العراق لا يحتاج الى قائد معجزة

الهروب من الواقع بأفتعال ازمات لاقيمة لها امام مشاكل وازمات البلد المستفحلة و من ثم أشغال الرأي العام بها هو الفشل السياسي بعينه اما ان يمسك الشعب بهذه الازمة المفتعله ويصب كل غضبه و جهوده للتغلب عليها هو العجز بذاته وما اكثر هذه الازمات الفارغة والبطولات الشعبيه الخداعة .
لاكثر من عشر سنوات والعراق يعيش الازمات المفتعلة الواحدة تلو الاخرى و الشعب في هيجان مستمر والساحات تعج بالهتافات و المظاهرات والمسيرات والخطابات والقنوات الفضائيات تطبل لها و البلد في حالة من الهرج والمرج ليس له اول ولا اخر بيحث اصبحت الحياة لا تطاق لافتقاد الامان واستمرارية القلق النفسي .
الازمات المفتعلة اصبحت من اختصاص الساسة والبرلمان و الوزراء والاعلام على حد سواء لابعاد الشعب عن قضاياهم الاساسية والمصيرية .
كلنا تابع ازمة تقاعد البرلمانيين وامتيازاتهم الغير قانونية وال لا شرعية وهبت الجموع الشعبية تطالب بالغاء هذا التقاعد و هذه الامتيازات ولاكثر من سنه والكل يدلو بدلوه غيضا و شتما ,الا ان اصحاب القرار الذين بأيادهم الحل والربط في غايه السعاده لكون الشعب اصبح شاغله الاوحد هذه القضية وهم على يقين من امكانية الغاء هذه السرقات باسم التقاعد والامتيازات بجلسه لا تتجاوز النصف ساعة و يا دار ما دخلج شر ولكن كيف ؟ وهم من اختلقها للتغطية على جرائمهم الاخرى بحق العراق وشعبه لا بالعكس اخذوا يسعون لتأزيمها واستمرارها وصب الزيت على نيرانها وبكل خبث لجعل الشعب في دوامة التظاهرات ولايهامة بدستورية الديمقراطية وحق التظاهر وبهذه المعجزة ينسى الازمات الاخرى التى يعيشها وعدم المطالبه بحقوقه .
ولكن يا شعبي العظيم
هل سألنا انفسنا ايهما افضل للانشغال به غياب الامن ام التقاعد .
الفقر و البطاله التي تفترش الطرقات ام التقاعد .
عدم اقرار الميزانيه والموازنه واعلان العراق عجزه وافلاسه ام التقاعد .
اخفاق الوزارات كافه وعدم تقديم اي منجز يستحق الذكر ام التقاعد .
الاهمال الصحي وانتشار الامراض التى تعصف بالشعب ام التقاعد .
العجز في اصلاح التعليم وفشل وزارة التربية في بناء مدارس تناسب اطفال العراق ام التقاعد .
كثرة الجامعات بمناهج القرن الثامن عشر التي اكل الدهر عليها وشرب وكثرة الخريجين وعدم وجود مؤسسات لاستيعابهم ام التقاعد .
الجفاف الذي ضرب الاراضي الزراعيه واهمال الزراعة بصورة عامة وجفت النخله التي هي رمز خير العراق واعتبار العراق بلد مستورد 100% للطماطم والخيار ام التقاعد .
عدم وجود صناعة واهمال المصانع وحصحصة المنشأت وبيعها خرده وجعل العراق بلد غير منج وشعب مستهلك ام التقاعد .
ايهما افضل الاحتجاج على عدم البناء و الاعمار وضياع حقوق الشعب التي نص عليها الدستور كحق السكن والتعليم والعلاج والعمل ام التقاعد .
ازمة الانبار و الفلوجة واعتماد رجال العشائر الذين هم هم من جندهم صدام لضرب الشعب في تزويد الجيش بالمعلومات الغير دقيقة ام التقاعد .
القضاء على الارهاب والتفجيرات والتفخيخات المستمرة التي حصدت الارواح البريئة ام التقاعد .
عدم محاسبة الوزارات الخدمية الفاشلة ام التقاعد .
سرقة اموال الشعب الطبيعية و تهريب البترول والعقود النفطية الوهمية والمنشأت التي هي حبر على ورق ام التقاعد .
اهمال الثقافة بكل اشكالها وكافة مجالات التنمية ام التقاعد .
عدم سن القوانيين التي تهم بناء البلد والعمليه السياسية كقانون الاحزاب وقانون الاعمار و الاستثمار والضرائب وغيرها ام التقاعد .
عدم محاسبة الاخوة الكرد بالتصدير ومنذ عشر سنوات واستحقاقهم 17% مستمر بدون ان نعرف عددهم الحقيقي كم ام التقاعد .
عدم محاسبة المقصريين من وزراء الكتل السياسية كالكرد والصدريين و القانون والعراقية وغيرهم ام التقاعد .
عدم وجود احصائيات دقيقة تخدم العراق في التنميه والبناء والسياسة ام التقاعد .
استفحال و تنوع مصادر الطائفية كالطائفية المذهبية والدينيه والقوميه والجغرافية ام التقاعد .
اليس من المنطق ان نحاسب العملية السياسية برمتها حول غياب رئيس العراق وحسب ما جاء بدستورهم ام التقاعد .
ناهيك عن من اختلس وهرب او اجرم وهرب او اضر بالمصلحة العامة وهرب ام التقاعد .
من منا قام بمحاسبة الرموز الدينيه لاستغلالهم مشاعرنا النبيلة لمحبة ال البيت وجرنا لمتاهات ما انزل الله بها من سلطان بأسمهم متناسين ان اهل البيت اول من دعا للتعليم والعلم والمنطق والفهم الصحيح للاسلام واول من طالبوا بحقوق المظلومين والمهمشمين
كل هذه الازمات الحقيقية تركها المواطن العراقى للاسف و تمسك بالغاء التقاعد البرلماني وهذا ان دل على شئ يدل ان الشعب العراقي لا يعرف حقوقه ولا يفكر بواجباته ولا يعي اصلا اهمية التوكيل الذي فوض به النائب ليمثله في البرلمان .
وللاسف ايضا الحكومة وساستها و وزرائها و اعلامها لها الدور الفاعل بهذا التجهيل فتركت الشعب على عماه بحيث يصبح حلمه الاول والاخير هو الغاء تقاعد البرلمانيين .
اليس من الاجدر بك يا شعبي ان تحاسب الوزراء على عدم تقديمهم الخدمات ويتقاضون الرواتب والتقاعد والامتيازات اليس من الاجدر بنا ان نحاسب الرئاسات الثلاثة على عدم قيامهم بواجباتهم المناطة بهم ماذا قدموا لنا الوزراء والمدراء والعمداء غير التجديل والتضليل و الفساد وهم ينعمون برواتب ومخصصات وسفريات ليس لها مثيل في العالم.
هل سمعتم بوزير ومن لف لفه حاسب موظف على تقصيره في عمله اوعن سوء معاملته للمواطنيين ؟ وهل سمعتم وزير لم يسافر او ست مرت بالسنه باسم التطوير والاطلاع على احدث التقنيات ؟ واين هذا التطوير المسبب لهدر المال العام ؟
ابسط موظف اليوم لا يجرأ مواطن عادي مخاطبته ولكن لم نسمع يوما بأن اشكال هؤلاء قد حاسبه رئيس العملضاعت الاخلاق وتسيدت المحسوبية والمنسوبيه وامام عين الوزراء والمدراء ولا من رادع لهذه الافة.
اين هي خطط الوزراء لوزاراتهم ؟ وان وجدت ماذا انجزوا منها ؟ ومن حاسبهم على الميزانيات المهوله المستلمه ؟ و بالمقابل نسبة الانجاز في اغلب الوزارات 0% .
لو فعلا نريد ان يكون بلدنا بخير ان نرصد كل هذه السلبيات والازمات ومحاسبة المقصرين لا ان نترك الحبل على الغارب ونمسك بالتقاعد الذي لو فعلنا كل ما ذكرت يكون في النتيجة ملغى تلقائيا لخوفهم من وعي الشعب .
هل تعرف الحكومة كم عدد نفوس العراق وكم مدرسة لابد ان تشيد ومستشفى وملعب و وحدة سكنيه بمرافقها الخدميه كالماء والكهرباء والمدارس والاسواق ؟ لو كانت الدولة راعية والحكومة حريصة على العراق لكان أول ما تسعى اليه هو الاحصاء السكاني والاقتصادي و الزراعي والتعليمي لكن الخوف يعتريهم من النتيجة .
النتيجه المرعبه لكراسيهم لانها تهز ما بنيت عليه العمليه السياسيه فأن كانت نسبه السنه اقل من الشيعة او العكس يكون نسبة التمثيل النيابي اقل وان عرفنا نسبة سكان الاكراد لكان ال 17 % التى يتقاضونها اقل بكثير استنادا لنفوسهم او يمكن اكثر فتزداد وهذا يعني على حساب مصالحهم الخاصة وكراسيهم البرلمانيه اهمل الاهم وضاعت الحقائق وضاع معها بناء العراق .
المفروض من المثقفيين ومسؤولي منظمات المجتمع المدني ان يكونوا اذكى في توجاتهم وتشكيلهم الرأي العام الجمعي وعدم جرهم الى ازمات تفتعلها لعبة سياسية لم نرى مثيلها في العالم على الاطلاق .
الحالة التي نعيشها اليوم تذكرني بفلم مصري بعنوان الهروب قام ببطولته الفنان الراحل احمد زكي ومختصر الحتوته تدور حول سجين هو كلما تحدث ازمة خانقة في البلد تعمد السلطه على تهريب السجين اياه من السجن لاشغال الرأي العام به وابتعادهم عما يجري في البلد .
اما من جسد قذارة اللعبة السياسية التي نعيشها اليوم بكل مهارة وحرفية هو الكاتب البريطاني جورج اورويل في روايته مزرعة الحيوانات التي يجسد بها مظلومية العامة على لسان الحيوانات ومن يسبب الازمات و يغتال الاحلام بلعبة سياسة قذرة فهم الاقذر بين الحيوانات نعم الاقذر لانهم من فصيلة الخنازير .
اما من سيكفر بالديمقراطية بعد افلاطون فعلى ما اعتقد سيكون الشعب العراقي لانها كما تسببت بقتل سقراط بالسم بعد التصويت على حكم الاعدام ستقتلنا قهرا بهذه التظاهرات التى لا تؤدي الغرض المطلوب ان لم ننتبه لوعي شعبنا ومعرفة قضايانا وتقديم الاهم على المهم .
العراق ليس بحاجة أذن لبطل خرافي ولا قائد معجزة ولا رمز خيالي لكي ينشله من هذا الواقع المرير لاننا ادركنا ان الشخص الواحد لا يمكن ان يغير واقعنا الا اذ نحن غيرنا أنفسنا فالعراق بحاجه الى شعب واعي يعرف بالضبط ماذا يريد وكيف يرصد و هذه مهمة تقع على عاتق كل عراقي يحب العراق ان يبدأ بتغيير نفسه اولا ومن الان
إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ
والا فكيفما تكونون يُولـّى عليكم