مشعان نائب لرئيس الوزراء!

وأخيرا وقع مالم يكن في الحسبان, إذ برأ القضاء المالكي مشعان, من تهم الارهاب والاختلاس والوشاية بالأخوان, فكلها تهم كيدية ساقها الرعيان, فمشعان لم يؤسس فضائية تدعو لقتل الشيعة والأمريكان, ومشعان لم يصف الشيعة بانهم صفويون جرذان, ومشعان لم يقرأ الفاتحة على روح سيده طكعان, ومشعان لم يختلس دينارا ولا درهما ولا ماعزا ولا خرفان, ومشعان لم يعذب بنت الهدى ولم يصفق لصدام ولا لعداي ولا لوطبان, ومشعان لم يطرده اهل الموصل بالنعلان.

فمشعان وما أدراك ما مشعان, إنه كتلة من التقوى والورع والأيمان, فلاعلاقة له بالكيولية ولا بالفجور ولم يرى يوما سكران, فلقد تربى في المساجد منذ نعومة أظفاره وأدمن تلاوة القرآن, وإن لم تصدقوا فاضربوا رؤوسكم بالحيطان. فقد أصدر الحاكم بأمر أمريكا (دستوره) السامي والقاضي برد الاعتبار للمناضل مشعان, فمشعان كان عضوا سريا في حزب الدعوة وقارع ولعقود الظلم والطغيان, ومشعان ضحى بالأهل والصحب والأخوان, من أجل تحرير العراق من حكومة الغلمان, فهل جزاؤه ان يسجن وان يحرم من دخول البرلمان؟

ألا شاهت وجوهكم ذلا يامن لادين لكم ولاتكرمون الأنسان, يامن تطالبون بمحاكمة مشعان, فالدين والعرف والأخلاق ومباديء حزب الدعوة توجب مكافئة المناضلين وتكريمهم وتعويضهم عن سنين الحرمان, وأولهم الرفيق البطل مشعان! فهل تظنون بأن المالكي لا أصل له أو هو لئيم لايعرف الأصول و التقاليد والاعراف و مباديء حقوق الأنسان! فمشعان سيخوض الأنتخابات وسيتحالف مع عبد الكرسي فلتة الدهور والأزمان, وسيصبح نائبا لرئيس الوزراء إن نال المالكي رضا واشنطن وطهران.

فما الأنتخابات الا ضحك على الذقون وتلاعب بمشاعر المواطن الغلبان, فامر تشكيل الحكومة يصدر من خارج الأوطان, وماعلى الجميع الا السمع والطاعة وعدم العصيان, والويل كل الويل لمن يخالف إرادة السلطان, فمصيره حينها يكون في خبر كان, فالمالكي باق وشعاره لن نسلمها بعد اليوم لكائن من كان, وسيقدم فروض الطاعة لكل من يثبت ملكه وسيبيع العراق بأبخس الأثمان, ولاضير إن كان الداعم شيخا او مرجعا أو حتى شيطان, واما الوطنية والدين والاخلاق فما هي الا هذيان.

وفي الختام فأطلب العذر والصفح من مشعان, بعد أن إتهمته في مقالاتي زورا وظلما بدعم الارهاب فقد كنت مصابا بالغثيان, وأرجو منه ان يطوي صفحة عدائنا ويضعها في رفوف النسيان, فما نحن الا بشر خدعنا من ثلة نجسة أضاعت عمرنا بين البلدان, فتحية للنائب القادم مشعان, وبورك تحالفه مع حزب الدعوة حزب الشيطان, فالطيور على أشكالها تقع فوق الأغصان, والخزي والعار لكل طاغية متمسك بالكرسي وفي طليعتهم المالكي الحيوان.