على هامش حديث سياسي
لم يسبق ان مر العراق في أي مرحله من مراحله التأريخيه بمثل هذه الموجه المهوله من الفساد الذي لم يعد للعقل تصورها حتى اصبحت بغداد عاصمةً للدوله التي  تصدرت جميع قوائم الفساد و المدن الاكثر خطوره في العالم التي لا يمكن لغير المسلحين و رجال المافيا العيش فيها بمأمن عن المففخات التي اصبحت جزءا من الروتين الذي فرض على الشعب  الذي كان (الشعب) اكثر خنوعاً و طواعيه مما كان يتصوره الاحتلال و من جائوا معه ؛ قادة العراق الجديد و بناة مستقبله الزاهر كما ادعوا و يدعون حتى يومنا هذا , و لكن لندع الحديث عن السياسيين فكما يبدو انهم لا يعرفون القراءه و الكتابه (علما ان هذا ليس من قبيل الاستهزاء بل هو الواقع فكثيرا منهم لا يعرف القراءه و الكتابه) و لنتجه هذه المره نحو الشعب الذي ما ان يصحوا من سباته حتى يعود اليه من جديد تحت تأثير الاحلام الورديه التي يبدع في صناعتها السياسيين و لنكون اكثر دقة و صراحة فالقصد الذي نود بيانه لا علاقه له بالصمت الشعبي ازاء ما حدث و يحدث في العراق و من المؤكد ان الشعب هو الضحيه ؛ بل القصد منه هو محاربة  الشعب او منعه من يريد الكلام و التعبير عن رأيه و ممارسة هذا الحق على الرغم من انه  حق مشروع ؛ و ايضا شمول اصحاب الرأي الحر بكرم القادة و السياسيين اللذين كانوا و لا يزالون مرمى نيران الاقلام الحره و الوطنيه في العراق على الرغم من قلتها و من الممكن اعتبار هذا الكرم من قبيل التناقض الذي وقع فيه الساسه فهم يتغنون بالحريه و الديمقراطيه فقط لانهم سمحوا للجميع ان يصرحوا عن ارائهم و في الوقت نفسه نجدهم لا يصغون اليها و لو على سبيل الاستئناس.
ان محاربة الشعب لمن يريد انتقاد الوضع في العراق , الذي يستحق اكثر من النقد فهو سلاح لا يمكنه الصمود بوجه الاسلحه المتطوره التي يماريسها السياسيين في العراق سواء التي تستخدم في عمليات الفساد و سرقة المال العام او سرقة ارواح الابرياء محل حديثنا ؛ فلا فرق بين الحالتين اذا كانت النتيجه واحده و هي تدمير العراق و دفعه نحو الهاويه التي اصبحت على بعد خطوات عنه اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه دون تغيير حقيقي, و ابرز العبارات التي يستخدمها الشعب الداله على مدى ضعف الشعب و قلة معرفته بما يمكن ان تقدمه الانتقادات ايا كان نوعها مقالات او كاركترات و غيرها من اساليب النقد الوطني الذي لا غايه له سوى التغيير الحقيقي منطلقة من الحرص على وطنا اجتمع حوله الاعداء و اول المجتمعين هم قادته و ابنائه سواء السياسيين او ابناء الشعب الذي لا يتحرك لاجل التغيير و يرفض ان يساند من يحاول القيام بهذا الامر و التي يكررها بأستمرار هي ( عوفوهم خلي يشتغولن) و (ليش تشوشون على الناس) و (اميركا فوكهم و ايران فوكهم انوبه انتوا)  و غيرها من هذه العبارات التي ان دلت فهي تدل على ارهاب معنوي يمارس تجاه من لا يرجوا من هذه الكلمات سوى وطنا قويا قادر على مواجة الصعوبات ايا كان نوعها و مصدرها كغيره من البلدان التي تجاوره على اقل تقدير فالعراق اليوم لا يقارن بالدول التي يفترض ان يكون بجانبها بل كدوله فقيره غير قادره على حماية ارواح مواطنيها و لا تستطيع ان تحمي سيادتها و الدوله التي يتلاعب بمصيرها الدول الاقليميه التي لها نفوذاً لا حصر له فيه و غيرها من الاسباب التي اوصلت العراق الى هذه المستوى الذي لا يتلائم مع مكانته الحقيقيه و قدرته الاقتصاديه الحقيقيه.
ان مثل هذه الاصوات لا يمكنها ان تؤثر على الهدف النبيل الذي يسعى اليه المثقفين على اختلاف السبل التي يمارسون من خلالها ثقافتهم و ابداعهم,و الذي يجب ان يكون الاساس الحقيقي لبناء العراق الحر و القوي الذي ان كان يحتاج لشئ فهو الثقافة و الرقي في الفكر الكفيلان بتقدم المجتمع ايضاً من خلال الممارسات الحضاريه التي يقوم بها المبدعون سواء في موقع القياده او من خلال هواياتهم و اعمالهم اليوميه البعيده عن المناصب ؛ و يجب ان لا ترتقي هذه الاصوات النشاز الى مستوى تفكير المثقفين بشكلاً عام و الكتاب بشكلاً خاص فهي ليست سوى هوامش تتذيل بها سطور الصفحات التي تملأ بجواهر الابداع الفكري و الثقافي و السياسي.