أعتزال الصدر . أحباط سياسي ام لعبة انتخابية ؟


وقعت المفاجئة من الوزن الثقيل , لتمزق الواقع السياسي المضطرب والعصيب , وذلك في اعتزال زعيم التيار الصدري للسياسية وطلاقها بالثلاثة , ليتخلص من حبائلها ومكرها وتقلباتها , التي صارت السمة الابرز في المشهد السياسي المنافق . لاشك هناك دوافع واسباب , هيئت لقرار الابعاد عن الشؤون السياسة , والتفرغ لشؤون الدينية , ولحفظ سمعة آل الصدر من التلوث , ولكن قرار الانعزال , يثير جملة من تساؤلات مشروعة وغير مشروعة , بان القرار ياتي في المناخ الخطير , الذي يعصف بالعراق , وفي ظل اشتداد الازمة السياسية وتفاقمها , التي باتت تهدد العراق بالتمزق والانقسام , وكذلك ياتي ضمن اجواء الحملات الانتخابية , لبرلمان القادم , لذا نتساءل عن مغزى الحقيقي للانعكاف السياسي , وماهية الخيوط والدوافع التي تكمن خلف هذا القرار . هل هو روح الجزع والاحباط , من الفساد السياسي , الذي تصدر واجهة المشهد السياسي ؟ ويريد ايصال رسالة احتجاجية غاضبة ورافضة , من النهب والفساد والاختلاس والاحتيال , من الكتل السياسية المتنفذة , بما فيها كتلة الاحرار , الذين استغلوا المنصب الحكومي والبرلماني , لاشباع رغباتهم الذاتية , وكانوا دون مستوى الطموح والمسؤوليات , ولذا ياتي البيان , بصيغة البراءة من افعالهم , وكذلك ياتي بيان الاعتزال , بتحميل القادة الفاسدين , جريمة النهب والسلب لاموال الدولة وقوت الشعب , ومن التعامل السياسي المغشوش بالنفاق والدجل , ام ان هذا قرار الابتعاد , هو الهروب من التورط السياسي ؟ الذي ادخل الاحزاب الدينية , في نفق مظلم , وفشلوا في معالجة مشاكل الشعب , ولهذا جاء الانعزال , في سبيل ابعاد رجال الدين عن السياسة , وفصل العمل السياسي عن العمل الديني , حتى يتخلصوا من المناخ السياسي العراقي , الذي اتسم بالاحابيل والتشهير والقذف والتخبط , الذي اوصل بعضهم الى اسفل درجات الحضيض , واصاب بالصميم سمعة ومنزلة ومكانة رجال الدين , لان بعضهم حول الدين الى بضاعة , يتاجر بها وفق منافعه السياسية والشخصية الضيقة والذاتية , وياتي هذا القرار الاعتزال , في سبيل ابعاد العمامة الدينية , من التدخل في الشؤون السياسية , وبذلك يفتح الباب لانفصال الدين عن السياسة , والتفرغ للشؤون الدينية , بعد ما استخدوا الدين والطائفة والمذهب بابشع صورة , مما زادت مشاكل العراق الى اكثر خطورة , مما فقدوا مصداقيتهم وشعبيتهم , لانه لا يمكن ابتلاع الدولة , لمنافع دينية ضيقة . ام ياتي قرار الاعتزال ,ضمن لعبة سياسية وخاصة ونحن على ابواب الانتخابات البرلمانية ؟ وخاصة بعدما ظهر الزيف في الدعاية الانتخابية , بالتنافس غير الشريف , في استخدام اموال الدولة وامكانياتها ونفوذها , من اجل شراء اصوات انتخابية , كما تقوم به قائمة أئتلاف دولة القانون , في وضح النهار , دون ان تخشى من المفوضية العليا للانتخابات , او من الكتل السياسية المشاركة في الانتخابات , كأن العراق اقطاعية مسجلة باسم المالكي وحزبه , ولهذا السبب , يتضمن بيان الاعتزال اقوى الصفات الوحشية , التي وصمت المالكي , بالدكتاتور الطاغي والمستبد , وكما وصف فترة حكمه لثماني اعوام , بشرسة الارهاب الدموي والفساد المالي , وضياع القيم والاخلاق في بحر النفاق والكذب . ان انسحاب الصدر من العمل السياسي , سيؤثر سلباً على وجود المالكي في هرم السلطة , ويمزق اطماعه في تجديد ولايته للمرة الثالثة , وبذلك ستشتد الضغوط , من اجل اتخاذ المالكي قرار مماثل , بالتنحي والانسحاب من عمل السياسي , حفاظاً على وحدة العراق من التدمير والخراب , وليفتح باب الانفراج السياسي , لان بقاء المالكي في دفة قيادة العراق , سيكون بمثابة صب الزيت على النار , ليحترق العراق بعمومه . فمن الطبيعي ان تكون لهذا الانعزال السياسي للسيد الصدر , بمثابة حرق اوراق المالكي , لانها تعطي فرصة العقل والتفكير والروية ,للناخب العراقي ان يصوت لصالح العراق وهويته الوطنية , التي مزقها المالكي من اجل التمسك بالكرسي