اعتزال الرموز الوطنية للعمل السياسي .. هل اصبح ضرورة ؟؟ |
كثر الحديث حول قرار السيد الصدر بإعتزاله العمل السياسي بين مؤيد و معارض و محلل و مستقرئٍ للوضع ، و لكن ألم يعد قرار الاعتزال هو بالفعل القرار الصائب لكافة التيارات و الرموز الوطنية ، بعد أن تحولت العملية السياسية الى ساحة مفتوحة لممارسة العهر السياسي و الفساد المالي في ظل صمت شعبي مريب و مطبق و خانع تماماً، أو لم تنسحب تلك القوى الوطنية بالفعل من المشهد السياسي ، بل و ربما غُيِّبت قسراً عن ذلك المشهد .
أو ليست القوى السياسية المتبقية و الفاعلة على الساحة السياسية هي مجرد أدوات و دمى لهذا الطرف أو ذاك من القوى الإقليمية ، أو لم يتحول البرلمان العراقي ( ممثل الشعب و سلطته الحاكمة ) الى أضخم هيئة فساد مالي في التاريخ ، و منبراً لحيتان الفساد و سارقي قوت الشعب .
أو لم تهاجر الطبقة العراقية المثقفة ( و ربما هُجِّرت قسراً ) رفضاً للواقع الحاصل و هرباً من إستبداد السلطة الحاكمة بالفعل ، بينما ينتظر الآخرون على أبواب مكاتب مفوضية اللاجئين أو السفارات الغربية في دول الجوار عن ( فيزا الرحمة ) !! ، أو ليس صحيحاً أن معظم كتّاب و مثقفي العراق يتناولون الشأن السياسي بالنقد و التحليل و الإستقراء من خارج حدود العراق بالفعل خوفاً على حياتهم من قمع السلطة ، بل ألم تُستهدف الطبقة المثقفة بالفعل إغتيالاً ( الناشط هادي المهدي مثالاً ) أو عبر مذكرات الإعتقال ( سرمد الطائي مثالاً ) !! ، أو لم تستهدف وسائل الاعلام ( خارج نطاق صوت السلطة ) و مكاتب القنوات الفضائية العراقية بالغلق و الطرد بالفعل ( قناة البغدادية مثالاً ) .
ثم ألم تعد الهجرة من الوطن هي حلم كل عراقي ؟؟
الآن هل بإمكاننا ان نتساءل فيما إذا كان إعتزال الرموز و التيارات الوطنيّة للعمل السياسي ضرورة أم أنه أصبح ( مصيراً محتوماً ) ؟؟ |