داعش تقاتلنا.. وندعم حاضنتها

ما كنّا في حاجةٍ لأن يعترف وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو لرئيس مجلس وزرائنا نوري المالكي حتى نتبين أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) يعمل على نحو مباشر لصالح النظام السوري، فهذا ما أعلنته وقدّمت الدلائل عليه القوى السورية المنخرطة في الكفاح المسلح والسلمي ضد نظام بشار الأسد.
في حديث الى احدى محطات التلفزيون التركية أخيراً، قال داود أوغلو ان النظام السوري "يستهدف جميع المعارضين له بالقصف الجوي؛ لأنه لا يمتلك الجرأة على القتال البري، وعندما يضطر المعارضون للانسحاب من المناطق المقصوفة؛ فإن داعش تتقدم لملء الفراغ".
وكشف الوزير التركي عن انه في اللقاء الأخير مع المالكي "قلت له لقد كنت على حق ونحن على خطأ؛ عندما التقينا قبل أربع سنوات وأخبرتني أن الأسد أنشأ معسكرات للقاعدة؛ وأنه يستخدمها ضد العراق وسيأتي اليوم الذي يستخدمها فيه ضد تركيا وضد شعبه، والآن وبعد أربع سنوات أقول أنكم كنتم على حق".
داود اوغلو الذي محضت حكومته "داعش" ( القاعدة) دعمها العسكري واللوجستي، يكتشف الآن انه كان على خطأ لأنه لم يصدّق بان داعش، تحظى برعاية مباشرة من النظام السوري.
قبل داود اوغلو قدّمت القوى السورية المناهضة لنظام بشار (وبخاصة الائتلاف الوطني والجيش الحر) وقائع ودلائل على العمل المنسق بين هذا النظام وداعش وعلى مسؤولية التنظيم الإرهابي عن مقتل المئات من عناصر الجيش الحر وتسليم آخرين الى النظام السوري. وزيادة على هذا عرضت قناة "العربية" اعترافات لداعشيين أكدوا فيها هذه المعلومات.
السؤال الآن : اذا كان السيد المالكي قد حذّر تركيا عبر وزير خارجيتها منذ أربع سنوات من ان داعش (القاعدة) صنيعة سورية وان نظام بشار سيستخدمه ضد تركيا مثلما يوظفه ضد العراق، وانه ثبت الآن ذلك الكلام حتى للأتراك، لماذا اذاً تواصل حكومتنا دعمها للنظام السوري سياسياً ودبلوماسياً في المؤتمرات العربية والدولية؟ ولماذا تدعمه، أو تتساهل معه في الاقل، مادياً، بالسماح بعبور الأسلحة والمقاتلين من أفراد المليشيات الحدود للقتال في سوريا بحجة الدفاع عن المراقد المقدسة؟ (بشهادة الصور المنتشرة على حيطان معظم مدننا لشبان في عمر الزهور قضوا في القتال داخل سوريا).
داعش تجاوزت الخطوط الحمراء وأصبحت قواتها تشتبك مع قواتنا على مرمى حجر من عاصمتنا، فهي تهدد الآن بأفدح الاخطار أمن بلادنا وشعبنا. لماذا ولمصلحة من وبطلب ممن تتناسى حكومتنا ان هذا التنظيم الارهابي وُلد وترعرع داخل الأراضي السورية بعلم نظام بشار وبإسناد مباشر من أجهزته الأمنية؟ ولماذا ولمصلحة من وبطلب ممّن تواصل حكومتنا دعمها لنظام بشار حاضنة داعش؟