كما هي عادة التجمعات الدولية التي تقام في المنطقة العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص فانها تحظى بتغطية اعلامية غير مسبوقة.. وعلى جميع المستويات تطفو فيها الى السطح الملفات والمشاحنات السياسية بطريقة اوبأخرى. تلك الظاهرة السلبية لم تقتصر فقط على مؤتمرات الجامعة العربية او منظمة المؤتمر الاسلامي او التجمعات الفنية والادبية وغير ذلك بل ايضا تجد ذلك وبشكل مبالغ فيه في البطولات الرياضية وخصوصا كاس الخليج، التي تمثل سوق عكاظ لمختلف التكتلات الخليجية، فهناك يستعرض كل من الاطراف عضلاته على الاخرين، وكل من الاطراف مدعوم بشبكات اعلامية هائلة قادرة على شحن الخليج كله من خلال تصريح واحد!
القصة لاتقف عند سقف التنافس الرياضي والخلافات الفنية المشروعة على هذا الصعيد فحسب بل تتعدى ذلك الى خلافات ذات بعد سياسي بامتياز.. وذلك لان البلدان العربية غالبا ما يقود الرياضة فيها اشخاص ينتمون الى الطبقة الحاكمة من ابناء الملوك والرؤساء او محسوبون عليهم كما ان القيادات الرياضية في منطقتنا لها امتدادت في مناصب سيادية اخرى في بلدانها، وهذا ما يعطي لاي خلاف حاصل فيما بين القيادات الرياضية بعدا سياسيا يدفع باتجاه التصعيد! وهذا ما حصل اخيرا حينما ارتفع سقف الخلاف بين المسؤولين الرياضيين بين قطر والكويت، وهذا ما دفع بالشيخ احمد الفهد باتهام قطر اتهاما صريحا بانها تتدخل في الشان السياسي الكويتي من خلال دعمها للاخوان المسلمين. والشيخ احمد الفهد الاحمد الصباح تبوأ الكثير من المناصب السياسية المهمة "نائب رئيس مجلس الوزراء للشئون الاقتصادية، وزير الدولة لشئون التنمية، وزير الدولة لشئون الإسكان في الكويت، كما تبوأ ايضا منصب وزير الاعلام، وزير النفط، وزير الطاقة، وتراس جهاز الامن الوطني، بالاضافة طبعا الى توليه منصب رئيس المجلس الاولمبي الاسيوي ومناصب رياضية اخرى". من هنا فان التصريحات التي يدلي بها اي من القيادات الرياضية لا تبقى محصورة في نطاق الخلافات في الشان الرياضي بل هي تتعدى الى ابعد من ذلك بكثير اضافة الى انها اساسا انعكاس للخلافات السياسية بين بلدان الخليج خصوصا في هذه المرحلة الحساسة. القصة ليست جديدة والمناسبات الخليجية السابقة كانت موسما ثريا لتبادل لعبة التصريحات المستفزة وهذا ما حصل سابقا بين بن همام الشخصية الرياضية السياسية القطرية المهمة وبين احمد الفهد وفريقه من المؤيدين، لكن هذه المرة علا سقف التشنج وارتفعت حدة التصريحات، وانتقلت اللعبة من التلميح بتويجه بالاتهامات الى الحديث عن اتهامات مباشرة بالتدخل السياسي، وهذا ما يضيف للبطولة زخم اعلامي سياسي بامتياز.
|