رسالة الى طفل في الجنوب... شعر/ فضيلة مرتضى







أود ياصغيري أن أطير
وأحلق فوق سماء مدينتنا
أسحب الغيوم
أعصره
وأغسل وجهك من الرماد
ومن ظلال الأحزان
أود لو أستعير جناحي نورس
وأحلق فوق بيوت الطين
بيوت الجنوب الحزين
وأمسح لون الألم في وجنتيك
ولون التفاح الاحمر أطبعه على خديك
يا تمر السومري المضني ,في العيون
ياصغيري السومري:
قد أحرقوا الأشجار في عينيك
وهم الآن هناك رابضون
يسرقون خبزك
يدمرون بيتك
يلوثون أرضك
يعبثون بأبراج الطيور
يحرقون حدائق أحلامك
يحرمونك من الوصول
للقمة ...ولمرتع السرور
يعصرون ماء عينيك
لانك لاتملك غيره
ضد الساسة الحضور
ياطفلي الفقير:
هم لايرونك الا خلف
شاشات الظلام والأحكمام
فنهرنا بين أنياب الحكام
ياطفلي السومري الحزين:
أود لو أكون..؟؟
أضمك بين أضلع نخلة
لتكون لك الزاد
وفي ظل نجمة
لتكون لك النور
وأسكب في روحك البهجة والسرور
وأرف لك غلالات صباح لؤلؤي
وأعطيك من حبق البري
والتمر البرحي
وأمسح دموعك
وأزرع في عينيك
هدايا الربيع
يا حبيبي السومري الصغير:
ياجزيرة البراءة
أود أن أقص عليك
قصص الأمان
حكايات السكينة
أحلام السندباد ورحلاته العجيبة
فتغفو وفي رأسك جنة
يزورها البلابل والعصافير
صغيري الجنوبي:
أبن القمح والتمور
لاأحب في قلبك تنور
أحبها مزرعة للزهور
وبستان رياحين وحبور
حرقت روحي بكائك
عبر شاشات النور
في بلدي المحظور
على الأقمار والنجوم
صغيري الحزين:
أود ان أجلب غرة الصباح
وأرسمه في عينيك
ونور الشمس
تلمع فوق خديك
وسنابل القمح تتراقص
لأبتسامة شفتيك
ومياه الأهوار وكل الأسماك
حكر بين يديك
صغيري في قتامة اليأس:
قد نلتقي أو لانلتقي
وقد نبقى في حلم الفراديس
ونبقى نحلم بفردوس خلف باب
أحكم أقفاله
ونحلم بمفتاح السعادة
المفقود في وادي الذئاب
أقول لك من بعيد
خلف أسواري الغريبة
لي أمل بأنك وأنا
سنجد المفتاح ونفتح الأبواب
ونصل الى الفراديس
وزخات المطر يببلل شفتيك اليابستين
مهما رمت الأقدار الأفاعي في طريقنا
وبنت الأسوار حولنا
لابد النهر يومآ يجد طريقه الينا
وفي الختام
أقبل أناملك الصغيرة
عند طلوع الفجر
وعند أختفاء الشمس خلف المغيب
وأنت عائد الى حضن أمك
تحت وطأة اليأس
19/02/2014
القصيدة كتبت بعد مشاهدتي لبرنامج تلفزيوني على الهواء لقناة الفيحاء العراقية وطفل صغير أمام الكاميرا للقناة المذكورة يبكي بحرقة ويتحدث عن معاناته اليومية في البحث عن العلب الفارغة في النفايات ليشتري الخبز له ولوالدته بعد بيع العلب وعن اشتياقه لمقاعد الدراسة في بلاد الرافدين, بلد النفط والخيرات ياعجب العجاب!