نواب ام أذناب ؟

أثارت موجة الإستقالات التي تقدم بها نواب ونائبات التيار الصدري ، او كما يسمون انفسهم كتلة الأحرار في مجلس النوام العراقي ، كثيراً من التساؤلات حول ماهية هؤلاء السيدات والسادة ومدى نظرتهم وتقييمهم إلى عملهم في البرلمان العراقي طيلة هذه السنين التي قضوها تحت قبته والتي غرفوا فيها من المال القليل الحلال والكثير الحرام ، إذا ما اردنا أن ننطلق مما يدعونه من مصطلحات دينية إعتبروا انفسهم من الملتزمين بها شرعاً قبل ان يبينوا طبيعة إلتزامهم القانوني في مجلس كهذا .
لم يتوان هؤلاء السيدات والسادة من صراخهم في كل محفل يلجونه بأنهم يمثلون الشعب العراقي وتلك الجماهير التي إنتخبتهم وكثيراً ما ذرفوا دموع التماسيح على هذا الشعب بسبب ما يلاقيه من مآسي طيلة عشر سنين من تاريخه الحديث ، مفسرين هذه الويلات الإرهابية والمشاكل الإقتصادية وتردي العلاقات الإجتماعية إلى الغير دائماً في الوقت الذي نزهوا فيه انفسهم عن كل ذلك بقليل من البسملات والحوقلات التي ما إنفكوا يرددونها في كل مجلس من مجالسهم الخاصة والعامة .
فهل هم حقيقة يمثلون جماهير شعبية إنتخبتهم فعلاً ؟ موجة الإستقالات هذه تجيب على هذا السؤال ب لا كبيرة وكبيرة جداً . لماذا ؟ لأنهم لو كانوا يمثلون الشعب حقاً وحقيقة لأصبح من المتعذر عليهم التخلي عن هذه المهمة بين عشية وضحاها دون ان يكون هناك اي مبرر يقتضي إتخاذ هذه الخطوة المفاجئة التي لم ترتبط بإرادة ناخبيهم ، بل إرتبطت اساساً بقرار رئيس حزبهم الذي قرر فجأة الإبتعاد عن السياسة وعن كل ما يتعلق بها من تنظيمات رسمية وغير رسميه كان يمارسها قبل يوم تخليه هذا . وهذه الإستقالات تعني بالضبط بأن مثل هؤلاء الذين ادعوا تمثيل الشعب ليسوا بنواب عن الشعب ، بل انهم معينون من قبل رئيسهم لمثل هذه المناصب التي لم يحصلوا عليها إلا لكونهم متعلقين بسيدهم هذا ، حالهم حال اكثرية اعضاء هذا المجلس الساعين وراء ما يقرره رؤساء احزابهم وكتلهم النيابية او طوائفهم ، وليس ما يريده او يقرره ناخبوهم . إنهم بعبارة اخرى ليسوا سوى اذناب لقادتهم ورؤساء احزابهم وليسوا ، كما يدعون ، نواباً عن الشعب .
فإلى متى هذا الإستهتار بشعب العراق ،هذا الشعب الذي يئن منذ اكثر من عشر سنين من جراح تصرفاتكم الحمقاء وسياساتكم العرجاء وتوجهاتكم الطائفية ومحاصصاتكم اللصوصية التي جعلت من علاقتكم بالمال الحرام مَثلُها مثل جهنم حينما يقال لها هل إمتلئت فتقول هل من مزيد .
الآن وقد تخيلتم عن مهمتكم التي كنتم تقيمونها وكأنها من اجل الشعب وقد تبين الآن بأن هذه المهمة لا علاقة لها بالشعب البريئ منكم كما تبرأتم منه في سويعات وعلقتكم مصيركم بمصير قائدكم ، رب نعمتكم وولي ثراءكم وسبب عنجهيتكم التي مارستموها طيلة السنين العشر ونيف الماضية . لا احد يلومكم على ذلك فاللوم يجري عادة على مَن يستحقه ، اما من يتصرف تصرفكم المخجل هذا فلا يمكن وصفه سوى أنكم تعلقتم بريش ذنب سيدكم بحيث ينطبق عليكم قول الجواهري الكبير :
تطير إن طار او تهوى إذا وقعا