داعش تصوت للمالكي انتخابياَ!


تعدد القوميات والمذاهب والديانات واختلاف تطلعات هذه الشرائح في الوسط العراقي، جعل هذا الوسط مستمراً بحفاظه على قيمه، ومبادئه رافضا ً التنازلات التي يقدمها البعض من أجل مأرب شخصية، مدافعا ً بالسر والعلان، ضد من يحاول المس بكرامته.  
عمق المشهد السياسي في العراق، غاية في التعقيد، لدرجة أن أتخاذ القرارات المهمة والتي تلامس حياة مواطنيه، أكثر ما تكون أرتجالية، أنفعالية، خالية من الرؤية والتمعن في أصدارها.
 هنا تبرز الأقطاب المفصلية، تميط اللثام لقطف الثمار! لكن أي ثمار تلك؟ أنها ثمار الفشل دون أدنى شك، ومن بين تلك الأخفاقات الكثيرة، هو خلق أزمة تشغل حيز من فراغ الرأي العام، يصورها خالقها، بأنها ستظل الفيصل ودون القضاء عليها لا يمكن لعجلة التقدم أن تدور.
ولكم أن تسألوا عما وراء التنازلات المذلة، التي قدمها دولة رئيس الوزراء "نوري المالكي" أبان حجه الى الأنبار بعد المماطلة وتسويف مطالب أهلها، أكثر من سنة، فتلك الفقاعة التي يجب ان تنتهي قبل أن تنهى، ونتانة تلك التظاهرات، أصبحت قرب الأنتخابات النيابية مشهد وطني، وحق دستوري ومن واجب الأستاذ المالكي تنفيذها!
ربما لخسارة المالكي جمهوره الشيعي، نتيجة تخبطه السياسي وأتخاذه قرارات أرتجالية، خالية من الحكمة، دعاه الى كسب بعض الجماهير السنية، التي يمني نفسه بها، لكن أمانيه من المستحيلات السبع! فهل من المعقول أن يصوت له الضابط البعثي الذي أعاده؟! متاجرا بدماء أبناء الجنوب التي اراقها البعث الصدامي الكافر، وهل من المعقول أن يصوت له الأرهابي المعفو عنه الذي ذبح "ولد الخايبة" ، وهل من المعقول أن يصوت له جمهور احمد العلواني بعد اطلاق سراحه؟ وتحويل محاكمته من بغداد الى الانبار، وأخيرا وليس اخرا هل يعقل أن يصوت للمالكي جمهور أسامة النجيفي ؟!
الأحداث المتوالية وحجم التنازلات، والمتاجرة بدماء الأبرياء، ترسم للعاقل وغير العاقل والمهتم وغير المهتم، صورة "مسيلمة الكذاب" الذي يحاول بكل وسيلة شرعية،او غير شرعية، شغل الرأي العام بالتناقضات، التي دفعت به الى الخلف عله يعود الى الصدارة، وهذا أيضا من المستحيلات السبع! "مسيلمة الكذاب" أرتدى لباس التشيع لاثارة عواطف أغلبية الشعب العراقي، ربما نجح في ذلك أبان ولايته الثانية، لكن شيعة العراق بات التلاعب بوعيهم يثير الخصومة بينهم وبين المالكي، ويجعل من المالكي صلب قابل للكسر .
دولة الرئيس يجب أن تفهم: أن الهجمات التي شنتها قيادات دولة القانون، أصبحت هجمات مرتدة، لن ينفع معها دفاعك الضعيف، الذي تحتمي به، المنشطات والعقاقير الطبية المسكنه لا تجدي نفعاً، فخروجكم من دوري النخبة بات وشيكاً لأن الفرصة قد أنتزعت، والهدف صار محققاً، التغيير ولا شيء سوى التغيير.