في الوقت الذي يحاول فيه العراق الخروج من قوقعه الحكم الفردي و انهاء زمن الديكتاتورية التي عانى ما عانى منها الشعب العراقي , و ما الذي يحدث اليوم ما هو الا نتائج طبيعية لفترة تأريخيه سابقة يحاول البعض سواء من الاحزاب او الشخصيات السياسية الرجوع اليها و لكن ليس لوحده بل يسعى لجر دولة بأكملها معه , و محاولة التحكم بمصير هذه الدولة و مستقبلها سعياً لهدف واحد لا غير هو المصلحة الشخصية و الوصول الى سدة الحكم؛ على الرغم من ان سدة الحكم في العراق لا تعني سوى الشهره و المجد اما جوهر هذا المنصب فلا احد يلتفت اليه بل البعض لا يعرف الدور الحقيقي لهذا المنصب الذي هو اساس الوحدة الوطنية و اساس المستقبل الحقيقي للعراق و شعبه , اذا ما تم الوصول اليه بطريقة ديمقراطية و ادارة الدولة من خلاله بعيداً عن التعصب اياً كان نوعه و بعيداً عن الانفراد بالرأي و اشراك الجميع في ادارة الدولة وصولاً الى المعنى الحقيقي للديمقراطيه و الحريه او بالاحرى المعنى الذي يستطيع من خلاله العراق و شعبه الخلاص من الويلات التي مر و يمر بها.
و ايضاً في ظل الصراع الدائر حول الانتخابات و استمرار الحرب الضروس بين الكتل السياسيه و عمليات التشويه المستمرة للمرشحين و استغلال ابسط الامور و اتفهها لتسقيطهم و التي لا تدل على وجود وعي سياسي حقيقي ممن يمارسون السياسه في العراق , او حتى الاخلاق التي يجب ان تتوفر في شخص المرشح قبل غيرها من الشروط القانونيه خصوصاً اذا كان الجميع ممن رشحوا انفسهم للانخابات غايتهم خدمة العراق اي ان الغايه واحدة بين الجميع فما الذي يمنع مشاركة البعض دون غيرهم اذا كانت الغايه واحده و ان الاختلاف الوحيد هو في الانتماء الحزبي الذي اصبح واحداً من اهم الوسائل التي تبث التفرقه بين ابناء الشعب الواحد فهي ترتكز على اساس ديني و مذهبي يسعى اعضائها استغلالها و استغلال البساطه التي يملكها ابناء هذه المذاهب في واحده من ابشع صور الاستغلال في بلد يفترض انه تحرر من الظلم و الاستغلال و يحاول الوصول الى الحريه و الديمقراطيه و التي ضحى من اجلها بأبنائه و عشرة اعوام من عمره.
ان الميدان الانتخابي واسع جداً و لا يمكن قصره على حزب او مكون سياسي بعينه؛ و الرأي الفصل في هذا الامر و كما هو مفروض من حصة الشعب الذي يحدد من خلاله المأهل لحكمه مستفيداً من تجربه عمرها عشرة اعوام لم يرى خلالها سوى القتل و السرقه المشرعنه ممن انتخبوا سابقاً كممثلين للشعب (سواء في الحكومه او البرلمان) ؛ و من جانب اخر يجب على جميع مؤسسات الدوله و اهمها المفوضيه المستقله للانتخابات ان تكون مستقلة سراً و علانية و ان تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين و كتلهم فهم اصحاب امانه تأريخية و وطنية و يجب ان يضعوا امام اعينهم وطنهم و شعبه و ان رضوخهم لارادة الاحزاب يعني خيانة عظمى لا يمكن ان تغتفر ؛ و كذلك على اصحاب القرار ان يعوا ان استبعاد المرشحين تنفيذا لاجندات سياسيه لا يعني شئ سوى هزيمة مبكرة ان الشعب ليس مجبراً على انتخاب احزاب او شخصيات معينة فقط لانهم المتوفرين او انهم افضل من غيرهم و ان اتباع هذه الاساليب يعني ترسيخاً لنظام يغيب الارادة الشعبية و يعمل لتحقيق مصالح بعيدة عن المصلحة الوطنية.
|