قصيدة: أذيقار يا فجر صبح أفاض.. للشاعر ضياء الدين الخاقاني







أذي قار يا ملتقى المؤمنين .. على برج عزته قدْ رسا

أذيقار يا منبع الذكريات .. على رغم فانيه لن يدرسا

أذيقار يا فجر صبح أفاض .. لنا الحبّ لم يختزلهُ المَسا

أذيقار للحاقدين السقام .. وللمستريب بما أوجسا

سلمت فلم تك مِمَنْ يهون .. لطاغ تخطاه مهما قسا

لقد كنت تطحن هم الرجال ... فهلا سحقت عبيد الأسى

أذيقار بالعهد من رافديك .. أبَوا في سرى الروح أن تغرسا

ليقتلنا منك هذا الوجوم .. فافقك لا بدّ أنْ يشمسا

ويرعبنا ان تكون الضعيف .. وقد كنت فارسنا الأشوسا

وخلف ستار ظلام الحياة .. طلائع تكشف ما كدِّسا

فخلي التهاون انّ البطولة تأبي لمثلك أنْ يخنسا

أفض من شواطيك نور الحياة .. ظراماً تنير به الأنفسا

فأنك أعظم من أن تغور .. ونبعك لم يرض أنْ يُحبسا

وظلم الطغاة سريع الزوال .. ولا بدّ للحرّ أنْ يرأسا

أذيقار يرتاد منك الشباب .. مناهل للوعي اِنْ عرّسا

وكانت مواردك الغامرات .. مسار انتشاءٍ يذيبُ الأسى

وكان هديرك رمز النهوض .. وأمواجك الحُلُم المؤنِسا

وكنت ابتسامة يوم اللقاء .. واِن قطب الدهرُ أو عبَّسا

فما لشواطيك لا تستضيف .. لياليَ تجْمَعنا أو عسى

ويا ناصرية شعب الحضارة فاسمك بشرى لما أسسا

فصلى بمحرابك حشد الشهيد  .. وأرشد أهلَك أهلُ الكسا

وتلك العشائر أصل العروبة من حمير أصّلتْ مجلسا

ليطرب نشوان فخرُ العراق .. الى طهر أفق فما دنسا

قرأت نبؤات للأنبياء .. وصليتُ ميعادها محرسا

وبذرة بعث خليل النبيّ .. يؤسس منتظرا معرسا

فذيقار أول وحي الرسول .. يبارك نصرا لها قد رسا

وبيت الضيافة حلم الأنام .. فطبتَ بآل التقى مغرسا

ومالك أظرمت نار القلوب .. وأخرستهنّ فلن تنبسا

قرأتُ بعينيك بعض السطور .. وطارحت أوراقها أكؤسا

بأهوار دفئ لقاء الغرام .. صباح الحبيبة أو بالمسى

أذيقار أهلي وبيت القصيد .. فأطربْت في حبها أنفسا

وها انا عاشق خير النساء .. فمعشوقتي أرضها أشمُسا

.........................................................

* قصيدة: أذيقار يا فجر صبح أفاض

ديوانالعراق

للأديب العلامة المرحوم ضياءالدين الخاقاني

:1933المحمرة – 2008 النجف الاشرف.