أزمة الانبار . هل هي فشل في السياسة أم مقدمة لتقسيم العراق ؟؟

تراكمت المشاكل والازمات , في سماء العراق , وتفحمت بالسواد الخطير والمتفاقم , الذي بات يهدد بتقسيم العراق , اكثر من اي وقت مضى , بسبب نقص الرؤية السياسية وضبابيتها , في المعالجة التحديات التي تعصف بالوطن , ونتيجة الانحراف في التعامل السياسي المسؤول والحريص , للنظام السياسي , الذي افرزته المحاصصة الطائفية , وحدد قواعد وقوالب المشهد السياسي واسس التعامل وفق نهجها , الذي لايسمح بالاستيعاب الافكار والرؤئ الجديدة , التي تصب لصالح الوطن الشعب , وذلك من المنطقي ان تبتعد الحلول عن المعالجة الوطنية , اوجمعها تحت خيمة الوطن , حيث برزت على المسرح السياسي , سياسات خاطئة وقاتلة , تنحر وتصرع الوطن في الصميم , وتبتعد كثيراً عن متطلبات الواقع الفعلي . فقد وضع نهج الحزب الحاكم متطلبات الشعب الملحة والاساسية والحساسة , في زاوية ضيقة ومهملة وتعاملها معها بالتماطل والتسويف , وبعض الاحيان بالاجراءات القمعية والارهابية , بينما انغمر بكل شهوة جامحة وعاصفة , نحو بريق الكرسي والمال والشهرة , وترك فراغ كبير وواسع , لتدخل العناصر السيئة والوصولية والمنافقة في تصدرها قيادة دفة البلاد , وبالتالي استغلت المجموعات الارهابية المدعومة من جهات سياسية , لها ثقل كبير في الحكومة والبرلمان . بتشجيع المجموعات الارهابية بما فيها داعش , ان تنشط وتتوسع وتتوغل وتتمدد وتكبر يوما بعد اخر , حتى اصبح نفوذها , مصدر خطر وتهديد بتقسيم وتخريب الوطن باعمالها الوحشية , في القتل والذبح واعادة عقرب الساعة , الف سنة الى الوراء , وتصيد في المياه العكرة والاسنة , لتخريب اللحمة الوطنية وتخريب الوطن . . ان ازمة الانبار ليس وليدة اليوم او البارحة , بل هي سلسلة من تراكم المشاكل , وابتعاد الدولة عنها , في المسؤولية والدعم والواجب , واعتمدت على عناصر هزيلة ومعزولة , ليس لها رصيد شعبي , او قاعدة اسناد , بل هذه الفقعات البشرية انشغلت بتكبير مملكتها المالية ودعم حاشيتها الانتهازية , وحين وجدت ان ميزان القوى يميل الى صالح المجموعات الارهابية , سرعان مانزعت جلدها الحكومي واصطفت مع داعش بكل قوة وتأييد . لاشك كانت بداية ازمة الانبار قابلة للانفراج والحل , لو مارست الحكومة ورئيسها سياسة وطنية واعية وناضجة , لو اقتربت الى مناقشة المطاليب برحابة صدر , لتفويت الفرصة على المتربصين مثل العتاوي الجائعة على الشحمة , ولكن من فواجع الاقدار ومهازله , بان الحكومة ورئيسها , هو الذي يقدم الشحمة جاهزة على طبق , دون عناء الى هذه العتاوي الجائعة , وبذلك تأزمت الازمة بشكل خطير . والان الحكومة ورئيسها يمارس سلسلة من الاخطاء الفادحة في معالجة المخاطر , بالاعتماد على الحل العسكري , دون ان ياخذ بالاعتبار وزن الحلول السياسية , او دون سماع صوت الشعب وتفهم دوافعه واغراضه , وفق المنطق الوطني المسؤول , بعيداً عن التشنج والتعصب , بالحرص الوطني المطلوب . لاشك ان بعض الانتهازيين والصقور من الكتل السياسية , التي لها ثقل كبير في الحكومة والبرلمان , لعبت دوراً سلبياً , في صب الزيت على نار الازمة والفتنة , وفي نفس الوقت , اعطت الحكومة ورئيسها الاذن الطرشة , لسماع جملة من المبادرات , التي تخدم الشعب ومصلحة الوطن , وتسهم بشكل جدي , في حلحلة الازمة وانقاذ الوطن من الضياع والتصدع والانهيار , الذي ينذر بالتقسيم والانفصال . لقد اثبتت بوضوح لا يقبل الجدل , بان سياسة الحكومة ورئيسها , سياسة عمياء وعرجاء وكسيحة , لايمكن ان تنقذ الوطن , بل تقوده الى الهاوية السحيقة . لقد طفح الكيل لم يعد العراق يتحمل صبيان السياسية , الذين يفتقدون , الف باء السياسية , وان وجودهم على قمة السلطة يمثل خطر حقيقي يهدد الوطن بالتقسيم وبالعواقب الوخيمة ,ان سياسة التسقيط لانفراد بمرافق السلطة والدولة , اثبت فشلها وعقمها , وانها تفتح باب جهنم على العراقيين , ولم تعد صالحة لقيادة العراق , بدليل صار العراق الآن ضعيف وهزيل , يتوسل بالاخرين بالتدخل بالعراق لحل ازماته ومشاكله , حتى صار العراق تابع وذليل ومستعمر ومحتل لشعيط ومعيط وجرار الخيط , وكل طامع وجشع بمصالح العراق