حياتُنا, وحياتُهم

ها أن شعوب العالم قد ودَّعت عام 2012 برو ح مفعمة بالنشاط والحيوية والفرح لتستقبل العام الجديد عام 2013 بروح أكثر نشاط, وأعمق حيوية, وأقوى فرح. إلاآنـــــــــا , نُوَّدعُ أيَّامنا وسنواتنا حسرة تعقبها ألف حسرة ,وويلات تصاحبها الآلآف من الهموم والمصائب.. عالم الغرب هذا , لايشبه عالم الشرق. الحياة هنا , بدأت من الشرق من شرقنا, والشمس بسطَّت خيوطها البفسجية من سماءِنا,لتنثرها بعد حين على الجهة الأخرى من العالم. بلاد الشرق, كانت بمثابة الحُلم لكلِّ مَنْ لم يكحِّل مقلتيه برؤيتها خيرات الكون صبَّها الله تعالى في تلك البقعة من الأرض , لكن أين مصير تلك النعم الوفيرة التي أنعم الخالق الباري بها علينا؟ إن وجودها إقتصر في أيادٍ قليلة ومعدودة , بعضها ظاهرة للعيان وبعضها الآخر خفية. إنها أيادِ ظالمة إبتلى الله بها شعوب الشرق لتحِّول حياة الأغلبية من الناس الى جحيم لايطاق, فكانوا سنداً لغرب ذكي إستطاع بدهائه الشيطاني وشروره الخبيث أن يشتري الحكام الفاسقين, فأصبحوا عونا للغرب ضد شعوبهم التي جعلوها من خلال سياطهم القاسية أناساً لاحول لهم ولاقوة. على مرِّ العصور تآمروا مع الغزاة وأستقتلوا وقاتلوا, كي يظل عامة الناس من الطبقات الفقيرة رغم الأرض الخصبة المعطاء, والمدهش في الأمر أنه على الضفة الأخرى وهي بلاد الغرب تكاد ثرواتهم لاتحسب بالقياس الى مانملكه نحن من ثروات متعددة ومتنوعة , لكنهم مع هذا كله أصبحوا بفعل حكامهم الحذقين أناس أغنياء بدون أن يملكوا ثروات بِكَمِّ مانملكه نحن. سنَّوا لهم دساتير تنص على حقوق الأنسان الأساسية من حيث توفير الخدمات الضرورية لهم كالمسكن والملبس والمعيشة الحياتية, وطُبق هذا على أي شخص قادم من بلداننا مماشجع شبابنا العربي كي يجازف بكل مايملك من ثروات وشهادات من أجل ان يصل الى الغرب, وبهذا وجدنا أنفسنا نحن العرب نقدم لهم ثروة بشرية وطاقة شبابية لاحدود لها متمثلة بابنائنا, بالاضافة الى ثرواتنا التي وهبها حكامنا لهم من نفط وغاز طبيعي فصاروا يصدرونها لنا بعد ان يحولوها الى منتجات وسلع تغزو اسواقنا حيث أننا اصبحنا عبارة عن شعوب مستهلكة وغير منتجة وبجدارة فكنا لهم خير اسواق لتصريف منتجاتهم والأخطر من هذا كله ,حين تتحول ثرواتنا الى سلاح يقتلونا ويحاربوننا به وفق شريعة الغاب , فهم يقتلونا بطريقة مباشرة بأنفسهم او يبيعونه الى الجهات المتطرفة التي اتقنوا صناعتهم فصاروا أداوات اجرامية يحاربوننا بهم ومن خلالهم.. للأسف فأن أغلب شبابنا باتوا يستخدمونهم في أعمال خدمية في المطاعم مثلاً أوالصالونات,أ واعمال اخرى متدنية لاتليق بمن ينتمي الى بلد غني وعظيم تاريخاً, وإرثاً, وحضارةً هذا هو حال بلداننا العربية عبارة عن جوع وفقر وإضطهاد وحرمان ,بينما كروش المتنفذين منّا تكاد تنفجر من السحت الحرام. أما حال الدول الغربية فهو إشباع ,وغِنى, وإحترام وأمان, بينما حال المتنفذين منهم يكاد يلهثون من السباق في تقديم الأفضل والأجمل والأسهل للمواطن. .