ألإعجازات ألعلمية ألجديدة للقرآن وألسنة:



أستلمت رسالة ألكترونية من صديق متديّن تحت عنوان من معجزات الرسول الكريم وأرفق مع الرسالة صورة فوتوغرافية للجزء ألسفلي للهيكل ألعظمي للإنسان مضافا إليه بالفوتوشوب أصبع السبابة يشير إلى عظمة ألعصعص، هذه نصّها:

((من معجزات الرسول الكريم التي أكتشفها العلم الحديث بعد 1400 عام .
يقول حبيبنا صلى الله عليه و سلم :
(كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب، منه خلق و فيه يركّب )

الراوي : أبو هريرة
المحدث : مسلم
- المصدر : صحيح مسلم
- الصفحة أو الرقم : 2955
خلاصة حكم المحدث : صحيح

معنى الحديث ان كل خلايا جسم الانسان تبلى اي تموت و تتحلل إلاّ عجب الذنب منه خلقنا و منها سنبعث 
و المفاجأة ......
إنّ العلم الحديث اكتشف أنّه بعد الموت كلّ الجسد يتحلل الا ما يسمى بعجب الذنب، فما هو عجب الذنب ؟

هو الخلية الاولى المكونة لجسم الانسان أي المرحلة الاولى فى تكوين الجنين و تسمى بالخيط الاولى.

فبعد خلق جميع اعضاء الجنين تستقر هذه الخلية فى العمود الفقري في آخره فى العصعص،  وهى تقريبا فى حجم حبة العدس، وان هذه الخلية تظل حية لا تموت بعد موت الانسان لتكون البذرة التى سيبعث منها الانسان يوم القيامة.

وقد اجرى العلماء تجاربهم وحاولوا بعدة طرق قتل هذا الجزء ولكن المعجزة انه مازال حيا كما أنّهم ابدلوه بخلية من المخ ووضعوه هو(عجب ألذنب) مكان الخلية الاخرى فى المخ في احد التجارب فكانت المفاجأة ان يتحرك عجب الذنب من المخ متجها الى مكانه فى العصعص .
(و ما ينطق عن الهوى)
صلوات ربي و سلامه عليه)).....أنتهى ألإقتباس.

1-إنّ صورة أصبع السبابة ألتي تشير إلى عظمة ألعصعص تنسف إدعاء المعتقدات ألدينية بخلق آدم كأول ألبشر من صلصال كحمأ مسنون، لإن وجود عظمة ألعصعص ينسف نظرية التصميم ألذكي (خلقنا ألإنسان في أحسن تقويم..ألآية ألقرآنية) ويثبت نظرية تشارلس داروين في ألتطور لأنّ عظمة ألعصعص هي ألجزء ألضامر من ألذيل لأجداد ألإنسان من ألحيوانات ألثديية ألتي أنحدر منهم ألإنسان.

2-لم تذكر ألرسالة في أي مؤتمر أو بحث أو مجلّة علمية ذكر هذا ألأكتشاف ألمذهل وماهي أسماء ألعلماء ألذين أكتشفوه وأنهى ألموضوع بالعبارات ألمعتادة لمدّعي ألإعجاز ألعلمي: (إنّ العلم الحديث اكتشف أو وقد اجرى العلماء تجاربهم).

3-عبارة:( هذه ألخلية تقريبا فى حجم حبة العدس) تثير ألضحك لأنّ الخلية لا ترى إلّا بإستخدام المجهر.

4- عبارة: (وقد اجرى العلماء تجاربهم و حاولوا بعدة طرق قتل هذا الجزء ولكن المعجزة انه مازال حيا كما أنّهم ابدلوه بخلية من المخ ووضعوه هو(عجب ألذنب) مكان الخلية الاخرى فى المخ في احد التجارب فكانت المفاجأة ان يتحرك عجب الذنب من المخ متجها ألى مكانه فى العصعص) منافية للعلم وألمنطق، فكيف يتحرك عجب الذنب من المخ متجها الى مكانه فى العصعص؟ وكل خلية حية يمكن قتلها بالحوامض او بالنار.

يقول سيّد قطب في تفسيره (في ظلال القران) ما معناه: اِنّ محاولة بعض المفسرين المعاصرين لربط الايات القرانية بالعلم الحديث له محاذير، فالعلم قد ينقض في المستقبل ما اثبته اليوم، ثمّ انَّ القران ليس كتابا علميا وانّما يدعوا الى عقيدة التوحيد وفيه تشريعات لتنظيم المجتمع.

قبل فترة صدر كتاب بعنوان(اسرار القران الكريم) للكاتب التركي عمر جل اكيل، يحاول الكاتب فيه انْ يُقنِع القاريء بانَّ القران قد تنبّأ بتواريخ بعض الاختراعات والمكتشفات الحديثة، وخلاصة طريقته في الاثبات هي انّه يقوم بجمع كلمات بعض السّور القرانية مع الرقم الّذي يدل على تسلسل السورة ورقم الاية التي وردت فيها اشارة الى الاختراع او الاكتشاف للحصول على تواريخ بعض المخترعات والاكتشافات العلمية، كتاريخ اختراع التلفون والطائرة، كما يذكر الكاتب بانّ العدد الذّري لعنصر الحديد مذكور في سورة الحديد كما انّ عدد كروموسومات النحل مذكور في سورة النحل وباتبّاع نفس الاسلوب الّذي ذكرناه.

يقول الدكتور علي الوردي في مؤلفه(مهزلة العقل البشري) مايلي:

((اخذ المسلمون في عهودهم المتأخرة يفهمون القران على غير حقيقته، فهم اعتبروه سجلا للعلوم والفنون على اختلاف انواعها. ففيه اسرار الذرّة والفلك، وفيه الادوية والعقاقير، وفيه الجغرافية وعلم طبقات الارض، وهم يُناشدون كلَّ عالِم انْ يقتبس علومه من القران، واذا عَجِزَ العالِم عن العثور عمّا يطلبه فيه كان ذلك دليلا على قصور ذهنه، فهو لو صَبرَ على البحث لوجد في القران كلَّ ما يروم.

قد يصح ان نقول أنَّ هذه افكار سلطانية نشرها بين المسلمين اولئك الكهّان الّذين عاشوا على فضلات موائد المترفين، اِذْ هي افكار تُخدّر عقول المسلمين وتجعلهم يرضخون لجور حكامهم ويهملون ما جاء به القران من مباديء الحركة والتدافع الاجتماعي، ولو فهم المسلمون مقاصد القران حقَّ فهمها لما استطاع السلاطين انْ يستغلّوها باسم الدين او يتلذذوا بامر الله)).

ختاما أتسائل لم لا يكتشف مدعي ألإعجاز ألعلمي من ألقرآن وألسنة أختراعات تفيد ألبشرية ولم يأولون آيات ألقرآن وألأحاديث ألنبوية بعد أن يتم أكتشافها من قبل علماء ألغرب ألكافر؟