ابلغوا اهلي ان اعدامي تم يوم 11/5/1987.....!!!

بينما كنت اتجول في احدى قاعاته استوقفتني عبارة ابلغوا اهلي ان اعدامي تم يوم 11/ 5/ 1987....!! قد يقول البعض ان هذه العبارة كانت مكتوبة على حائط احدى معتقلات النظام السابق التي حوت بين طياتها قصص ارواح زهقت ذات يوم وآثرت ان تترك المكان الذي شهد على ذلك لتبقى تطوف وتطوف من حوله ... او قد يتصور آخر إنها عبارة ارسلت من قبل احد المثكولين بوطنه الذي عث فيه الظالمون فساداً يخبر من خلالها اهله انه قد رحل ولسان حاله يقول كفوا بصركم المتجمد عن باب المنزل وارحموا انتظاركم من التمني اليائس لاني لن اعود، لكن السلطة الحاكمة انذاك كانت ابعد حتى عن اطلاق الحرية للكلمة، ليجبر احدهم ان ينقشها تحت جنح الظلام بمساعدة الضوء الخافت من القمر الذي تسلل بخلسة من الشباك الصغير للسجن ويكتبها على حافة البنطلون...!! بوضوح دال على يقينه منه انه ميت..ميت، هذا بالضبط ماقام به احد الذين وقع فرسية لضباع النظام السابق الذي كان يستلذ باغتيال ابسط حقوق الانسان وهو الحق في الحياة... لتنتهي حياته بطريقة مأساوية تراجيدية في قصة لا يمكن ان يستوعبها عقل ولا تجد لها اي مكان مناسب في النفس البشرية، بدأت من حيث انتهت حينما تم العثور على بقايا شاب في ريعان شبابه في مقبرة سهل عكاز الواقع في محافظة الانبار بعد مروره برحلة العذاب والموت في سجن ابو غريب، شأنه شأن الالاف الذين كان لهم نفس المصير.. والذين لم يبقى منهم سوى اطلال وبقايا بني لاجله ذلك المتحف متحف توثيق انتهاكات النظام السابق التابع لقسم توثيق الانتهاكات في الدائرة القانونية لوزارة حقوق الانسان والذي افتتح يوم 12/9/2012 ليكون شاهداً على ما جرى، وليتم استذكاره كي لا يتكرر، ضم المتحف خمسة قاعات في كل واحدة منها وثائق وشواهد تقطع الشك باليقين من ان النظام السابق كان باختصار..... ظالم ..... بكل ما تحتويه كلمه الظلم من معنى مؤلم.... الاولى قسم السمعية والبصرية، نقلت من خلالها صرخات الم المذبوح والمعذب وشهقات الانفاس الاخيرة من المعدوم من خلال افلام ووثائق وصور دلت على ذلك، والقاعة الثانية التي سميت بمن اقتدى بنهج الامام الحسين (ع) واقتبس بل تبنى منه كلمة الـ .....لا ..... وهو الشهيد محمد باقر الصدر، والثالثة كانت تحوي القرارات والتي قررها الظالم، ونفذها الظالمون، بوسائل وضعت في القاعة الرابعة التي اطلق عليها اسم قاعة الشيخ عبد العزيز البدري الذي قتل على يد النظام البعثي في العام 1969 ليكشف بذلك حقيقة ان هذا النظام تكون مجرماً منذ السويعات الاولى لتسلمه السلطة...وانتهى مجرماً.. بدليل الالات والمعدات التي تفنن باستخدامها في النيل من الانسانية في العراق والتي سطرت اليوم في هذه القاعة لتكون لطمة على افواه كل من قال ان ذلك لم يكن، وان ذلك لم يحدث، اما القاعة الخامسة فهي تلك القاعة التي ضمت بين حنياها قصص جحافل سيق بهم ذات ليلة حالكة الظلمة، ليدفنوا جميعاً في مقابر جماعية، ولم يبقى منهم سوى تلك المقتنيات التي عكست كل منها قصة احدهم... دراهم قليلة في جيب احدهم تدل على فقر حاله، اوقراصة شعر تلك الفتات التي لم تختلي يوماً بالغرباء في حياتها لتجد نفسها مجبرة على دخول مقبرة بمشاركة المئات....!! او جنسية احدهم التي دلت على انه واكب ثورة العشرين... وحمل المغوار اما مقتلاً او هاتفاً بها... دون ان ينال منه ( الاجناب )......!! في شبابه ليجد نفسه وقد نال منه بنو جلدته وهو كهل...!! او تلك المرأءة التي طالما كانت فرحه وهي تعيش بين اطفالها يجمعهم بيت واحد ولم تتصور انها ستموت ايضاً على ذلك.... هي واطفالها...!!