركوا إن من صنع الأصنام الجالسين على الكراسي هم أنفسهم وحان الوقت لكي يكسروها ويتحرروا من سطوتها, ولماذا يصنعون الطغاة بطريقة أو بأخرى؟ علماً أن الشعب العراقي قد نال مايكفي على مدى أكثر من 35 عام مضت ومعاناته لاتزال مستمرة لحد ألان. على كل من يفكر إن يصنع صنماً من جديد, أن يعي إن زمن العبودية قد ولى وان من يسعى لخدمة نفسه, قبل أن يخدم مصالح شعبه, ليس له مكان بعد اليوم فمهمته خدمة الناس قبل كل شيء, لا أن يحول الناس عبيدا لخدمته, قد أدرك بعض من قوم موسى عليه السلام خطأهم وتراجعوا عن عبادة العجل, فمتى سينتبه بعض الغافلين؟