احفظوا للحوزة ماء وجهها ؟؟

 

لا احد ينكر ان سر قوة المذهب الشيعي وسر بقاءه بعد تعرضه لشتى انواع التهميش والقتل والتعذيب من مختلف الحكام والولاة,يكمن السر كما يعتقد اغلب المحللون في المؤسسة الدينية التي حافظت عليه طوال قرون ولقنته فكرة او فلسفة التقية التي حفظت الكثير من ابناء التشيع رغم ما فعله الحجاج والأمويين والعباسيين من تنكيل عظيم بالشيعة كل هذه الماسي والحوزة تقود المذهب بصمت وبهدوء وبمبدأ التقية والخمس الذي يساهم في تقوية المذهب من الناحية المادية والمساهمة في توزيعه على فقراء الشيعة..اما ما يحصل اليوم من مشاركة العمامة التي ترمز للحوزة الشيعية فانها ومن خلال انغماسها في الدنيا وقلة تجربتها ووعيها السياسي وعدم توفر الارضية المناسبة لإقامة الحق والعدالة كل ذلك ادى الى اظهار دور سلبي كبير للعمامة الشيعية سوى كانت في البرلمان او ظهيرا له ,,بدأت الحوزة تفقد الكثير من مصداقيتها لعدم وجود رؤية وبرنامج واضح وعدم وجود موقف موحد وجريء من السياسة والعجيب في الامر ان الكثير من المعممين يعلل مشاركته في السياسة هو للحفاظ على الاسلام او نسخ التجربة الايرانية وهو لا يدرك الفرق الكبير بين ايران والعراق لان ايران تمتثل لولاية الفقيه التي تمتلك جناح عسكري تنفيذي تستطيع من خلاله ان تطبق اي شيء تريده,,خسرت الحوزة كثيرا من جمهورها وستخسر ما تبقى لها من جمهور بسبب السياسة الخاطئة التي تنتهجها العمامة ,,رغم محاولات الجهات الدينية في الفترة الاخيرة النأي بنفسها عن السياسة ودهاليزها وتبني الخطاب الوطني غير الواضح المعالم ,,الا انه لا يمكن اغفال او مسح الصورة السيئة في ذهن الفرد العراقي وهو يشاهد تكالب العمامة على الدنيا بعد ان كانت رمز للطهر والعدالة والروحانية ,,الحوزة اليوم بأمس الحاجة الى اعادة صياغة مبانيها واعداد خطة واضحة ورؤية ستراتيجية تنقلها من حالة السبات الى حالة قراءة الواقع والعودة الى المقدمة في اذهان جمهورها وممارسة دورها الريادي في الحفاظ على مصالح الناس وعدم مداهنة الحاكم ,,ان اكثر ما يعيق تقدم الحوزة نحو قيادة المجتمع قيادة صادقة وواضحة هو الصراع الداخلي بين اطرافها على الزعامة ما يجعلها تنهش بنفسها من حيث تشعر او لا تشعر وهي لم تؤمن بعد بصحة الرأي الناقد لها !! كونها ترى نفسها فوق النصح والنصيحة وفوق الرؤية والرأي لأنها ترى انها هي التي يجب ان تُشير وهي التي تقدم النصيحة ,,وهذا الاعتزاز بالنفس اورثها شيئا فشيئا تجاهل الدعوات الصادقة التي تؤمن بالحوزة ودورها في قيادة المجتمع نحو الهداية والصلاح و ترى الدور الكبير والأهمية العظمى للحوزة في اذهان الشيعة في العراق ,,نحن لا ننكر ان هناك دعوات غير صادقة ومُغرضة تحاول النيل من هذا الصرح العظيم بحجة الحرية والديمقراطية محاولين خلط المفاهيم ومستغلين بساطة الكثير من ابناء المجتمع الذين لم يحظوا بفرصة كافية للتعلم والمعرفة تجعلهم يمتلكون قوة معرفية تمكنهم من التمييز بين المفاهيم وتوظيفها وفق الزمان والمكان المناسب لها وحسب الظروف التي تلائمها,,اننا ننتظر من الحوزة ان توقظ نفسها بنفسها ان لم تسمح لغيرها ان يوقظها ونخشى ان يطول سباتها لتستيقظ ذات يوم فلا تجدا لها مكانا معتدا به في المنظومة الفكرية الشيعية فتتلاشى هي ليتلاشى بعدها المذهب !