فقهاء الحكام وفقهاء العوام..(٧) خط الشهادة.. المرتكزات والمسارات.. بقلم/ السيد عصام احميدان الإدريسي

 

 

 

 

 

 

                                

العراق تايمز: كتب السيد عصام احميدان الادريسي..

خط الشهادة.. المرتكزات والمسارات

إن الله سبحانه وتعال عندما أوجد خط الخلافة العامة للإنسان, لم يترك الإنسان يتصرف بمطلق الحرية, أو أنه لم يُجز له صياغة أساس التشريع, وذلك لأنه أراد حماية مسيرة الخلافة العامة للإنسان من الزيغ والانحراف وتوجيهها نحو أهداف الخلافة الرشيدة.

فما هي المرتكزات العامة لخط الشهادة ؟  (1) ثم ما هي مسارات الخلافة الإنسانية في تفاعلها مع خط الشهادة، منذ الخليفة الأول آدم عليه السلام إلى المرحلة الراهنة (2) ؟

(1)                   المرتكزات العامة لخط الشهادة :

لقد صنف القرآن الكريم الشهداء إلى ثلاثة أصناف بناء على الآية الكريمة التي يقول فيها الله سبحانه وتعالى: ﴿إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للّذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء﴾(المائدة،آية 44 ) .

وقد استوحى السيد الشهيد محمد باقر الصدر رض في بحثه ( خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ) من كتاب ( الإسلام يقود الحياة ) ،  على ضوء هذه الآية الكريمة أن عناصر خط الشهادة هي:

1) الأنبياء عليهم السلام .

2) الأئمة عليهم السلام  باعتبارهم  الامتداد الرباني لخط الشهادة على مستوى الدور لكن من دون نبوة.

3) المرجعية باعتبارها الامتداد الرشيد للنبي والإمام في خط الشهادة من غير عصمة.

هذا بالنسبة لعناصر خط الشهادة, على امتداد حركة الزمن والتاريخ, أما المرتكزات العامة لهذا الخط فقد لخصها السيد الشهيد في ثلاثة مرتكزات تحدد حجم ومساحة الدور الرسالي لعناصر الشهادة وهي:

أولاً: استيعاب الرسالة السماوية والحفاظ عليها :

ذلك لأن الله سبحانه وتعالى لما أراد حماية مسيرة الاستخلاف من الانحراف, أعطى للإنسان محتوى رسالياً, يستهدي بهداه ويستضييء بنوره,فكان لابد للرسول أو النبي الذي هو حلقة وصل بين الله والإنسان أن يكون مستوعباً لكل الخطوط العامة للرسالة وللخطوط التفصيلية التي أراده الله أن يعلمها, لتكون حاضرة في وعي النبي ومن ثم في نهجه وسلوكه, فاحتاج بذلك لأداء هذا الدور إلى العصمة التي هي من لطف الله والتي تجعل من النبي (مجسداً للرسالة بقيمها وأحكامها في كل سلوكه وأفكاره ومشاعره وغير ممارس لا بعمد ولا بجهالة أو خطأ أي ممارسة جاهلية ولابد أن تكون هذه النظافة المطلقة متوفرة حتى قبل تسلمه للنبوة والإمامة لأن النبوة والإمامة عهد رباني إلى الشخص)(الإسلام يقود الحياة ، ص: 134)، ومن هنا كان اشتراك النبي والإمام في العصمة وإن كان الإمام لا يرتكز على الاتصال المباشر مع الوحي في دائرة النبوة..

 يمارس المرجع الرشيد نفس دور النبي والإمام في استيعاب الرسالة السماوية والحفاظ عليها, غير أنه ينفصل عنهما في مستوى العصمة, فاستيعابه لرسالة هو تعبير معين عن فهم محدد للنصوص, واجتهاد قائم على قواعد خاصة بالاستنباط.. كما أن المرجعية الرشيدة لا تنطلق في أداء دورها من التعيين الإلهي, وإنما تنتقل لأداء دورها بناء على قرار من الأمة, ولا يعني ذلك أن المرجع الرشيد يتوصل إلى ملكة الاجتهاد ومقام المرجعية باختيار الأمة, وإنما حديثنا ينحصر في مستوى الدور القيادي للمجتمع الإسلامي, والحفاظ على الهوية الحضارية للجماهير ومطالبها في الحرية والعدالة.. وهو ما يعبر عنه السيد الشهيد بقوله: (ومن هنا كانت المرجعية كخط قراراً إلهياً والمرجعية كتجسيد في فرد معين قراراً من الأمة)( الإسلام يقود الحياة ، ص: 133) كما أن الأمة هي التي تتأكد من انطباق الشروط الشرعية في المرجعية, وتنقاد إليها من خلال التقليد والأخذ عنها الأحكام الشرعية والتكليفية, وهذا ما يجعل المرجعية الرشيدة في عصر غيبة المعصوم امتداداً نوعياً في مسيرة خط الشهادة. (فالنبي والإمام معينان من الله تعالى تعييناً شخصياً وأما المرجع فهو معين تعييناً نوعياً أي أن الإسلام حدد الشروط العامة للمرجع وترك أمر التعيين والتأكد من انطباق الشروط إلى الأمة نفسها) (الإسلام يقود الحياة ، ص: 133 ) .

ثانياً: الإشراف على ممارسة الإنسان لدوره في الخلافة ومسؤولية إعطاء التوجيه بالقدر الذي يتصل بالرسالة وأحكامها ومفاهيمها..

ذلك أن دور الشهيد هو الرقابة على حركة الأمة في ممارستها لمهمة الاستخلاف, ولا يعتبر توجيه الشهيد للأمة حقاً مطلقاً, وصلاحية غير محدودة ومنضبطة بضوابط دقيقة, وإنما يتحدد دور الشهيد بالسقف الشرعي لعملية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفقاً للآليات والحدود التي رسمتها الشرعية الإسلامية.. أما ما يرتبط بدور المرجع في الخلافة العامة للإنسان, فذلك يتحدد بمستوى الامتداد الشعبي والثقة الجماهيرية في قيادة المرجع, وقدرته على تأطير النضال الاجتماعي والسياسي, ودفعه نحو تحقيق أهدافه وغاياته.

ثالثاً: التدخل لمقاومة الانحراف واتخاذ كل التدابير الممكنة من أجل سلامة المسيرة

ذلك لأن الشهادة هي الارتكاز في مقام التوجيه والعمل على مرجعية فكرية تشريعية, بحيث إذا ما انحرفت الأمة في أداء دور الخلافة العامة عن الرسالة الإلهية, ومقتضيات الخلافة, فان واجب الشهيد التدخل بمختلف الوسائل لإعادة الأمة الى الطريق الصحيح والاستقامة في خط الرسالة.. ولذلك فإننا قد نشهد توسعاً في حجم ودور الشهيد خلال مرحلة تاريخية معينة, بحيث تصل به إلى القيادة السياسية والاجتماعية لحركة الثورة أو الدولة. كما أننا قد نشهد اقتصار الشهيد على دور الرقابة من خارج دائرة السلطة, وذلك تبعاً لتقدير الشهيد لحجم التحديات الذاتية والموضوعية التي تواجه حركية الإسلام في الأمة, وموازنة الأضرار الناجمة عن كل قرارٍ أو سلوكٍ ينتهجه الشهيد في أداء دوره.. ولذلك نلاحظ على امتداد الزمن والتاريخ اشتباكاً بين خطي الخلافة والشهادة, وهذا ما سنعرض له في الفقرة الموالية : أي مسارات خط الشهادة على الأمة في أدائها لدور الخلافة العامة.

(2) مسارات خط الشهادة على الاستخلاف الإنساني

لقد تتبع السيد الشهيد الصدر رض  مسار خط الشهادة في اشتباكه مع خط الخلافة على امتداد التجربة التاريخية للنوع الإنساني على الأرض, وقد استطاع أن يرصد خمس مراحل لمسارات هذه التجربة وهي كالتالي:

مرحلة الحضانة والتمهيد لدور الخلافة:

كما هي طبيعة الإنسان في تدرجه نحو الكمال, وتشكل وعيه في مخاض التجربة ومعاناة الواقع, فان آدم عليه السلام الخليفة الأول على الأرض ، لكونه لا يمتلك الجو الذي يحتضن الإنسان في طفولته ، لانعدام الأبوة والأمومة ،  والاندماج ضمن دائرة العلاقات الاجتماعية، فان الله سبحانه وتعالى أجرى في آدم نفس السُنة الطبيعية الدارية على بني آدم, فهيئ له التجربة الأولى, التي من خلالها انفتح وعي آدم على التحديات الداخلية فيما هي حالة الانجذاب والإغراء النفسي والتحديات الخارجية فيما هي الأطراف الاستكبارية والشيطانية التي تحيط بالتجربة الإيمانية للنوع الإنساني.. فمثلت الجنة دار الحضانة الاستثنائية التي وجد (فيها التنمية والتوعية التي تؤهله لممارسة دور الخلافة على الأرض من ناحية فهم الحياة ومشاكلها المادية ومن ناحية مسؤولياتها الخليقة والروحية)( الإسلام يقود الحياة ، ص: 137 ).

مرحلة الفطرة والوحدة من الخلافة:

ان وحدة النوع الإنساني ووحدة الاستخلاف من القضايا الوجدانية المرتكزة في الفطرة الإنسانية, كما أن قوة الدفع الأولى التي أعطاها آدم عليه السلام للتجربة البشرية, لاشك أنها ساهمت في صياغة الوعي الإنساني على قاعدة الاستقامة وفق المرتكزات الفكرية في السلوك, والتزام الوحدة في العلاقات الاجتماعية، ليتأسس بذلك مفهوم الأمة, بكل ما يعنيه هذا المفهوم من معنى, إذ قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا﴾(سورة يونس ، آية  19) وقوله تعالى: ﴿كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه﴾(سورة البقرة،آية 213 ).

مرحلة الاختلاف والتشتت:

وقد أشارت الآيات السابقة إلى ذلك, إذ انحرفت المسيرة الإنسانية عن خط الفطرة والوحدة, واحتاجت إلى من يرشدها إلى الصراط المستقيم، وتقويم حركتها في نطاق الاستخلاف.. وهذا ما جعل الله سبحانه وتعالى يرسل عناصر خط الشهادة من أنبياء ورسل وأئمة وعلماء الشريعة الإسلامية..

مرحلة العودة الى مجتمع التوحيد:

لقد ساهم جو الصراع والاستغلال الاجتماعي والتسلط السياسي في تحريك خطوط المقاومة والثورة في الأمة, غير أن هذه الخطوط تميزت معظمها بالاستناد إلى خلفيات غير رسالية, كالخلفية الطبقية أو القومية والعرقية وما إلى ذلك, فما يتحول أحد هذه الخطوط من موقع الثورة إلى موقع الدولة, إلا يعيد نفس التجربة السابقة من احتكار للقوة وتسلط اجتماعي وسياسي. غير أن حركة الشهداء من أنبياء ورسل انطلقت في هذه الأجواء من دوافع رسالية سامية, في سبيل إعادة التجربة الإنسانية إلى مقومات الوحدة والانسجام ومنطلقها الأساسي العبودية لله تعالى المسيطرة على الفطرة الإنسانية منذ تشكلها الأول. وقد مارس الأنبياء والأئمة دور الشهادة وكذا الخلافة العامة, لأن السيد الشهيد يجعل من التعيين الإلهي والعصمة محدداً جوهرياً لاندماج خطي الخلافة والشهادة في من تتوفر فيه هذه الخصائص والمحددات.. غير أن النبي يبقي ملزماً بانتهاج الشورى في ما يتعلق بممارسة دور القيادة في ما بعد الخلافة, وهنا يتبين لنا أن رأي السيد الشهيد مخالف لمن يقول بأن أمر الله النبي باتباع الشورى هو على نحو الاستحباب والتعليم, ولا يلزم النبي باتباع نتائج الشورى لدلالة قوله تعالى: ﴿فإذا عزمت فتوكل على الله﴾(آل عمران / 159) إذ يقول السيد الشهيد: (وقد أوجب الله سبحانه وتعالى على النبي - مع أنه القائد المعصوم - أن يشاور الجماعة، ويشعرهم بمسؤوليتهم في الخلافة من خلال التشاور)( الإسلام يقود الحياة ، ص: 145 )، كما أن الشورى الملزمة للنبي – على رأي السيد الشهيد - تدل على أصالة الاستخلاف الإلهي للنوع الإنساني, فإن دلالة البيعة للنبي لا تقل عن الأولى في ذلك, لأن البيعة هي شكل من أشكال التعاقد والالتزام, وتعني تفويض السلطة من المجتمع إلى القيادة, على أن يترتب على هذه البيعة حقوق والتزامات، فيما هي الطاعة والانضباط للقيادة من جهة, والتزام القيادة خط العدل والشورى في ممارسة الدور القيادي لذلك يقول السيد الشهيد: (البيعة للقائد المعصوم واجبة لا يمكن التخلف عنها شرعاً ولكن الإسلام أصر عليها واتخذها أسلوباً من التعاقد بين القائد والأمة لكي يركز نفسياً ونظرياً مفهوم الخلافة العامة للأمة)( الإسلام يقود الحياة،ص 146).

مرحلة الوصاية على الثورة:

وقد مثل هذه المرحلة الأئمة والأوصياء، الذين هم ظاهرة ربانية ثابتة على مر التاريخ، وقد اتخذت شكلين أساسين وهما:

شكل النبوة التابعة لرسالة النبي القائد.

شكل الوصاية بدون نبوة:

وقد اتخذ هذا الشكل النبي صلى الله عليه وآله  بأمر من الله تعالى, فعين أوصياء الإثني عشر من الأئمة أهل البيت (عليهم السلام) الذين مارسوا نفس دور النبي الرسول من دون نبوة جديدة ، أو انبثاق لرسالة جديدة ، وقد استطاعوا بناء على مقومات شخصيتهم المتميزة والعظيمة ، وانطلاقاً من دعامة العصمة التي رافقت حركتهم ومسيرتهم في الحياة, من تحقيق هدف المحافظة على خط الشهادة ، ودعوة الناس الى الاستقامة في طريق الرسالة.

 

مرحلة المرجعية الرشيدة:

وهي المرحلة الراهنة من تاريخية التجربة البشرية على الأرض, وتعتبر المرجعية الرشيدة الامتداد الرباني للنبوة والإمامة على خط الشهادة.

ومن هذا المطلق, تقع أعباء ومسؤوليات على المرجع الرشيد تفرض عليه أن:

أولاً:

أن يحافظ المرجع على الشريعة والرسالة، ويرد عنها كيد الكائدين وشبهات الكافرين والمنحرفين(الإسلام يقود الحياة ،ص: 152).

ثانياً:

أن يكون مشرفا ورقيباً على الأمة.. وبمقتضى ذلك ينبغي أن يعيد الأمة إلى صراطها المستقيم (إذا انحرفت عن طريقها الصحيح إسلامياً وتزعزعت المبادئ العامة لخلافة الإنسان على الأرض)( الإسلام يقود الحياة،ص: 152 ).

ثالثاً:

أن يكون المرجع في بيان أحكام الإسلام ومفاهيمه مجتهداً ويكون اجتهاده هو المقياس الموضوعي للأمة من الناحية الإسلامية (..) باعتباره الممثل الأعلى للإيديولوجية الإسلامية)( الإسلام يقود الحياة ، ص: 152 ).

وهكذا يكون السيد الشهيد, قد رسم لنا في وعينا مساراً واضحاً لخطي الخلافة والشهادة فأمكن بذلك, وعلى ضوء ما تقدم في هذا البحث, صياغة الملامح الأولية للمشروع السياسي الإسلامي في عصر الغيبة الكبرى, بناء على أطروحة متميزة وأصيلة, تجمع في طياتها بين حركة الأمة واختياراتها, وبين حركة المرجعية الرشيدة وشهادتها على الواقع والأمة, وستعمل على ذكر الخطوط العريضة لذلك في شكل نقاط أساسية كالتالي:

1- خط الخلافة ينتقل في عصر الغيبة الكبرى إلى الأمة, باعتبارها صاحبة الخلافة العامة.

2- إذا كانت الأمة مقصية عن هذا الحق فيتولى المرجع رعاية هذا الحق في الحدود الممكنة, ويكون مسؤولاً عن تربية هذا القاصر وقيادة الأمة لاجتياز هذا القصور وتسلم حقها في الخلافة (الإسلام يقود الحياة ،ص: 152 بتصرف) ، ومن خلال ذلك يتبين أن السيد الشهيد يتبنى اتجاه الجعل العقلي لولاية الفقيه على الأمة, والذي يجعل من الضرورة في حفظ النظام العام أساساً لحدود هذه الولاية وامتداداتها.

3- إذا حررت الأمة نفسها من سيطرة الطاغوت, فان خط الخلافة ينتقل إليها فهي التي تمارس القيادة السياسية والاجتماعية بتطبيق أحكام الله على أساس الركائز المتقدمة للاستخلاف الرباني(الإسلام يقود الحياة ، ص: 153).

4- تمارس الأمة دورها في الخلافة العامة, وفقاً لخط الشورى الذي أكدت عليه آيات الشورى(34) وينتج عن ذلك الأخذ بمبدأ الشورى وبرأي الأكثرية عند الخلافة(الإسلام يقود الحياة ، ص: 153 بتصرف ) وليس مبدأ الأكثرية أداة لاختيار الأسس التشريعية، وإنما هي مرجح في تحديد آليات اتخاذ القرار وتنفيذه.

5- تتوزع في عصر الغيبة مسؤوليات خطي الخلافة والشهادة بين المرجع والأمة، بين الاجتهاد الشرعي والشورى الزمنية(الإسلام يقود الحياة ،ص: 153) فالنظام السياسي الإسلامي, لا يؤمن بالولاية المطلقة للفقيه بعيدا عن حركة الأمة, كما لا يؤمن بالشورى المطلقة في حركة الأمة بمعزل عن ولاية الفقيه, لترافق خطي الخلافة والشهادة وتلازمهما في مسار التجربة الإنسانية واستجابة للإرادة الإلهية.

6- لا ينبغي تجميع خطي الخلافة والشهادة في المرجع، لأن في ذلك إنتاج للمشروع المعصومي ، مع غياب عمقي هذا المشروع وهو التعيين الشخصي والعصمة, كما لا ينبغي فصل خطي الخلافة والشهادة, وجعل الأمة تمارس الخلافة دون شهادة المرجع, لأن في ذلك إنتاج للمشروع الديمقراطي الغربي الذي يرفضه الإسلام, لكونه غير مضمون وقد ينفتح من خلال اختيارات الأمة وسلطتها المطلقة على مساحات الكفر والانحراف الذي لا يرضاه الله تعالى.. وللمرجع الحق في ممارسة دور الخلافة لا بصفته مرجعاً ولكن بصفته جزءاً من الأمة, وبقدر ماله من وجود في الأمة وامتداد اجتماعي وسياسي في صفوفها(الإسلام يقود الحياة ،ص: 153).