قبل أن تشتموني , وتنعتوني بالجاهل والمرتد عن دينه , لا بد لي هنا أن أتسأل , عن جدوى وجود المرجعية , في بلد قاب قوسين أو أدنى , من الانهيار الكامل .. وما مبررات المرجعية , وهي ترى شعبا يتمزق جوعا , ويعيش الفوضى الممنهجة , ويسكن المقابر والعشوائيات , في وطن يفيض منه النفط , مثل مياه الصرف الصحي في منازلنا , والاخرون يتناحرون فيما بينهم , حول من كتب نعم , ومن كتب لا.. دعوني هنا , أتسأل ولو لمرة واحدة ..هل مرجعيتنا في النجف الاشرف , خرساء أو عمياء أو صماء .. لا ترى ما يحدث من كسوف وخسوف , لا تسمع تلك الانهيارات والزلازل, التي تحدثها , ثلة سخيفة أرتضت وسمحت وهللت لنفسها , بأن تتسيد على مجتمع, لفض من هم على شاكلتها , وتتخذ من طائفة الشيعة , والمذهب منهم براء , برقعا مخمليا لستر عوراتهم القذرة.. وددت في كل خطبة جمعة , أن أسمع توجيهات مرجعيتنا , بلسان فضيلة الشيخ عبد المهدي الكربلائي , ولو بكلمات , لتخرج عن صمتها , الذي لا نطيقه في هذا الوضع المأساوي , الذي يحتم عليها شرعا , أن تتدخل لحماية العراقيين من هذا القتل المعنون , وأن تخرج بأليات عملية لازاحة هذا العبث المدروس بشكل قوي , وهذا التردي المخزي في أداء حكومة فاشلة على مدى ولايتين , وبرلمان لا يستحق حتى الاشارة أليه .. وأن لا تكتفي بالادانة والشجب والاستنكار , فقد سئمنا , نحن العراقيين , من وضع رؤوسنا في التراب , ونصفق للاتي ونلعن الماضي.. أنا أعلم تماما , أن رموز المرجعية في العراق , خطوط حمراء , لا يمكن تجاوزها .. ولكن من حقي وأنا مقلد لها , أن تعي الوقائع على الارض , سيما ونحن على أعتاب الانتخابات التشريعية , أن لا تشوش على العراقيين , أو تحدث خرقا ما , بأن الحزب الفلاني أو القائمة العلانية هي تابعة للمرجعية , وأن لا تفتي أية فتوى , قد يستغلها البعض من ضعاف النفوس , على أنها عنوان من المرجعية , وأن تكون على الحياد لجميع العراقيين .. وما خفي كان أعظم
|