هل بات تنحي بشار الأسد قاب قوسين؟



لعل كثير من المحللين السياسيين، والمطلعين على الحدث السوري، يرون من الصعب إسقاط حكومة بشار الأسد، أو تنحيها عن السلطة، سيما مع التقدم الذي يحرزه الجيش النظامي، بمعونة قرابة أربعين الفاً من أفراد الفصائل المجاهدة، التي تقاتل جنباً الى جنب مع الجيش. بالإضافة الى الدعم الروسي والإيراني، ودخول حزب الله بثقله في الصراع.
استعراض القوى الذي قدمنا له، كان من جانب واحد، ففي المقابل هنالك الولايات المتحدة، صاحبة القوة الأكبر في العالم، مع حلفائها الغربيين والحلفاء الإقليميين. ولا ننسى الضربة العسكرية الأمريكية، التي كانت قاب قوسين أو أدنى من التحقق.
في لحظة الحسم التي بدت واقعية، بتسديد ضربة عسكرية من قبل الولايات المتحدة لسوريا، والتي من كان شأنها أن تشل المرافق الأساسية لقوى الجيش السوري، وتعطل المواقع الإستراتيجية للحكومة، وفرض حظر جوي، مع خروج الفصائل المجاهدة، وعودة أفرادها الى بلدانهم. عندها سيكون من السهولة بمكان، أن تتمكن القوات المسلحة للمعارضة، والمجاميع الإرهابية، من التقدم على الأرض وإسقاط الحكومة. لكن ذلك ما لا يريده الغرب، خشية تمكن الجماعات الإسلاموية من الحكم.
أثر التلويح بالضربة العسكرية، شرعت الحكومة السورية وحلفائها، الى تقديم تنازلات كبيرة، تمثلت في التخلي، عن أهم الأسلحة الإستراتيجية التي بحوزتها، وهو السلاح الكيمياوي.
ثمة أمران ينبغي عدم الغفلة عنهما؛ الضربة العسكرية الأمريكية، ودعم روسيا والجمهورية الإسلامية لسوريا. فمع حدوث أحد الأمرين؛ الضربة العسكرية الأمريكية، أو تخلي حلفاء سوريا عن دعم بشار الأسد، سيؤدي ذلك الى سقوط النظام. لذا فإن مصير النظام السوري، أصبح بيد روسيا وايران، فقد يجد بشار الأسد نفسه مضطراً للتنحي، مع ضمانة حلفائه لعدم المساس به وتحميله خطايا الحرب، وعدم ملاحقته، وضمان حقه في الدخول في الحكومة الإنتقالية، وترشحه في الانتخابات.
لذا فإن الإجتماعات التي جرت على هامش مؤتمر جنيف2، بين ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة، مع قيادات سورية علمانية معارضة، بحضور ممثلين عن نظام بشار الأسد، يبدو أنهم توصلوا الى الاتفاق على تقديم المعارضة العلمانية، كبديل للمعارضة الحالية ذات الطابع الإسلاموي. وهذا الحل سيكون هو الحل الأنجع للأزمة.
كما يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد، أصبح متيقناً من ضرورة تنحيه، مع كفالة حلفائه الروس والإيرانيين، للمرحلة اللاحقة.
ويبقى الأمر مسألة وقت لا أكثر، إذا لم تستجد بعض الأمور، التي قد تؤجل ذلك السيناريو أو تحرف مساره، لكنه بالنتيجة يبقى هو السيناريو الأرجح، إذا ما سارت الأمور في مجراها الطبيعي.