بين جهاد القاعده و جهاد البرلمان العراقي

يبدو ان الجهاد لا يقتصر على فئه دون اخرى و ان اختلاف التسميات لا يغيير من جوهر الجهاد شيئا لكن يبقى الفارق الوحيد بينهما هو الثواب الذي يناله البعض و الامتيازات التي يحصل عليها البعض الاخر و هو يرجع الى طبيعه فهم المجاهدين الى ما يقومون به و ما يبذوله في سبيل الوصول الى غايتهم التي يترجمها هذا الجهاد على ارض الواقع فنحن نرى جهاد جنود تنظيم القاعده و كيف يستبسلون في تفجير انفسهم وسط من يعتبروهم اعداء الله و الدين و هم على يقين ان ثوابهم هو الجنه و الحور العين التي وعدهم بها دينهم او وجبات الغذاء التي سيتقاسمونها من النبي حسب تفسيرهم للدين و الرساله الاسلاميه و من الغرابه ان نجد ان هؤلاء متماسكين الى يومنا هذا الذي وصل فيه العلم الى اموراً كانت في يوما من الايام من الخيال العلمي فقط لانهم استخدموا عقولهم و تركوا خرافات الماضي و سيطرة رجال الدين اللذين يتلاعبون بمشاعر الشعوب لمصالحهم الخاصه و انتشار الثقافه الانسانيه و دعوات التسامح ممن يدعون (جهادي تنظيم القاعده) انهم كفره لا بعرفون الدين و الغريب ايضا انهم يقاتلون ابناء دينهم فقط دون غيرهم في واحده من المفارقات الغريبه التي لم نجد لها تفسير حتى الان فمنذ تأسيس تنظيم القاعده حتى اللحظه لم نسمع ان هذا التنظيم اعلن عن غزو اسلاميه واحده و رفع راية الاسلام الذي يؤمن به وحده في دوله من الدول الغربيه التي تدين بغير الاسلام ؛ و هذه ليست دعوه لبدأ غزوات القاعده و لكنه سؤال يفرض نفسه خصوصا مع امتلاك هذا التنظيم اسلحه متطوره و اموال لا تعد و لاتحصى.



كما اشرنا في بداية حديثنا ان اختلاف التسميه لا يغير جوهر الجهاد؛ فجهاد تنظيم القاعده لا يخفى على احد في العالم و عملياته الجهاديه الارهابيه التي كانت في غايه البشاعه و الاجرام و عدم الانسانيه هي الدليل الدامغ عليه ؛ اما جهاد اعضاء مجلس النواب العراقي فلم نرى له اثر سواء في السابق او الحاضر ففي سني الحصار الظالم الذي عانى منه العراقيين في واحده من ابشع الجرائم ضد الانسانيه كانوا يتمتعون في دول اوربا و غيرها و كانوا ينعمون بالرفاهيه و تصرف لهم اموال من اجل ان يكونوا اداة طيعه تنفذ اوامر تعليمات تلك الدول بعد اسقاط النظام السابق , و في الوقت الحاضر و بعد ان اصبحوا اصحاب سلطه و نفوذ و تغيرت اوضاعهم نحو الافضل بقي الشعب العراقي على حاله دون تغيير يذكر و لكن ما يثير الدهشه و الاستغراب ان هؤلاء المترفين في الماضي و الحاضر اصبحوا مجاهدين و تصرف لهم الاموال تكريما لهم و تثمينا لبطولاتهم و صولاتهم الجهاديه التي لا نعرف ضد من ؟ ضد الشعب العراقي ؟ ام ضد النظام السابق؟ الذي لم يكن لهم شانا في اسقاطه بل الفضل يرجع الى دبابة الولايات المتحده الامريكيه التي لم تكن وسيله لاسقاطه فقط بل لنقل المجاهدين البواسل الى ارض العراق لاكمال مسيرتهم الجهاديه لكن هذه المره ضد الشعب فهم لا يتسطيعون البقاء دون جهاد.


و هكذا نجد ان ان جهاد القاعده نتج عنه ازهاق ارواح الابرياء اللذين لا ذنب لهم او خطيئه و ان جهاد اعضاء مجلس النواب و الرئاسات الثلاث و الدرجات الخاصه جاء لسرقه اموال و احلام و طموحات شعبا وضعه قدره فريسةً بين الجهاديين الاول يسرق حياته و الاخير خيراته ؛ القاعديين يرجون الجنه بجهادهم و البرلمانيين يرجون الثروه و الترف بجهادهم ؛ و النتيجه هي ان جهاد القاعده و جهاد اعضاء البرلماني العراقي و غيرهم من اصحاب المناصب العليا في الدوله هما وجهان لعمله واحده هي الفساد في ارض العراق و ان احدهما يكمل الاخر و ايضا سببا لوجود الاخر فالقاعده تسعى لتخليص الشعب العراقي من الكفره و النواب يسعون لتخلصه من مجرمي القاعده و في الحقيقه هما يتعاونون من اجل انهاء وجود الشعب.