تتضارب الأنباء الواردة من واقع المستنقع الدموي في الأنبار ، في ظل غياب الإعلام المسقل الذي ينقل الحقائق أو صور عن المشكلة وتفاصيلها ومحاورها المتعددة . غياب الحلول السياسية والعقلانية وانغلاق الحوار المكشوف ، فتح الفضاء امام جملة من التقديرات والعناوين الدعائية من قبل الحكومة من جهة ، والجماعات المسلحة أو المقاومة في الأنبار . مفارقات عديدة واخبار موجعة تصل من هذا الطرف أو ذاك يغيب فيها مفهوم الواقعية السياسية أو الروح الوطنية ، مايجعل هذه الأحداث اشبه بمحنة وطنية منها الى إطار المعركة سواءاً ضد الأرهاب ام الجماعات المتمردة . رئيس الوزراء نوري المالكي القائد العام للقوات المسلحة اعلن مع بدء الحملة عن اسبوع لحسم الانتصار العسكري والأمني على القاعدة والجماعات المتمردة ، والآن المعركة تدخل اسبوعها السادس ولم تحسم .! لاادري كيف لقائد عسكري لايملك خبرة أو تأهيل حربي ، يتحدث عن انتصارات وحسم محدد بزمن قبل بدء المعركة .!؟ المتمردون يتحدثون عن وهم دعائي اسمه داعش ، وان المقاومة في الفلوجة والرمادي وبقية القصبات يقودها مجلس ثوار الأنبار الذي يقوده زعماء العشائر ، ومجموعة كبيرة من ضباط الجيش المحترفين ما وضع صعوبات بالغة امام القوات الحكومية . المفارقة الأخرى ان يختفي المؤتمر الإعلامي لقادة الجيش العراقي او الناطق بأسم القوات المسلحة ، وتأتي التصريحات من عضو مجلس نواب ليست له صفة تنفيذية أو أمنية ، انما هو عضو (ميت) في لجنة الثقافة والإعلام (الميتة) اصلا في البرلمان العراقي ..!؟ تلك هي صور لمهازل السياسية والسياسيين الدمج ، حين تعبر عن فسادها وخرابها في البلد الذي كان يعد مصنعا لرجال الفكر والحكم والسياسية ، الآن اصبحت نهباً للمزورين والكذابين واللصوص والمنبوذين . مستنقع المحنة في الأنبار انتج الى الآن نحو نصف مليون مشرد .؟ واكثر من الف ضحية من القتلى ، والآف الجرحى والخائفين ، ناهيك عن الخسائر الفادحة في المنظومات العسكرية والأمنية والجنود العراقيين والخسائر المادية الأخرى . هل يعقل ان يكون ثمن هذه الكارثة والخسائر الباهضة هو ملاحقة بضعة انفار من (داعش ) ..!؟
|