إنتخابات تحت التعذيب والإكراه

حان الوقت لقراءة الفاتحة على روح المرحوم دستور العراق الجديد الذي خط بدماء الشهداء كما يدعي أرباب العملية السياسية , نفس هذه الدماء يساء لها بشكل متواصل ويوما بعد آخر تأن أرواح الشهداء على الممارسات المتبعة من قبل حكومة العراق 

المرحوم دستورنا كان ينص على عدم الإكراه في أي شيء سواء في الدين أو المعتقد وللعراقيين حق تقرير المصير ولهم الكثير من الإمتيازات بخصوص الحرية 
لم ينص مرحومنا على إجبار العراقي ( الموظف ) على إستلام بطاقة الناخب وإلا فلا يكون له شافع ينقذه من هذه المخالفة الكبرى 
مايجري اليوم من إجراءات بحجة حث الناس على الإنتخابات هي إجراءات لاأخلاقية وهي مشابهة الى وسائل صدام حسين , فالبعثيون عندما يريدون القيام بمظاهرة مؤيدة لربهم أو معارضة لإسرائيل أو إدانة لقتل محمد الدرة كانوا يخوفون الناس بقطع البطاقة التموينية عن الذين يتخلفون عن المشاركة في المظاهرة فكانت الناس تخرج على مضض وفي نفوسها كره وإمتعاض لسياسة الإكراه والقوة والإجبار 

الإنتخابات تفقد قيمتها اذا ما مورست بظروف غير ملائمة وواحدة من أولويات نجاح الإنتخابات هو أن تجرى بشكل إرادي والناس لها الحق في المشاركة في الإنتخابات ولها كل الحق في عدم المشاركة فيها 

لم يذكر لنا تاريخ الدول العريقة بالديمقراطية إنها أجبرت ناخبيها على الإنتخابات بالقوة وإلا لماسمعنا نسبة المشاركة الإنتخابية في تلك الدول

حكومتنا تحاول اليوم أن تجبر الناس على الإنتخاب من أجل أن لايتحدث الإعلام العراقي عن نسبة العزوف المتوقع للناخبين العراقيين 

كلنا ندعو الناس للإنتخابات لعلها تغير بعض الشيء مما يشهده العراق من خراب ودمار لكنا نختلف بطرق الحث , على الحكومة أن تعرف جيدا إن لغة الوعيد والتهديد ولت ولايمكن أن تعود وأن تلك اللغة لم تأت بنتائج إيجابية على الإطلاق بل سوف يثبت العكس عندما تصر الحكومة على ممارسة الأساليب القديمة 

من جانب آخر إن الإجراءات المتبعة للحصول على بطاقة الناخب فهي أضافت المزيد من العناء على المواطنين العراقيين , فالعراقي الذي يبحث عن لقمة عيشه من خلال أجره اليومي هل يترك يومه هذا من أجل الذهاب الى مراكز المفوضية لأجل جلب بطاقته ؟ 
مالذي يجنيه المواطن عندما يترك عمله ويذهب الى بطاقة الناخب ؟ هل يذهب من أجل زيادة رواتب النواب ؟ شيئا شيئا يكفر العراقيون بوطنهم بسبب السياسات المتبعة من قبل حكومتهم وبرلمانهم .