سهام في جبين الصدر ... السهم الثالث (تغييب الوريث)


بعد أن تكللت جهود الخط المعادي للشهيد الصدر بالقضاء الجسدي على حياة السيد الصدر وحرضوا اجهزة النظام ضد السيد وافرغوا الساحة من حول المصلح تمهيدا لقتله بيد النظام وبتمويل لوجستي من كل صفوف الخداع الديني والاجتماعي التي توحدت سهامهم لتغرز في جبين صدرنا الغالي ويكون يوم الجمعة الدامي يوما حالك الظلام في تاريخ شعبنا المظلوم ... وكانت الفاجعه واستشهد الصدر وصدمت الجماهير وفرح النظام والحوزة الساكته التي لم تنبس ببنت شفه لهذه الجريمة الفضيعه واكتفت كعادتها بمنظر المتفرج المترقب بما تاتي به الايام لها من مكاسب بعد رحيل كابوسها محمد الصدر ..

مباشرة بعد اليوم الاول لشهادته قدس سره بدأت فصول مؤامرتهم الجديده والتي اسسوا لها .. ان الصدر مات ولم يخلف احدا بعده .. مات وترك اتباعه هملا وشارك بهذه المؤامرة الجهلة من اتباع الشهيد الصدر والذين وجدوا فسحة من الحرية بغياب الموجه القائد فانقسمت معسكرات تلك الفتنه الى عدة جبهات

الجبهة الاولى .. الحوزة الساكته واتباعها والتي حرصت بعد شهادة السيد على تثبيط المؤمنين عن العمل الرسالي وبينت لهم ان منهجها هو القويم في نصرة الحق من خلال السكوت ومطاوعة النظام وترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولسان حالهم يقول (( اشحصل محمد الصدر مات وخسرناه ! وانتم يا اتباعه راح تستاصلون واحدا بعد الاخر والنصر لنا نحن الساكتون )) 
وحرص هؤلاء على عدم اعادة فتح مكتب السيد بعد شهادته وهي الخطوة التي لم يفلحوا بها حيث سعى وريث السيد الشهيد وهو سماحة الشيخ اليعقوبي على اعادة فتح المكتب لاعطاء امل للمؤمنين بان الخط الذي بدأئه محمد الصدر هو حلقة واحده لا بد ان تليها حلقات تكمل تلك المسيرة .. فاستمر المكتب بالعمل باجازة الشيخ الفياض للشيخ و اداره سماحته بحنكتهه المعهوده و جمع المؤمنين واصدر عبر جامعة الصدر عده كتيبات منها الساحة بعد غياب المرجع وكتيبات توجيهه اخرى .. ومع الوقت فشلت مخططات تلك الجبهه في انهاء الخط الصدري بفضل حنكة قيادته الجديده والتي ادارته باصعب الظروف

الجبهة الثانية : النظام .. والذي بقي مترقبا للهياج الصدري الذي اراد له ان ينفجر فيقضي عليه ولكن الصدريون في غالبيتهم بقوا محافظين على هدوئهم والتزامهم باوامر قيادتهم فلم يحاولوا استفزاز النظام ليستاصلهم عدا بعض الاحداث التي حدثت كردود فعل عاطفية لشهادة السيد في البصرة وبغداد لكن الخط العام بقي محافظا عل هدوئه وتمكن من العبور في ثلاث سنوات بعد شهاده السيد والصدريون متراصون ملتحمون بقيادتهم الجديدة المتمثلة بجناب الشيخ اليعقوبي والذي ادار الملف الصدري بما يضمن له العبور الامن الى مرحلة العمل من جديد باقل الخسائر 

الجبهة الثالثة : وهم الجهلة من اتباع السيد الصدر والانتهازيين والنفعيين والذين رأى بعضهم في شهادة السيد الصدر فرصة للقفز على تركته وبعضهم فرصة في ادعاء اسمه فكان بعض المدعين الذين اوقعوا الصدريين في مطبات كثيرة والحمد لله فتاثيرهم كان قليلا وليومنا الحاضر وتعامل معهم سماحة الشيخ بمنتهى الحكمة والبعض من الجهلة حاول ربط الصدريين بالسيد الحائري مباشرة عبر وكالات كادت ان تودي باصحابها الى الاعدام واعدم بعضهم عبر استفتاءات نارية من الحائري لم تناسب وضع الداخل العراقي وتدعوا الى المواجهة المسلحة مع النظام عبر التفجيرات والقتال وكان هؤلاء يمثلون عدد كبير لا يستهان به من الصدريين نها سماحة الشيخ اليعقوبي عن التعامل معهم واوصى ابناء الصدر بالرجوع للمكتب في اي تحرك وان سياسة الشهيد الصدر لم تتبنى المواجهة المسلحة بل ان السيد الصدر كان له راي مخالف لتوجه الصدر الاول بالمواجهة مع النظام حيث كان يرى ان الاولوية لاصلاح المجتمع وتقريبه الى الله وربط المجتمع بالحوزة وان الصراع المسلح سيكون كالشعلة الواحدة التي ان انطفات سوف يظلم المكان وهو ما حصل بعد شهادة الصدر الاول حيث سبت شعبنا لسنيين بسبب قمع النظام لحركة الصدر الاول
وكل تلك الجبهات حاولت تغييب شكل ومواصفات القائد الجديد حيث شككت به وبمواصفاته رغم حذر سماحة الشيخ عن التصريح باجتهاده لكي لا يكون هدفا سهلا للنظام القمعي وكذلك كبت شهادة لقاء الجامعة له بوراثة الحوزة الصدرية عندما قال له السيد الصدر : الآن استطيع القول ان المرشح الوحيد من حوزتنا هو حناب الشيخ اليعقوبي الله يحفظة فلو بقيت الحياة الى يوم شهد له باجتهاده فلا اعدو عنه وهو الذي يجب ان يمسك الحوزة بعدي
ان دور الجبهة الثالثة كان هو الاكثر فان جهلة الصدريين ودنيوييهم هم من حاول تغييب تلك الشخصية رغم اعترافهم بفضلها وسبقها ودينها ووصية السيد لها .. الا انهم استيقنت بها انفسهم وجحدوا بها بغضا وحسدا ان يخلف الصدر مرجعا قائدا واعيا مثل المرجع اليعقوبي فاستمرت مساعيهم الى ان فرقوا الامة عن قائدهم واخترعوا لهم قيادات وهمية مصطنعه لا تسمن ولا تغني من جوع سرعان ما خانوها وتركوها عند اول امتحان وسوف يشهد التاريخ على هؤلاء بدورهم الافسادي ويشهد ايضا للمخلصين ثبات موقفهم في نصرة القيادة الحية التي وقفت معهم الى اخر الطريق ولم تتركهم في اصعب الظروف
نم قرير العين سيدي فنحن على العهد باقون
نم قرير العين سيدي فنحن بوريثك متمسكون
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد واله الطاهرين