فّككوا تصريحات هذا النائب ؟!

 

حقّاً انَّ شَرَّ البَليّةِ لا يُقَهقِهُ فَحَسبْ , وانّما يُسَبّبُ اذىً لعضلاتِ البطن منْ الضَحِكات الشديدة .! , هل تُراهُ منَ الضرورةِ لنائبٍ , أيَّ نائبٍ كان في البرلمان أن يُدلي بتصريحٍ ما اذا لمْ تكن هنالك منْ ضرورةٍ له .! , ولا سيّما لا ضرورةٌ قصوى ولا ادنى    , ثمّ ماذا حينَ يكونُ التصريحُ غيرَ قابلٍ للفهم ولا للهضم .!؟ , او يُسبّبُ عُسرَ الهضم الفكري والنفسي " على الأقل .! " ولا ادري لماذا يتسبب هكذا نائب بأجتذاب نبال النقد - بمغناطيسيةٍ فائقة - على نفسه .؟؟ 
     امس الأول , فوجئ الوسط الإعلامي , وفوجئت جماهيرُ القرّاء والمستمعين والمشاهدين , وبسابقةٍ لمْ تسبقُها سابقة , لا عندنا ولا عندَ غيرنا , بتصريحٍ للسيد " عباس البياتي " النائب التركماني في البرلمان العراقي ذكرَ فيه : >>  انَّ اعلان وقف اطلاق النار في الفلوجة منْ قِل وزارة الدفاع هو لأجل تضييق الخناق على الأرهابيين او المسلحين هناك .!!! << , وفي الوقت الذي لمْ تُعلن وزارة الدفاع بمثل هذا الكلام , ولا قادة الجيش ايضاً , ولهم حساباتهم التعبوية والستراتيجية في ذلك , ولأجلِ انْ نفهم , وبغية ان يجري إفهامنا جميعا منْ قِبَل السيد البياتي , فكيفَ يكونُ تضييق الخناق على المسلحين عبر وقف اطلاق النار عليهم .! , هل بمنحهم فرصةً لإلتقاط انفاسهم .! , هل ليحصلون على قسطٍ اوسعٍ للنوم .! أمْ لإعادة تزوّدهم بالوقود .! او : لتمليكهم وقتاً لتنظيفِ اسلحتهم .! , كيفَ واينَ هذا الخناق .؟ , اتُراهُ لتمكينهم من تبادل الزيارات الميدانية فيما بينهم , وارتشافِ فناجينِ القهوةِ العربية ريثما يعودُ اطلاق النار .!؟ , او ربّما لمنحهم وقتاً محدداً لأخذِ حمّامٍ دافئ قبلَ العودةِ ثانيةً لجولة النار .!؟ .. ارى ويرى غيري بالطبع أنَّ تصريحَ السيد البياتي لايليق به اولاً , ثمّ انه لا يليقُ بجهاز البرلمان برمّته , فضلاً عن انّه يشكّلُ إهانةً من نوعٍ ما لوزارة الدفاع والقادة العسكريين . ويقيناً لو كنّا دولة متحضّرة لَما سمحَت بهكذا تصريحٍ يسيئُ الى سمعتها , ولقامت الدنيا ولمْ تقعد في صحافتها  المسمّاة بالسلطةِ الرابعة , والتي بدَتْ للأسف وكأنها لمْ تطّلع على هذا التصريح المُدَوّي .. اعتقدُ - والى حدٍّ ما - أنَّ أمامَ النائب عباس البياتي فرصةً لتصليحِ وتعديلِ وترميمِ وتطويرِ تصريحه الآنف الذِكر " انطلاقاً من احدى زوايا مقولة - الأعتراف بالخطأ فضيلة - " , لكني اشكُّ بذلك والى حدٍّ كبير ...